دروس من خطاب سماحة السيد عبدالملك الحوثي الذي القاه اثناء زيارة وفد بني حشيش لصعده بتاريخ 11-4-2014م
يمني برس – أقلام حرة:
قبل ان يكون الشخص سياسيا او اكاديميا او وزيرا او اعلاميا او في اي منصب على المستوى الشخصي او على مستوى المجموعة التي تشكل قراراً أو تصنع موقفا وسياسة ، هو في الاول والاساس إنسان تحكمه قيم ومبادئ الحق والخير الذي عمل على نشرها الاسلام ومن قبله الديانات السماوية السابقة لكل الامم لان رسالة الله الى الناس هي واحدة عبر مختلف الرسل
فعندما يتخلى الانسان عن هذه القيم والمبادئ يكون شيطانا وسلبيا في المجتمع وتنتشر على يديه الفتن والجرائم بمختلف انواعها
مشكلة العصر حددها الخطاب وهي عدم وجود القيم والمبادئ التي تمثل الخير ( سواء على المستوى الشخصي لكل انسان او على مستوى الدول وغيرها ) وان ما نشاهده من مشاكل العالم هو بسبب تخليه عن هذه القيم
فعندما نشاهد امريكا تتخذ سياسة الكيل بمكيالين لصالح العدو الصهيوني ، ونشاهد التكفيريين يقومون بابشع الجرائم والمجازر في سوريا بحق مواطنين ونساء واطفال ، وعندما نسمع الاخبار والتضليل الاعلامي والكذب والتزوير للحقائق الميدانية ، ونشاهد تغير مواقف بعض الدول والاحزاب والسياسيين بين حين واخر وتناقضها مع نفسها بسبب مصالحهم الضيقة وكذبهم على الشعوب حتى وصل الامر الى قتل الابرياء لالصاق التهم بالغير كما حدث بالكيماوي في سوريا او في حالة اغتيال الشهيد الدكتور احمد شرف الدين
كل ذلك لان هؤلاء ابتعدوا عن القيم والمبادئ والاخلاق فكان البديل هو ما نشاهده من ظلم ومجازر وتدمير وفساد وغيره
هذه القضية التي اصبحت قيد النسيان عند الشعوب وعند اصحاب المناصب الذين ما ان يصلوا اليها حتى يتخلوا عن كل قيمهم اتى الخطاب ليوصف المشكلة من اساسها والتي لا بد للناس ان يعرفوا بداية المشكلة ليتمكنوا من الحل
وفي هذا السياق كان هناك توضيح للقوى اليمنية التي لها ارتباط بالامريكيين وفي نفس الوقت يقدمون انفسهم باسم الاسلام والدفاع عن فلسطين وانهم ضد العدو الصهيوني ، كان هذا التذكير بتصريح اوباما ” امريكا هي اسرائيل واسرائيل هي امريكا ” فهلا رجعت هذه القوى الى رشدها بعد هذا التوصيف الواضح لعلاقة امريكا باسرائيل وان لا فرق بينهما ؟ ام ان الزمن سيثبت حقيقة لا شك فيها وهي من يقبل بامريكا سيقبل باسرائيل
_ في شرح وافٍ لكيفية واساليب محاربة اعداء هذه الامة لديننا وثقافتنا وجغرافيتنا وخيراتنا واجيالنا نقول للذين لا زالوا يقولون اين امريكا ؟ ماذا تريد منا ؟ نقول له ارجع الى الخطاب واسمعه بقلب وعقل واعٍ وستعرف مدى خطورة الوضع الذي نعيشه الان
_ تركيز السيد على ما يسمى القاعدة لمرة ثانية متوالية في خطاباته ليضع الشعب امام الحقيقة ويكشف التضليل الاعلامي الذي تمارسه السلطة وإعلام بعض الاحزاب وتدجينه للقبول بالاحتلال تحت هذا المسمى وهذه الحجة
وإلا فلماذا لا يقبض الجيش والحكومة على عناصر القاعدة المتواجدة في صنعاء وهناك احياء معروفة انها تابعة لهم ؟ لماذا نشاهد قادة الجيش من الاخوان يصرحون تصريحات نارية ضد ابناء الوطن متوعدين لهم بالحديد والنار ؟ بينما لا نجد مجرد تصريحات ضد من يقتل ابناء الجيش والامن كل يوم في حضرموت وعدن وصنعاء وغيرها ؟ لماذا وزير الدفاع بعد ان عاد من واشنطن قام بزيارة اللواء 310 بعمران ( وصفت بانها تفقد الجاهزية القتالية ) ؟ ولا يزورحضرموت والمنطقة الرابعة بعدن بعد تلقي الجيش هجمات وخسائر بشرية من ابناءه ؟
كل ذلك لان التوجه عند هؤلاء اصبح امريكيا ولم يعد وطنيا وهذا ما يعيدنا الى اهمية القيم والمبادئ التي انعدمت من هؤلاء وصولا الى قتلهم للمواطنين اليمنيين بمجرد الاختلاف معهم سياسيا بينما يقدسون المحتل ويحرسونه ويدافعون عنه مخلصين لهم ولاذنابهم وعملاءهم
وكما هي عادتهم ففي السابق كانوا يتفاوضون مع على صالح في الغرف المغلقة خلال الثورة وامام وسائل الاعلام يصرحون بانهم مع الثورة ومطالب الشباب ولا حوار مع على صالح حتى في اوقات ارتكاب المجازر بحق شباب الثورة من قبل النظام غير ابهين بدمائهم
_ ما يجري من صفقات بين فرع الاخوان المسلمين في اليمن والمحتل الامريكي والتي ذكر السيد منها صفقة ميناء لحج تذكرنا بصفقة الجنوب عندما اشعلوا الدنيا ضجيجا ايام مؤتمر الحوار الوطني بقضية تهامة والمناطق الوسطى ومأرب وغيرها ( هداءت بشكل مريب بعد انتهاء مؤتمر الحوار ) كان فقط للتغطية على الصفقة مع المجتمع الدولي حول تصفية قضية الجنوب وتفريغها من محتواها والالتفاف عليها
لماذا الاصرار على السجل الانتخابي القديم ؟
ولاجل الخروج من الحالة الخطيرة والاستثنائية التي يمر بها اليمن من تآمر دولي وداخلي حذر السيد وشرح بشكل مفصل عن خطورة استمرار هذه الحالة في حال بقاء هؤلاء بتزويرهم لتاريخ وإرادة الشعب اليمني في الانتخابات او الاستفتاء المستقبلية باتكائهم على السجل الانتخابي القديم
وبعيدا عن تناقضاتهم المعيبة في هذا الملف ، نراهم لجاؤا الى هذه الحيلة بعد ضروف ميدانية غيرت المعادلة . فبعد سقوطهم في حاشد وعمران وغيرها من المحافظات وإنكشاف حقيقتهم أمام الناس بعد توليهم السلطة ، لم يتبق لهم رصيد شعبي يراهنوا عليه في المستقبل ، في وضعٍ الثورة يزداد توهجها يوما بعد يوم وتتسارع وتيرتها وتتوسع اكثر من اي وقت مضى ضدهم وفسادهم وكذبهم ، لم يكن لهم مخرج من هذا كله للحفاظ على السلطة إلا بالإحتيال وتزوير إرادة الشعب ولو كانوا واثقين من انفسهم ومن جمهورهم وقاعدتهم لكانوا طالبوا بإنشاء سجل جديد هذا من غير الاسباب الفنية منها ان السجل القديم قد مضى عليه دورتين انتخابيتين فكثير من ابناء الوطن قد دخل في السن القانونية للانتخاب والبعض منهم قد لقي ربه ، فهل سيقوم الاموات للتصويت لصالحهم ؟
وفي ملف الامن كانت رسالة قصيرة وواضحة جدا للمعنيين ( وعليهم ان يدرسوها جيدا ) وهي إما ان الشعب سيجبرهم على فرض الامن وإما أن يدافع الشعب عن نفسه لاعتبار انكم غير متواجدين لحمايته ، فقد اثبتت الاحداث انهم غيرعاجزين فقط عن حماية المواطن والجيش بل ومتواطئين مع عمليات الاغتيالات والانفلات الامني بصورة او باخرى ، وإلا فماذا يعني أن تتم الاغتيالات وسط العاصمة صنعاء وفي وضح النهار وفي شوارع رئيسية وبالقرب من مقرات امنية دون ان يحركوا ساكنا او يقبضوا على مجرم ؟