بعد 10 بدور و10 ساعات: صماد3 تفترس هدف مباشر في الرياض
بعد 10 بدور و10 ساعات: صماد3 تفترس هدف مباشر في الرياض
بعد ثلاث غزوات جماعية خلال 24 ساعة لأسراب قاصف إلى قاعدة الملك خالد الدولية بعسير، أبت البدور اليمنية إلا أن تشارك الردع اليماني السهرة الحمراء في جيزان بزخات جماعية لعشرة من البدور التي هدد بها إبن البدر، انطلقت من جغرافيا يمنية مترهلة بفعل القصف والحرق والتدمير، وفي وقتٍ ظن العالم أنه قد اغتالها واجهض حلمها ومستقبلها، ووأد هويتها وكينونتها، تفاجئ بمخاض تصنيعها، وولادتها توائماً من الطائرات المسيّرة، لا تنتظر الحبو، وتحلق عالياً قاطعة آلاف الكيلومترات، فلم يكن أمام “الهدف المباشر” في قلب الرياض إلا أن يندب حظه، وفرائس البدور تحترق في مصيرها في جيزان، وتحصد ثمار استخفافها بقدرات التصنيع اليمني الذي لم يعد خافياً، وتجني فواتير سخريتها من التحذيرات التي كررتها القيادة اليمنية مراراً وتكراراً.
صماد3، أحدث امتداد لمجموعة من الطائرات المسيّرة، وصفها العدوان بطائرات ورقية للتسلية، وفي أفضل الأحوال طائرات بسيطة تستخدم لأغراض التصوير، وبإمكان الجميع اقتنائها كون ثمنها لا يتجاوز المائة دولار، بل اشفق أحدهم على السيد الحوثي من استغفال جماعته له بعرضهم لما وصفوه بإنجازات لعب الأطفال، وهكذا دواليك..بالغوا في السخرية، وافرطوا في الهرج، لكن ما احدثته هذه الطائرة اليوم أمر مخيف ومرعب حتى في دلالة إسمها، وكثيرة هي المرات التي استهان فيها تحالف العدوان بالقدرات اليمنية، وغلبت على خطبه نبرة الإستعلاء في كل حديث له عن الإنجازات العسكرية التي يوكل أمرها لنسج خياله؛ فالصواريخ الباليستية كانت ولا زالت في قاموسه “مقذوفات” يمنية، ودمارها الهائل والكبير ليس أكثر من نيازك واجرام سماوية جاء بها إرهاب الطبيعة. لكن الغريب في الأمر هو ذلك العويل والإستجداء الذي نسمعه بين فينة وأخرى من النظام السعودي وهو يشكو التهديد اليمني على مدن المملكة من أسلحة دمار شامل تزعزع أمن المنطقة، وبين غمضة عين وانتباهتها لم تعد مقذوفات يمنية البتة، بل صواريخ فتاكة ومطورة قدمت من طهران والضاحية الجنوبية.
يرى اليمنيون ولسان حالهم: أن استهداف هدفا هاما في الرياض بطيران مسيّر بعيد المدى خبر مزلزل بكل المقاييس، لكن ما هو أشد زلزلة في تفاصيل هذا الخبر هو اسم الطائرة التي نفذت العملية، فهي ليست قاصف وأخواتها، لكنها روح الشهيد الصماد الذي أحرق بؤر الشيطان حيا وشهيدا، وأوصل من خلالها الجيش واللجان رسالة عاجلة إلى العدو: “لن تعود قواعد الاشتباك إلى سابق عهدها طالما استمر العدوان والحصار، ومضاجع ملوككم الاقتصادية والسياسية لن تكون في مأمن بعد اليوم”.
أما السعوديون فيسترجعون اليوم الشهيد الصماد مجدداً، ويجدون في شخصه الطراز “صماد1″، ويرون طرازه أشد فتكاً وعصفاً مما تلاه، فإذا كانت “صماد3” قد استحدثت هدفاً استراتيجياً وسط العاصمة الرياض؛ فإن “صماد1” قد جعل كل جغرافيا المملكة هدفاً جماعياً لعامٍ باليستي بإمتياز.
وبدخول منظومة هذا السلاح اليوم أجواء المعركة، باتت كل رموز وقيادات المملكة في خطر داهم وحقيقي في حلّها وترحالها، ومقرات أعمالها، وتحركات مواكبها، وهذا يعني أن كل منشأة حيوية صغرت ام كبرت، قربت أو بعدت، ستكون هدفاً سهلاً، وبدقة متناهية دون قيود، وستكون المنشآت الإقتصادية هي الهدف الأشهى والألذ لما له من تبعات خطيرة تصيب الإقتصاد السعودي في مقتل، وتهدد الإستثمار المحلي والخارجي، وتجفف فرص العمل، وتبعث على مخاوف السواح والمتنزهين، وتقضي على أحلام الفتى الشاب الذي فتح المملكة على مصراعيها لتكون باريس الحرمين.
إن الرسالة الأقوى التي يبعثها اليمنيون اليوم للرياض وأبو ظبي خصوصاً، وللعالم الصامت عموماً، أن الحرب لم تنل من صمودهم وعزيمتهم، وأن اطالة امدها لن يزدهم إلا قوة واصرار وثبات، ولم تثنِ الأيدي اليمنية الفتية عن التصنيع والتحديث والتطوير، وفوق هذا وذاك لم تتوقف الصواريخ الباليستية اليومية على المدن السعودية، بل تعززت بـ الطائرات المسيّرة التي ستكون كلمة السر في خطوات قادمة ستلقف ما يأفك القوم ويزعمون.