في الذكرى الـ 56 لثورة الـ 14 من أكتوبر…الجنوبُ بين فدائية ونضال الشهيد راجح لبوزة وخيانة وعمالة المرتزِق عبدربه منصور هادي
في الذكرى الـ 56 لثورة الـ 14 من أكتوبر…الجنوبُ بين فدائية ونضال الشهيد راجح لبوزة وخيانة وعمالة المرتزِق عبدربه منصور هادي
يحضُرُ اسمُ الشهيد راجح غالب لبوزة فتى ردفان الثائرُ وفارسُها الجسورُ وبطلُها المقدامُ كلما ورد الحديثُ عن ثورة 14 أكتوبر كيف لا وهو قائدها الملهم، الذي قاد حركة النضال والمقاومة الشعبيّة الجنوبية ضد قوات الاحتلال البريطاني، من أعلى قمم جبال ردفان وجبل شمسان بصحبة كوكبة من الثوار الأحرار الذين نكّلوا بالمحتلّين وأسقوهم السمَّ الزعافَ على طريق التحرّر من الاستعمار وتحقيق الاستقلال والخلاص من حقبة زمنية امتدت لقرابة 129 عاماً في ظل الاحتلال البريطاني.
ولعل اللافت في التاريخ النضالي للشهيد راجح لبوزة هو روحه الوطنية وإيمانه القوي بالوحدة اليمنية، وعدم قناعته بالتشطير، وهو ما جسّده في حياته ومسيرته النضالية المقاومة للمحتلّ، حَيثُ كان السبَّاقَ في المشاركة بمساندة ثورة الـ26 من سبتمبر في الجمهورية العربية اليمنية سابقاً خلال الأحداث التي أعقبت قيام الثورة السبتمبرية، حَيثُ اتجه مع مجاميع من الثوار عبر الحديدة إلى حجة وهناك استقر به المقام في المحابشة قبل أن يعودَ إلى ردفانَ؛ لمواصلة مقاومة المحتلّ البريطاني، حَيثُ كانت بصماتُه واضحةً في تعزيز وتوحيد جهود الثوار وتكثيف العمليات القتالية التي تستهدف مواقع المحتلّين، فكان أولَ مَن أطلق رصاصات التحرير والاستقلال في ثورة أكتوبر، وكان أولَ شهداء هذه الثورة الوطنية التي تكللت بالنصر في العام 1963؛ ليُخَلَّدَ اسم الشهيد لبوزة في سفر الخالدين العظماء ليتحولَ إلى رمزٍ لكل أبناء الجنوب ولكل أبناء اليمن الموحد.
وفي الذكرى الـ 56 لثورة الـ 14 من أكتوبر يبرز اسم الشهيد لبوزة كقائدٍ لها يتباهى ويفاخر به كُـلُّ أحرار وشرفاء الجنوب خَاصَّةً واليمن عامة، وعلى النقيض من ذلك يتبدى اسمُ المرتزِق الخائن العميل عبدربه منصور هادي والذي ينتسب إلى الجنوب ويدّعي تمثيلَه ويزايد عليه، وهو الذي فر منه عقب أحداث يناير 1986 ليجدَ في الشمال بيئة حاضنةً له، ليقفز بعد أحداث حرب صيف 1994 إلى الواجهة بتعيينه نائباً للرئيس مقابل المعلومات التي قدمها للقيادة في صنعاء بشأن قاعدة العند ومخازن الأسلحة في جبل حديد، وغيرها من المعلومات اللوجستية التي منحته ثقةَ القيادة في صنعاء ليجدَ نفسَه في العام 2012 رئيساً توافقياً من خلال انتخابات هزلية شابها الكثير من التزوير؛ للتغطية على المقاطعة الواسعة للانتخابات التي كان هادي المرشح الوحيد فيها برعاية أممية خليجية جاءت محصلة للمبادرة الخليجية التي سلّم عفاش بموجبها السلطة (للأيادي الأمينة) حَــدَّ وصفه، ليبدأ هادي كشف وجهه القبيح ويظهر عمالتَه وخيانته بعد أن تحول إلى أداة بيد السفير السعودي، ليذهبَ للانقلاب على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بتمرير مشروع الأقلمة بالتنسيق مع المرتزِق الخائن أحمد عوض بن مبارك الذي كان يشغلُ منصبَ الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني.
خيانةُ هادي وعمالتُه غيرُ مسبوقة
يرى هتلر بأن أحقرَ وأتفهَ البشر هم أولئك الذين يساعدون قوى الاحتلال على احتلال بلدانهم، وهو الحالُ الذي ينطبقُ على الخائن المرتزِق هادي والذي لم يرعَ النعمةَ التي كان فيها، وذهب خلفَ التوجيهات السعودية الأمريكية ليجدَ نفسَه تحت طائلة الرقابة الثورية بعد أن نجح ثوار 21 سبتمبر في إحباط مؤامرة التقسيم والأقلمة والتي دفعت به لتقديم استقالته والاعتكاف في منزله تحت الإقامة الجبرية قبل أن تنجح المخابرات السعودية عبر أذرعها بالداخل اليمني في تهريبه بملابسَ نسائية إلى عدن والتي وصلها حاملاً الشرَّ المستطير ليفجرَ الأوضاعَ في معسكر الأمن المركزي ويقلقَ السكينة العامة وعندما أدركَ قربَ الثوار نحو عدن لاذ بالفرار بنفس الطريقة صوب المهرة ومنها إلى سلطنة عُمان قبل أن ينقلَ إلى السعودية بالتزامن مع شن العدوان على بلادنا والذي شرعن له هادي بتحمله مسؤولية طلب تدخل السعودية رغم أنه قال في مقابلة له بأنه لم يعلم بشن عاصفة الحزم إلا عند وصوله الغيظة، إلا أن مواقفَه المطالبة باستمرار العدوان ومشاركته المفضوحة في تمكين الغزاة المحتلّين من السيطرة على المحافظات الجنوبية وتحويلها إلى غنيمة للفيد تتنافس عليها السعودية والإمارات، ولا يجدُ في ذلك أيَّ حرج على الإطلاق.
وهنا شتان ما بين شخصية الشهيد راجح لبوزة الجنوبي المناضل الوطني الوحدوي الغيور على أرضه وعرضه وسيادته، وبين الخائن العميل المرتزِق عبدربه منصور هادي الذي باع وطنه وشعبه واستدعى الغزاة والمحتلّين لاحتلال أرضه واستعباد شعبه تحت يافطة الشرعية المزعومة التي جعلها التحالف السلولي شمّاعةً لقتل اليمنيين وتدمير البُنية التحتية وانتهاك سيادة بلادهم واستباحة أرضهم وعرضهم ونهب ثرواتهم، وشتان ما بين جنوبي ضحّى بنفسه من أجل شعبه ووطنه، وبين جنوبي ضحّى بشعبه ووطنه من أجل أن يعودَ حاكماً على ظهر الدبابات السعودية والمدرعات الإماراتية.