السعودية.. من مرحلة توازن الردع الأولى إلى المرحلة الثانية
تــقــريـــر
يمني برس – تقرير
تحت عنوان “توازن الردع الثانية”، نفّذ سلاح الجو المسير، فجر اليوم السبت عملية عسكرية نوعية على مصفاتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو شرق المملكة السعودية.”
وفي التفاصيل، أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع السبت، أن عشر طائرات مسيّرة إستهدفت مصفاتي بَقيقٍ وخريٍص التابعتينِ لشركةِ آرامكو شرقي السعودية.
وأكد ان اصابة الاهداف كانت دقيقة ومباشرة وقد سميت هذه العملية بعملية توازن الردع الثانية معتبراً هذه العمليةُ إحدى أكبرِ العملياتِ التي ينفذها الطيران المسير في العمقِ السعودي.. مشيرا الى ان العملية قد أتت بعد عمليةٍ استخباراتيةٍ دقيقةٍ ورصدٍ مسبقٍ وتعاونٍ من الشرفاءِ والأحرارِ داخلَ المملكة.
وقد اعلنت وكالة رويترز ان صادرات النفط السعودية تعطلت بعد الهجوم على منشأتي أرامكو.. مؤكدة أن عملية الإنتاج النفطي السعودي وصادرات المملكة تعطلت بعد هجمات بالطائرات المسيرة على منشأتين لشركة أرامكو يوم السبت أحدهما أكبر معمل لتكرير النفط في العالم.
وقالت صحيفة “وول ستريت” أن الهجمات تؤثر على إنتاج خمسة ملايين برميل من النفط يوميًا أي قرابة نصف الإنتاج الحالي للمملكة. ولم يخض في تفاصيل.
وتدير أرامكو أكبر مصفاة لتكرير النفط ومعالجة الخام في العالم في بقيق بالمنطقة الشرقية. وتزيد الطاقة التكريرية للمصفاة عن سبعة ملايين برميل من النفط الخام يوميا.
وتستقبل معامل حقل بقيق 3 فئات من الزيت الخام العربي الخفيف جدا ومصدره حقلي بقيق والشيبة، والعربي الخفيف من حقلي الغوار والحرملية. وفئة ثالثة من مكثفات الغاز القادمة من معامل الغاز بمنطقة الأعمال الواقعة إلى الجنوب من مركز الشركة.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية أن “سلاح الجو المسير استهدف بعشر طائرات مسيرة، مصفاتي بقيق وخريص التابعة لشركة أرامكو شرق السعودية.
وتأتي هذه المرحلة الجديدة من عملية الردع بعد سلسة من العمليات التي نفذها سلاح الجو المسير ضمن عملية الردع الأولى التي دشنها سلاح الجو المسير، للجيش واللجان الشعبية في بهجوم واسع استهدف حقل الشيبة أكبر الحقول النفطية السعودية.
حقل الشيبة
وكان طيران الجو المسير استهدف في 17 اغسطس حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو شرقي المملكة ضمن مرحلة الردع الاولى.
ويضم حقل ومصفاة الشيبة أكبر مخزون استراتيجي في المملكة ويتسع لأكثر من مليار برميل.
وحقل الشيبة هو حقل نفطي يقع في جنوب شرق المملكة العربية السعودية في الربع الخالي، ويبعد حوالي 10 كيلومترات عن الحدود الجنوبية لإمارة أبوظبي، ويبعد 40 كم عن الجزء الشرقي لواحة ليوة في أبوظبي.
وفي عام 1998 بدأت أرامكو إنتاج البترول من حقل شيبة البترولي العملاق وفي 2003 طرحت السعودية أمام الشركات العالمية فرصاً إستثمارية للتنقيب عن الغاز غير المصاحب واستغلاله في الربع الخالي، وتبلغ الطاقة الانتاجية لمعمل الانتاج المركزي في حقل الشيبة 500 ألف برميل يومياً.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن حقل الشيبة النفطي الذي إستهدفته الطائرات المسيّرة اليمنية يضخّ أكثر من 600 ألف برميل عالي الجودة يوميا، وهذا يعني أن عوائده تصل إلى 50 مليون دولار في اليوم الواحد، مشيرة الى هناك منشآت سكنية في الحقل لألف شخص.
ويأتي استهداف حقل الشيبة بعد عملية «التاسع من رمضان» التي نفذت بواسطة طائرات مسيّرة واستهدفت محطتي نفط رئيسيتين تابعتين لشركة «أرامكو»، وأسميت بعملية «التاسع من رمضان» ضمن عمليات ضرب الضرع الحلوب لأمريكا، وهي المرة الخامسة عشرة التي تتعرض فيها أرامكو ومنشآتها لهجمات عسكرية منذ مارس الماضي، في مؤشر على أن خطورة استمرار العدوان على اليمن سيكلف السعودية اقتصادها وسيلحق بها خسائر فادحة.
مرحلة الردع الثانية
ويتضح من خلال عملية اليوم أن بنك أهداف القوات المسلحة يتسع يوما بعد آخر والعمليات تزداد شدة على العدو.
وكان متحدث القوات المسلحة، توعد النظام السعودي وقوى العدوان بعمليات أكبر وأوسع إذا استمر العدوان، مشيرا الى أنه لا خيار أمام قوى العدوان إلا وقف الحرب ورفع الحصار عن الشعب اليمني.
وتؤدي مثل هذه العمليات إلى تخفيف الإنتاج النفطي في السعودية، وهو ما قد تهدف اليه عملية الردع الثانية التي ستجبر السعودية على إغلاق الحقول وبالأخص في المناطق الجنوبية والغربية والشرقية.
..ومن المتوقع في هذه المرحلة أن يواصل ابطال الجيش واللجان الاستهداف المستمر للحقول والمنشآت النفطية، بما يؤدي الى ارتفاع مبالغ التأمين على حقول النفط السعودية من قبل شركات التأمين العالمية، وكذا الاضرار بشركة ارامكو التي تسعى الى طرح اسهمها للبيع.
حيث يؤكد محللون بأن قدرات الجيش واللجان الشعبية في الوصول إلى منشآت أرامكو وحقول النفط ستؤدي إلى عرقلة مشروع الاكتتاب في أرامكو التي ينوي محمد بن سلمان ضمن خطته للعام 2030 طرحها للاكتتاب العام ، كما سيدفع رؤوس الأموال للمغادرة.
تراجع الإنتاج
يقول المدير العام للمركز الدولي للاستشارات الاقتصادية في الكويت، مروان سلامة، إن الضربات الأخيرة على مصادر النفط في السعودية أثرت على إنتاج المملكة، إذ تشير بعض الإحصائيات والتقارير إلى أن تراجعه خلال يونيو/حزيران الماضي بمقدار 11 ألف برميل يومياً، ناتج عن تأثر حقول النفط في المملكة بالضربات الحوثية الأخيرة، خلال شهر مايو/أيار الماضي.
ويضيف سلامة أن تصريحات سعودية حذرت من مدى خطورة الأوضاع حالياً في السعودية نتيجة استهداف حقول النفط السعودية، المنتِج الأكبر في المنطقة، لذلك فإن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط، .
ويشير إلى أن الهجمات الأخيرة تأتي في وقت يتحدث فيه العالم عن أزمة مالية جديدة وركود عالمي وشيك، حيث سيؤدي عدم ضبط سوق النفط وحماية المنشآت الحيوية النفطية، إلى ضرر كبير للاقتصاد العالمي.
ضربات متلاحقة
وشهدت محطات ضخ النفط في منطقة الرياض عدة هجمات من طائرات مسيّرة ، أدت إلى حدوث أضرار بهذه المحطات النفطية.
وكان وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أعلن، يوم 4 مايو الماضي، أن هجوماً بواسطة طائرات “درون” مفخخة استهدف محطتين تضخان النفط عبر خط أنابيب من حقول النفط في المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي.
خط الأنابيب المستهدف
وتقع المحطتان المستهدفتان في محافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض على بعد 220 كلم و380 كلم غرب العاصمة السعودية.
ويعتبر خط الأنابيب “أبقيق ينبع” خطا موازيا لنقل النفط السعودي، ويربط بين مصانع معالجة الغاز في الشرق وبين منشآت تصدير سوائل الغاز الطبيعي في ينبع.
ويبلغ طول هذا الخط نحو 1200 كلم، ويمر عبره خمسة ملايين برميل نفط يوميا على الأقل، من المنطقة الشرقية الغنية بالخام، إلى المنطقة الغربية على ساحل البحر الأحمر.
أما حقل خريص النفطي السعودي، يعتبر ثاني أكبر الحقول النفطية في العالم، وتبلغ مساحة 2,890 كيلومتر مربع وبطول 127 كم، بدأ الإنتاج على نطاق تجريبي في عام 1963، وأغلق منذ ذلك الحين لعدم الحاجة اليه. تقرر إعادة العمل عليه في عام 2005، وأعيد افتتاحه من قبل أرامكو عام 2009 كأكبر معمل لانتاج الزيت في العالم. وينتج الحقل 1.2 مليون برميل من الزيت العربي الخفيف يوميا.
اهمية العمليات ضد السعودية
ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا لطالب الدراسات العليا في كلية سانت أنطوني في جامعة أوكسفورد صموئيل راماني، يتساءل فيه عن سبب استهداف اليمن الأهداف النفطية السعودية.
ويشير راماني في مقاله،ان هذا الاستهداف بمثابة ردة فعل انتقامية تشبع الرغبة الشعبية بالانتقام من السعودية لعدوانها على اليمن، وسرقتها للنفط اليمني، وتكشف بالضرورة عن قدرة اليمن على الرد على القصف الجوي السعودي، ومواجهة الرياض .
ويفيد راماني بأن وزارة النفط والمعادن بصنعاء اتهمت السعودية في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2018، بنقل النفط اليمني بطريقة غير قانونية إلى بحر العرب، وبدعم من عبد ربه منصور هادي الذي تدعمه الرياض، فيما اتهمت وزارة الخارجية اليمنية، السعودية في 29 كانون الثاني/ يناير بنشر الفوضى في اليمن من خلال “نهب احتياطاته النفطية”، ودعت المجتمع الدولي لشجب انتهاك السعودية لسيادة اليمن.
ويبين الكاتب أن “الهجمات على المنشآت النفطية السعودية تكشف كيف أن فعالية الرد الانتقامي ضد انتهاكات وقف إطلاق النار،