هل تقتنص السعودية هذه الفرصة الذهبية للخروج من مستنقع اليمن؟
.
يمني برس //
اعلنت “أنصار الله” إيقافها كافة العمليات العسكرية في الأراضي السعودية، في مقابل إيقاف الرياض عملياتها في اليمن داعية السعودية إلى الدخول في مفاوضات جادة، لكنها توعدت برد قاس إذا ما أصرت الرياض على الاستمرار في العمليات العسكرية.
في مبادرة اخلاقية تعتبر التاسعة من قبل صنعاء خلال الـ5 الاعوام الماضية أطلق رئيس المجلس السياسي اليمني الأعلى مهدي المشاط خلال كلمة له بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر، مبادرة سلام أعلن فيها عن وقف استهداف أراضي السعودية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف ودعا فيها جميع الفرقاء من مختلف أطراف الحرب إلى الانخراط الجاد في مفاوضات جادة وحقيقية.
ويأتي ذلك بعد ايام من عملية ارامكو النوعية التي نفذتها الطائرات المسيرة اليمنية في منشأتي بقيق وخريص النفطيتين.
وقال المشاط “ننتظر رد التحية بمثلها أو أحسن منها في إعلان مماثل بوقف كل أشكال الاستهداف والقصف الجوي لأراضينا اليمنية ونحتفظ لأنفسنا بحق الرد في حال عدم الاستجابة لهذه المبادرة”.
وأضاف “ونؤكد بأن استمرار الحرب لن يكون في مصلحة أحد بل قد يفضي إلى تطورات خطيرة لا نريدها أن تحدث مع كوننا على يقين من أن ضررها الأكبر لن يكون علينا وإنما على دول العدوان بالدرجة الأولى وبشكل أساسي ومباشر”.
وقال” وقطعاً للذريعة المثارة حول إيرادات ميناء الحديدة وحول ما يتوهمه تحالف العدوان من تهريب السلاح عبر الميناء نؤكد استعدادنا لتوريد الإيرادات إلى فرع البنك المركزي، وندعو لقاء ذلك إلى القيام بتغطية العجز وبما يحقق الوفاء بتسليم مرتبات الموظفين في عموم محافظات الجمهورية اليمنية”.
ودعا آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة إلى الالتحاق بعملها في ميناء الحديدة.. مرحبا بالانتقال إلى مفاوضات جادة في ظل وقف تام لإطلاق النار تفضي إلى الحل السياسي الشامل رغم عدم تنفيذ الطرف الآخر أيا من التزاماته لاتفاق ستوكهولم.
من جانبه حذر عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي قوى العدوان من رفض المبادرة التي طرحها الرئيس المشاط وقال: ها قد سمعتم مبادرة الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى، نقول لهم ونحذرهم، نحن قد قدمنا المبادرات الأولى فلم تقبلوها، وها هي المبادرة هذه قُدِمت من أجل صون الدماء من أجل الحفاظ على الدماء، فإن قبلتموها فهذا ما نريده حلاً سلمياً لشعبنا، وإن أبيتم فلن نقدم رقابنا لتذبح كما قال قائد الثورة، بل ستألمون أكثر كما قال أيضاً قائد الثورة وقد حذركم من عملية التاسع من رمضان، و حذركم أيضاً من أن تستمروا، فالتصعيد لا يمكن أن يواجه إلا بالتصعيد فقط.
وأكد أننا لسنا بحاجة إلى أن تعترف دول العدوان بقوتنا، لأن شعبنا هو الوحيد الذي يعرف ويثق بأن بأيدينا وبفضل الله تعالى قوى تستطيع أن تردعكم، تردع عدوانكم تردع تجبركم وتكبركم، نحن نحمل العزيمة والقرار، ونستطيع أن ننفذ في أي مكان، قال قائد الثورة، “إن التطور مستمر”، وسيؤلمكم أيها السعوديون ويؤلم من خلفكم من الأمريكيين، لقد قالها بوضوح.
وقال القيادي في حركة”أنصار الله” محمد البخيتي لوكالة “سبوتنيك” بهذا الصدد، هذه الدعوة تأتي في سياق موقفنا من قضية السلام والحرب، ونحن مع التوصل لحل سياسي، أو لحل سياسي على المستوى الداخلي، والذي تضمنه أول بند في المبادرة، وكذلك حل إنهاء الحرب ورفع الحصار ، والان الكرة في ملعب القيادة السعودية ونأمل أن تستجيب لهذه المبادرة التي تضمنت وقف إطلاق النار من جانب واحد.
كما اعرب وكيل محافظة الجوف لشؤون مديريات برط الشيخ فهد بن حمود ابو راس عن امله بأن يستفيد تحالف العدوان وفي مقدمته السعودية من المبادرة التاريخية التي اطلقها المشاط، قائلا: إذا تعاملت معها السعودية بالمثل فستكون فاتحة لإيقاف العدوان وتجنيب البلدين مزيد من الحرب والدمار.
وقال الناشط اليمني محمد الأبيض، لـ”الرئيس نيوز”: “الدعوة محاولة لحلحة الأزمة المعقدة منذ نحو 4 سنوات”، وجاءت في أعقاب عملية اسـتهداف المصفاتين، ومفادها أن جميع مواقعكم الاستراتيجية باتت في مرمى النيران، والجلوس على طائلة المفاوضات مقدمة على مواصلة التصعيد.
واشار إلى أن المبادرة مفادها أننا قادرون على الوصول إلى عمقكم الاستراتيجي، ورغم ذلك، نحن على استعداد للتوصل إلى مبادرات سلام.
كما رحب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن، مارتن غريفيث، بالمبادرة التي أعلنها المشاط وشدد على أهمية الاستفادة من هذه الفرصة واحراز تقدم في الخطوات اللازمة لوقف العنف والتصعيد العسكري.
واكد أن تنفيذ هذه المبادرة التي أطلقها أنصار الله، بحسن نية، يمكن أن يكون رسالة قوية حول الإرادة لإنهاء الحرب.
وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نصح السعوديين والإماراتين بوقف العدوان على الشعب اليمني بدل البحث عن منظومات دفاع جوي جديدة لمواجهة المسيرات اليمنية.
وقال السيد نصرلله: “وانتم تعرفون ان محور المقابل هو محور قوي جدا وماحصل في المنشآت النفطية هو واحد من مؤشرات ودلالات قوة هذا المحور ومن مؤشرات شجاعة هذا المحور ومن مؤشرات ان هؤلاء الذين يدافعون عن انفسهم في اليمن حاصرون ان يذهبوا بعيدا بعيدا فب الدفاع عن انفسهم”.
نصيحة السيد حسن والمبادرة هي موقف اخلاقي من محور المقاومة ومن شعوب المنطقة لحرصهم على شعب نجد والحجاز والحرص على تامين ممر امن للقيادة السعودية لتبرير وقف الحرب.
بدوره اعرب عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد ال زلفى عن رايه وقال:”لن تجد هذه المبادرة أي صدى إيجابيا من المملكة إلا إذا استسلم الحوثيون وسلموا أسلحتهم لحكومة هادي وعادوا إلى مناطقهم وتشكل منهم حزب يمني سياسي، وليست حركة مسلحة.”
ويعتبر المراقبون بان هذه المبادرة مخرج يمني جديد لانقاذ السعودية من مأزقها وتخفف من الارباك الذي تعيشه بعد الابتزاز الاميركي لاستحلابها من جديد عبر دفع المزيد من الاموال لتامين حمايتها من القصف اليمني خاصة بعد الضربة القاسمة لشركة ارامكو.
ويرى المراقبون ان هذه المبادرة التاريخية تسقط كافة الذرائع لدول تحالف العدوان لتبرير استمرارها في الحرب على اليمن، كاشفاً في نفس الوقت عن قدرات وصناعات عسكرية متطورة في مجال الدفاع الجوي، ومجددا العفو العام عن الراغبين بالعودة إلى حضن الوطن، ومشيداً بإنجازات مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والسياسية.
التحالف الذي أعلن في العام 2015 تفككه، ويذهب لترك السعودية وحدها، ليس في منتصف الطريق، بل في الهاوية ودون أي طرق أو حبال نجاة، وقد يكون اليمن الذي يمنح الفرص الكثيرة للسعودية للخروج هو حبل النجاة الوحيد.
الرهانات التي رمت السعودية بحصاها إليها، اتضح أنها وهم، وأنها جزء من سوء التقدير، وسوء المنقلب، وقراءة الفنجان وضرب الرمال، وخيال السحرة السياسيين والعسكريين الذين دفعوا بالسعودية للحرب يقولون الآن إنا براؤ منكم، ومما تفعلون.
يؤمن حلفاء السعودية الإقليميون والدوليون أن الحرب العدوانية على اليمن، يجب أن تنتهي، ليس بسبب الأزمة الإنسانية وتداعياتها، ولكن لمنح الرياض مزيدا من السلالم للخروج من أزمة الخيارات، وضيق المسارات، قبل انعدامها.