عندما يكون الحوار مع أنصار الله حاجة أمريكية..!
عندما يكون الحوار مع أنصار الله حاجة أمريكية..!
يمني برس:
من السذاجة الاعتقاد ولو لبرهة من الزمن أن الولايات المتحدة تسعى للحوار والسلام أو تحث عليه، فكيف يمكن هذا وهي تثير غبار الفوضى في كل مكان؟ لذلك عندما تريد أمريكا وضع حد لحرب أثارتها هنا أو هناك يجب عدم التصديق أولاً، وفي الوقت عينه ثانياً لابد من التساؤل عن الأهداف والمصالح والغايات وارتباط ذلك بالسياقات الدولية والإقليمية والمكانة الأمريكية الراهنة التي تدفع أمريكا للتلميح بذلك والتساؤل أيضاً عن مكان الحرب الجديدة الذي لأجله اضطرت أمريكا تخفيف وطأة الحرب في مكان آخر.
مناسبة هذا الحديث ما ظهر من مساعٍ أمريكية لفتح حوار مع حركة «أنصار الله» في اليمن وحث النظام السعودي على المشاركة في محادثات وصفت بأنها سرية في سلطنة عمان مع قياديين في الحركة بهدف التفاوض على وقف لإطلاق النار في اليمن!. والأكيد أن أمريكا ليست معنية بإنهاء العدوان السعودي وإنقاذ الشعب اليمني بقدر ما تعنيها مصالحها..
ففي الأهداف والمصالح والغايات، الأولوية الراهنة لأمريكا تجميع الحلفاء في جبهة واحدة لمحاربة إيران الخصم الأكبر لها، بدلاً من تشتتهم في عدة جبهات وبدلاً من تنافرهم، فالعدوان على اليمن أظهر رائحة الخلافات والتنافر بين أطرافه وهو ما حاولوا كثيراً التعتيم عليه، لكن الرائحة فاحت وانتقلت الحرب من الوكلاء إلى وكلاء الوكلاء، وباتت ظاهرة بطريقة يصعب إخفاؤها، وهذا ليس في المصلحة الأمريكية، أضف لذلك أن العدوان لن يحقق أياً من أهدافه, والضربات اليمنية الموجعة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً التي يتلقاها العدوان على أراضيه وعلى الأراضي اليمنية تدفع إلى محاولة لإنقاذ النظام السعودي وضرورة إنزاله عن الشجرة، مع ضرورة وضع حد لها بعدما أظهرت فشل المنظومات الأمريكية في التصدي لها، ولكن هذا لا يعني إيقافاً نهائياً للعدوان, فالحديث عن ذلك لايزال مبكراً وليست تلك المساعي الأمريكية إلا مناورات.
أياً تكن الغايات لكن تلك المساعي تعني وإن كانت عن غير قصد إقراراً بمكانة الحركة اليمنية السياسية والعسكرية فالحوار معها يعني أنها طرف فاعل، وهذا يسجل في سياق جولة جديدة من جولات الانتصار اليمني مقابل جولة من جولات الفشل السعودي-الأمريكي.. وهكذا انتصر اليمن وهزمت أمريكا وحلفاؤها في اليمن.
(هبا علي أحمد – كاتبة من سوريا)