الصحة بمحافظة ريمة تترنح على أوجاع المرضى والمصابين بوباء الكوليرا (تحقيق مؤلم بالصور)
الصحة بمحافظة ريمة تترنح على أوجاع المرضى والمصابين بوباء الكوليرا (تحقيق مؤلم بالصور)
فيما يصارع الناس انتشار وباء الكوليرا في ظل شحة الإمكانيات بسبب العدوان والحصار يهرول المعنيون بتقديم صابون الصقر وقطع من صابون العائلة لاستخدامه في التنظيف دون تقديم اية محاليل طبية تساعد المرضى على تزويدهم بالسوائل
فقد أطلق أبناء منطقة رماع بمديرية الجعفرية بمحافظة ريمه نداء استغاثة جراء انتشار وباء الكوليرا واستهتار واضح بحياة المواطنين من قبل المعنيين.
وفي هذا التحقيق نتقصى جزءآ ممايعانية الاهالي جراء تهميش القطاع الصحي لمعاناتهم…
في منطقة عرسمة برماع انتشر وباء الكوليرا بشكل مفاجئ وما إن أطلق أهالي المرضى نداء استغاثة حتى فوجئوا بالتهميش والاستهتار من قبل المعنيين, نزلنا الى المنطقة الموبوئة لنعرف حقيقة الامر فكانت المفاجئة..!
سألنا زوجة احد المتوفين بسبب الكوليرا هل ناشدتم المعنيين في الصحة وهل قدموا لكم شيئ ؟
أجهشت بالبكاء وقالت انها ناشدتهم ولم يقدموا لها شيء مما اضطرت لبيع كل ماتملك لاجل علاج زوجها لكنه فارق حياته ومع ذلك اصيبت ابنتها بنفس الوباء ولم يقدموا لهم شيء.
سألناها ولكنهم قالوا أنهم سيطروا على الوباء وقدموا محاليل طبية من خلال تصريح مدير عام الترصد الوبائي في المحافظة اجابت بقولها ( والله يا ابني كذابين ما جابو لنا شيئ غير هذي الدبتين الفارغة وهذا الصابون الذي ما يغسلش الملابس )
تحركنا الى شخص آخر توفت ابنته بسبب وباء الكوليرا المنتشر, فلما سالناه اجهش حرقة على فلذة كبده التي فارقت الحياة امام عينية ولم يستطع يقدم لها شيئ في ظل شحة الامكانيات فلما سألناه مالذي قدم لك المعنيون في الصحة اجاب لم يقدموا لي شيء حين ذهبت اليهم فذهبت الى المستشفى (والله اني خسران خمسة وأربعين الف ريال وفي الاخير توفت بنتي الله يرحمها عادها عمرها ما قد زادت عن عشر سنوات)
فيما افتك المرض بامرأة أخرى في المنطقة لم نستطع الوصول الى اسرتهم بسبب وعورة الطريق اليهم فتوفت مصابة بالكوليرا دون ان يقدموا لها شيء.
توجهنا الى المسئول الصحي في المنطقة أجاب بالحرف الواحد ( *نحن لم نقدم لهم شيئ بسبب فقدنا للإمكانيات لايوجد لدينا مانقدمه للمرضى يأتون الى عندنا نحولهم الى المستشفيات الخاصة* ) وما أدراكم المستشفيات الخاصة التي لاترحم وهو بذلك يعزز ما افاد به والد الطفلة المنوفية ويفند ما أفاد به مسئول قسم الترصد الوبائي بالمحافظة.
تحركنا الى مدير عام الترصد الوبائي بالمحافظة د/ محمد الجعماني في بداية الامر افاد انهم قدموا كل شيئ من محاليل وادوية ومكافحات وفي الأخير افاد انه اجتمع بالاهالي واعطاهم محاضرة صحية توعية لكي يتجنبوا مخاطر الإصابة.
المضحك أو اللافت في الامر انهم مستهترين بحياة الناس ساعة يدعون انهم قدموا شيء في حين الواقع ينفي ذلك وساعة يدعون انهم سيطروا على الوباء في حين مازال المرض منتشر وفي الاخير يطلع انهم نزلو من المحافظة لتقديم محاضرة توعوية وصحية قائلين للناس كافحو الوباء بأصواتنا أو كما يقول المثل ( *صورني وانا أتكلم* )
فإلى متى يضلون مسارعين الى المنازل حاملين معهم الأواني الفارغة لاستخدامها في رش الماء على قبور المتوفين, بينما يقف اهالي المصابين بوباء الكوليرا عاجزين عن فعل اي شيء وهم ينظرون لأبنائهم يموتون أمام أعينهم بسبب فقدهم للإمكانيات.
بينما المعنيون من القطاع الصحي بالمديرية والمنظمات المانحة والداعمة بمحافظة ريمة لم تحضر سوى بقليل من المنظفات لتلتقط صورا تذكارية مدعية مواجهة هذا الوباء, تاركة خلفها اطفال ونساء يواجهون الموت المحتوم
فهل تدرك قيادة السلطة المحلية بريمة وقيادة وزارة الصحة حجم هذه المعاناة؟.