أسرى ذمار .. فداحة إجرام العدوان السعودي
.
يمني برس – تقارير
اثارت جريمة قصف طيران تحالف العدوان السعودي على مبنى كلية المجتمع بمدينة ذمار اليمنية والتي كانت تضم مئات المعتقلين، غضبا واسعا في مختلف الاوساط اليمنية وغير اليمنية، لعلم قوات التحالف أن المكان فيه معتقلين، وسبق للصليب الأحمر أن زار المعتقل في وقت سابق وفق مصادر حقوقية، وتصنف هذه الجريمة ضمن “جرائم حرب”.
أفاد مصدر طبي يمني، الثلاثاء، أنه تم انتشال 123 جثة لحد الان، من ضحايا قصف التحالف السعودي لسجن للأسرى قبل يومين،في محافظة ذمار وسط البلاد.
وقال مسؤول في وزارة الصحة اليمنية، إنه تم انتشال الجثث حتى مساء أمس الإثنين، مضيفا أن عملية البحث عن بقايا جثث أو أشلاء ما تزال مستمرة.
منظمات دولية ومحلية حقوقية ومحامون وناشطون جميعهم أدانوا الحادثة ووصفوها بالمجزرة المروعة المنافية لأخلاق الحرب وللمواثيق الدولية المنظمة للنزاعات المسلحة.
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها من استهدف سجن الكلية. وقال مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط فابريتسيو كاربوني، في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر: “يثير قلقنا المعلومات الواردة عن حدوث انفجار في سجن بمحافظة ذمار”. وأضاف كاربوني “هو مركز احتجاز كنا نقوم بزيارته في اليمن بشكل منتظم”.
بدورها أدانت رابطة أمهات المختطفين الحادثة بأشد عبارات الاستنكار، وقالت الرابطة في بيان استهداف طيران التحالف لسجن كلية المجتمع بمحافظة ذمار وقتله لعشرات المختطفين والمخفيين قسراً بعدد من الغارات رغم معرفة الصليب الاحمر بمكان السجن واحتوائه على مختطفين ومخفيين قسراً ”.
وحملت الرابطة دول التحالف والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ما حدث للمعتقلين من قتل مباشر ومتعمد.
وطالبت منظمة العفو الدولية بإجراء تحقيق في هجوم تحالف العدوان على مركز الاحتجاز في ذمار وبشكل مستقل.
وقالت العفو الدولية في بيان :” في واحدة من أكثر الهجمات المروعة هذا العام، دمرت غارة جوية شنتها “قوات التحالف” مركز احتجاز في ذمار في اليمن وبشكل كامل.”
وأضافت شن التحالف سبع غارات مباشرة على المركز رغم معرفة طيرانه والجهات الدولية بموقع المركز وضمه للأسرى التابعين له.
بدوره، وصف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، قصف التحالف السعودي سجناً للأسرى في محافظة ذمار وسط اليمن، بـ “المأساة”، داعياً التحالف إلى إجراء تحقيق.
وقال غريفيث، في بيان مشترك له مع منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، نشره على موقعه، “حدث اليوم هو مأساة. التكلفة البشرية لهذه الحرب لا تطاق. نحن في حاجة إلى وقفها. اليمنيون يستحقون مستقبلاً سلمياً”.
وجدد المبعوث الأممي التأكيد أن الطريقة الوحيدة لإنهاء القتل والبؤس في اليمن هي إنهاء النزاع.
وعبر غريفيث عن “أمله أن يبدأ التحالف في التحقيق في هذا الحادث”، مشدداً أنه “يجب أن تسود المساءلة”.
من جهتها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، “هذا حادث مروع، حجم الخسائر مذهل، نبعث بأحر التعازي للأسر التي تحزن اليوم على أحبائها”.
وتابعت، “يسارع الشركاء في المجال الإنساني بالإمدادات الجراحية والطبية، إلى مستشفى ذمار العام ومستشفى معبر، وإننا نحول الإمدادات الطبية الحيوية عن استجابة الكوليرا. ليس لدينا خيار”.
وفي الداخل اليمني، دان قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي الجريمة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي في محافظة ذمار وسط البلاد، وأكد انها تعبر عن حقد وافلاس انساني واخلاقي وتخبط وانسداد افق لتحالف العدوان في معركته العبثية والظالمة ضد الشعب اليمني.
وأكد السيد الحوثي أن هذه الجريمة تعبر كسابقاتها من الجرائم اليومية لتحالف العدوان التي يرتكبها بحق الشعب عن السلوك الاجرامي الذي اعتمد عليه العدوان كوسيلة لكسر صمود وثبات الشعب اليمني.
وقال إن الجريمة تعبر عن حقد وافلاس انساني واخلاقي وتخبط وانسداد افق لتحالف العدوان في معركته العبثية والظالمة ضد الشعب وتقدم شاهدا مع الكثير من الشواهد اليومية على أن تحالف العدوان يستبيح كل أبناء الشعب ويتعامل بلا انسانية مع كافة أبناء البلد حتى تجاه الموالين له.
واضاف السيد الحوثي “هناك الشواهد الكثيرة والاحداث الكثيرة والواضحة يتحدث عنها حتى المتعاملين مع العدوان كيف يتعامل العدو حتى في جبهات القتال مع من باعوا أنفسهم له وخانوا من أجله وطنهم وقيمهم ودينهم ووطنهم وباعوا كل شيء من أجل الحصول على مكاسب تافهة وأموال مدنسة”.
كذلك أدان رئيس الوفد الوطني في اليمن “محمد عبدالسلام”، المجزرة المروعة التي استهدفت أحد السجون التابعة للأسرى في محافظة ذمار.
وكتب عبدالسلام في تغريدة له على تويتر “يدشن العدوان الأمريكي السعودي العام الهجري الجديد بمجزرة مروعة مستهدفا أحد السجون التابعة للأسرى في محافظة ذمار، والحصيلة الأولية 50شهيدا، و100مصابا”.
وأكد أن ذلك “يثبت للرأي العام وحشيته وإجرامه التي اتسم بها طيلة عدوانه الظالم ، ويقدم رسالة لكل اليمنيين دماءكم رخيصة في أي اتجاه كنتم”.
وأدان ناطق حكومة الإنقاذ الوطني ووزير الإعلام ضيف الله الشامي، بمجزرة تحالف العدوان السعودي الأميركي بحق الأسرى في محافظة ذمار والتي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى، مؤكدا أن الأسرى الذي تم استهدافهم هم ضمن كشوفات تبادل الأسرى في إطار اتفاق السويد.
واستنكر الشامي إصرار تحالف العدوان على أن المكان الذي تم استهدافه موقع عسكري، في حين أنه معلوم لدى الجميع أنه خاص بالأسرى، مؤكداً أن ذلك يأتي في إطار كذب وتضليل دول العدوان ووسائل إعلامها.
وأوضح أن مكان الأسرى معروف لدى دول العدوان واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الدولية، لافتاً إلى أن الأسرى الذين استهدفهم العدوان اليوم هم ضمن كشوفات تبادل الأسرى في إطار اتفاق السويد.
واعتبر أن استهداف طيران العدوان للأسرى يأتي في إطار الصراع الحاصل بين دولتي العدوان السعودية والإمارات من خلال استهداف كل منهما لمليشيات الأخرى.
ودعا الشامي، الحكومات وأحرار وشرفاء العالم إلى إدانة هذه الجريمة، كما دعا المنظمات الدولية والإنسانية للنزول إلى موقع الجريمة والعمل على التحقيق فيها وكافة جرائم العدوان بحق الشعب اليمني منذ ما يقارب خمس سنوات.
من جانبها، أصدرت رابطة علماء اليمن بياناً أدانت به جريمة العدوان السعودي في ذمار والتي أدت إلى مقتل أكثر من 100 سجين.
ودعت رابطة علماء اليمن في بيانها، المخدوعين للعودة إلى جادة الصواب وحضن الوطن وتوجيه فوهة البنادق إلى العدو الحقيقي لليمنيين والذي تجلى حقده على كل يمني من خلال هجماته الأخيرة والتي كان آخرها استهداف من قاتلوا إلى جانبه في ذمار قبيل الإفراج عنهم.
كذلك نظمت هيئة الشؤون الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني بذمار وقفة احتجاجية ساخطة وغاضبة أمام مسرح الجريمة التي ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي بحق الأسرى في ذمار.
وخلال الوقفة التي حضرها القائم بأعمال محافظ محافظة ذمار مجاهد شائف العنسي ووكيل أول محافظة ذمار الدكتور فهد عبدالحميد المروني ورئيس هيئة تنسيق الشؤون الإنسانية المهندس منير المروني، استنكر القائم بأعمال المحافظ مجاهد العنسي الجريمة البشعة التي أقدم عليها العدوان باستهداف الأسرى، مؤكدا أن العدوان أصبح في حالة يأس واضطراب باستهدافه للأبرياء والأسرى الذين يقاتلون معه والى جانبه، داعياً الذين لازالوا في صف العدوان ان يعودوا الى رشدهم .
ونوه العنسي الى ان الشعب اليمني سيتوحد وستكون مصالحة وطنية لمقاومة التدخل الخارجي والاحتلال، موضحاً ان القوة الحقيقية هي مع المجاهدين الذين يتصدون للعدوان ومرتزقته.
من جانبه وكيل أول محافظة ذمار الدكتور فهد عبدالحميد المروني، أوضح ان العدوان يزداد يوماً بعد يوم في إجرامه وطغيانه في استهداف الأبرياء، مبيناً ان العدوان يقتل مرتزقته وهم مسلحين يقاتلون الى جانبه، العالم ومنظمات المجتمع المدني إلى الاطلاع بعين الحقيقة وإيصال الجريمة وجميع الجرائم للعالم، شاكراً المشاركين في الوقفة التي تعتبر إدانة واستنكار للعمل البشع الذي ارتكبته طائرات العدو الغاشم.
وأكد ملتقى الكتاب اليمنيين أن هذه الجرائم لن تمر دون عقاب، ولن تسقط بالتقادم محملاً تحالف العدوان والمجتمع الدولي والأمم المتحدة مسؤولية ماسيترتب عليه من ردود مشروعة تكفلها قوانين الأرض وشرائع السماء.
واعتبر ملتقى الكتاب إن تكرار ارتكاب هذه الجرائم وتبجح المجرمين باقترافها يؤكد ضرورة تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في مئات المجازر المرتكبة وتقديم الجناة للعدالة، ويشير إلى مدى تماهي المجتمع الدولي مع ما يرتكب في بلادنا من جرائم أخلاقية لن تغفرها الأجيال.
ودعا الملتقى كافة المرتزقة والمغرر بهم إلى الاعتبار وتدارك المرحلة بعد انكشاف العدوان وسقوط أقنعته وانتهائها باستهدافهم بشكل مباشر ومعلن بكل وحشية وامتهان، وسرعة الاستفادة من قرار العفو العام والعودة إلى أحضان الوطن.
وبرر التحالف العربي أن “قواته الجوية تمكنت من تدمير موقع عسكري لانصارالله تشمل مخازن للطائرات بدون طيار وصواريخ دفاع جوي معادي بذمار “، مؤكدا بأن “تلك العملية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، واتخذت كافة الإجراءات الوقائية من أجل حماية المدنيين” حسب تعبيره.
ولم تكن جريمة استهداف طيران التحالف لسجن كلية المجتمع القابع فيه مئات الأسرى والمعتقلين هي الأولى، فقد سبق وأن استهدفت مقاتلات التحالف عدة معتقلات يتواجد فيها أسرى ومعتقلين مدنيين، فهذا العدوان الغاشم تعود على الجرائم اللا انسانية بحق اليمنيين.
العالم