قراءة أولية لاجتماع اللجنة الإشراقية لتصحيح كشوفات الرواتب
.
محمد الورد
يأتي الاجتماع الأول للجنة الاشرافية لتصحيح كشوفات المرتبات غداة كلمة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط خلال تدشين المرحلة الأولى لمكافحة مظاهر الابتزاز والرشوة والتي وضع من خلالها مصفوفة الاجراءات التنفيذية لمكافحة الفساد وتؤسس لمرحلة جديدة في تصحيح مسار العمل الاداري للدولة بشكلٍ عام وترسم ملامح الدولة اليمنية القادمة التي تنتهج مبدأ العدل والمساواة والقضاء على كل مظاهر الفساد.
ويكتسب الاجتماع الاول للجنة أهمية بالغة بالنظر للمهام الرئيسية لها والمتمثلة بتصحيح كشوفات الرواتب المتخمة بتراكمات الفساد التي تضخمت فيها طيلة السنوات الماضية.
وبالنظر الى مخرجات الاجتماع الأول للجنة، نجدها قد وضعت النقاط على الحروف في الزام كافة الجهات والمؤسسات الحكومية بالتعاون مع اللجنة وتسهيل اعمالها وتقديم البيانات والمعلومات اللازمة للجنة ولوزارتي الخدمة المدنية والمالية للشروع في الجانب العملي لتصحيح الكشوفات وضبط العملية الوظيفية.
كما ان كلمة مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى رئيس اللجنة هاشم اسماعيل قدمت تشخيصا دقيقا للمشكلة وركزت على ضرورة الاعتراف بالاختلالات الموجودة وتشخيصها تشخيصا واقعيا وبشفافية مطلقة ليتمكن الجميع من ايجاد الحلول الناجعة لهذه المعضلة المستفحلة في الجهاز الاداري للدولة التي تكفل الوصول الى الكشوفات الحقيقية للموظفين لتتمكن الدولة من تحسين اوضاع الموظفين الملتزمين والمنضبطين لمواجهة الاعباء المعيشية التي فاقمتها ظروف الحرب والحصار المفروض على بلادنا منذ خمسة أعوام.
ومما يبعث على التفاؤل بان اللجنة ستتخطى مرحلة الاصلاحات الشكلية وستترجم الموجهات الرئيسية التي وردت في خطاب رئيس المجلس السياسي الأعلى على أرض الواقع.
ما جاء في كلمة وزير المالية في اجتماع اللجنة والتي أكد من خلالها أهمية تصحيح الاختلالات من خلال ايجاد توصيف حقيقي للوظيفة العامة بما يمكن الموظف من تأدية المهام الموكلة اليه على أكمل وجه مع ضمان الحقوق المادية التي تضمن الحياة الكريمة له ولافراد اسرته.
ولعل ما لفت الانتباه كذلك اشارة وزير المالية الى ضرورة القضاء على مظاهر العبث والفساد وترسيخ مبادئ الادارة الحديثة والارتقاء بالوظيفة العامة بالدرجة الرئيسية.
وفي ختام هذه القراءة الاولية والمبسطة للاجتماع الاول للجنة الاشرافية لتصحيح كشوفات الرواتب، يبقى الجميع على حدود التفاؤل الحذر مع متابعة ما ستقوم به اللجنة على أرض الواقع ورصد كل أنشطتها وفعالياتها وتقاريرها التي وعد رئيسها بنشرها أولا باول عبر وسائل الاعلام المختلفة ،،