السعودية تتمسك بتحالفها مع الإمارات وتعترف بمشاركتها في الغارات التي استهدفت ميلشيات هادي والإصلاح في عدن وأبين
الإمارات تُرسل دفعة جديدة من المرتزقة “الهنود والبنجلاديشيين” إلى سقطرى والسعودية تعزز تواجدها في المهرة
يمني برس //
يواصل النظامان السعودي والإماراتي تعزيز سيطرتهما على المناطق الحيوية في اليمن بانسجام وتنسيق كامل يؤكده ما جاء في البيان السعودي الإماراتي أمس ، والذي أكد اتفاق الدولتين حول ما يجري في المحافظات الجنوبية وان العملية الجوية التي استهدفت ” ميلشيات هادي ” والإصلاح في العلم والعرقوب ومناطق أخرى في عدن ، كانت مشتركة ولم تكن إماراتية كما أعلنت حكومة الفار هادي التي اتهمت أبوظبي .
البيان الصادر أمس حمل رسائل للقوى التي تدعو إلى إبعاد الإمارات من التحالف ، ومنها حزب الإصلاح ، على “ان الرياض تتمسك بابوظبي ولا يمكن قبول أي طلبات بإعفائها من دورها” . وكان واضحا من خلال البيان سعيى السعودية والإمارات إلى فرض ما يسمى ” المجلس الانتقالي الانفصالي ” كشريك في رسم مستقبل الجنوب واليمن بشكل عام ، في حين يعمل النظامان على تهميش وإضعاف بقية المكونات الجنوبية الأخرى .
وبموازاة ذلك يعمل الحليفان على إشغال أدواتهما بمعارك كر وفر متنقلة بين محافظات عدن وأبين وشبوة ، وهي معارك “دونكيشوتية ” تخلت فيها عن مواجهة المحتل وانشغلت بمحاربة طواحين الهواء .
الأسبوع الماضي ، عززت السعودية تواجدها العسكري في محافظة المهرة ، ودفعت بـ 1500 جندي إلى المحافظة التي تشهد حراكا شعبيا رافضا لتواجد السعودية وأطماعها ومخططاتها . وكانت السعودية أرسلت قبل أسبوع قوات عسكرية إلى محافظة شبوة النفطية ، وبحسب ناطق تحالف العدوان ، فإن هدف تلك القوات هو تعزيز الاستقرار والأمن في المحافظة التي تشهد معارك كر وفر بين أدوات السعودية وأدوات الإمارات . لكن مراقبين يؤكدون أن التعزيزات السعودية إلى شبوة تأتي في إطار سعيها لتحقيق مطامعها من جهة ، ورسم واقع سياسي جديد على الأرض اليمنية ينسجم مع مخططها لتفكيك وتجزئة اليمن.
وفي البحر ، يعمل النظام الإماراتي لتعزيز سيطرته على جزيرة سقطرى الاستراتيجية ، وفي هذا السياق ، نقلت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” البريطانية، عن مصادر في مطار “سقطرى” إن مجموعة جديدة من المرتزقة وصلت إلى الجزيرة لتعزيز وجود الإمارات في الأرخبيل اليمني . وقالت المصادر إن العشرات من المرتزقة يحملون جنسيات هندية وبنجلاديشية وصلوا على متن طائرة إماراتية، ويتم استيعابهم في مقر القوات الإماراتية في الجزيرة.
وتقول مصادر محلية أن هذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها الإمارات جنسيات أجنبية في المنطقة. وكان موقع “سقطرى بوست” قد أشار في تقرير سابق إلى أن الجنود والمسؤولين الأجانب يتعاملون مع الجزيرة كما لو أنها تابعة للإمارات العربية المتحدة وليس لليمن، بل ترفع الأعلام الإماراتية على المباني الحكومية. وأوضحوا أن الإمارات حاولت أن تكسب السكان بالاستثمار في البنية التحتية للجزيرة، بما في ذلك بناء المستشفى الرئيسي وشبكة الاتصالات، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية المجانية للسكان المحليين وتصاريح العمل الإماراتية.
ووفقا للمونيتور ومع ذلك، فقد وردت أيضًا تقارير تفيد بأن السكان المحليين مُنعوا من الدخول من قبل السلطات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، مثل طالبين لم يُسمح لهما بإجراء امتحاناتهما. وتقع سقطرى في أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، وأنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل قاعدة عسكرية في الجزيرة. وأضاف: هذا إلى جانب القواعد التي تحتفظ بها بالفعل في القرن الأفريقي، يجعلها في وضع قوي للسيطرة على طريق التجارة العالمية. وأرخبيل سقطرى هو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، مع تنوع بيولوجي غني وفريد من نوعه .
وعلى الأرض ، تواصل أدوات السعودية والإمارات محاربة طواحين الهواء ، وتشير الأخبار الواردة من محافظة أبين إلى أنها قد تشهد تصعيدا عسكريا جديدا ، إذ تستعد ميليشيات السعودية لمواجهة قوات الانتقالي الموالي للإمارات الذي يحشد قواته هو الآخر باتجاه مدينة شقرة الساحلية التي تسيطر عليها ميليشيات هادي المدعومة من السعودية . .
مصادر عسكرية أكدت أن ميليشيات هادي دفعت بتعزيزات عسكرية من المنطقة الوسطى بأبين المسنودة برجال القبائل لمساندة قواتها المتواجدة في مدينة شقرة الساحلية.
وبحسب المصادر فإن ميليشيات السعودية المحسوبة على الفار هادي دفعت بآليات وأطقم عسكرية ودبابات وراجمات صواريخ محملة بالمئات من المقاتلين المواليين ومرت بمنطقة العرقوب الواصلة إلى مدينة شقرة.
وكانت مصادر عسكرية قالت أن قوات هادي تجهز لهجوم كبير على ميليشيات الإمارات التابعة للانتقالي في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بعد تعزيزات عسكرية استقدمتها من محافظة شبوة.
وكانت مجاميع قبلية من المنطقة الوسطى بأبين والذي تضم لودر ومودية والوضيع ومكيراس أعلنت في بيان لها السبت الماضي النفير العام ضد ميليشيات الإمارات في محافظة أبين وعدن واستعادة مؤسسات الدولة بحسب تعبيرها.
واتهمت القبائل الإمارات بقتل ضباط وأفراد ما وصفته بـ ” الجيش الوطني ” باستهدافهم بالطيران الشهر الماضي، مطالبة التحالف بالتحقيق في الحادثة، كما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن في التحقيق في جريمة طيران الإمارات التي أدت إلى سقوط أكثر من 300 بين قتيل وجريح من ميليشيات هادي الموالية للسعودية ، لكن البيان السعودي الإماراتي المشترك الذي صدر أمس قطع الشك باليقين ، وأعترف بأن الغارات كانت مشتركة ـ للسعودية والإمارات ـ ولم تقم بها القوات الإماراتية وحدها . .
الثورة نت