مجلة أمريكية: إعلان طرح أرامكو العام يثير تساؤلات كثيرة
مجلة أمريكية: إعلان طرح أرامكو العام يثير تساؤلات كثيرة
يمني برس:
علقت المؤرخة في مجال الطاقة، إلين وولد، على الاكتتاب العام لشركة النفط السعودية “أرامكو” مشيرة إلى أن الإعلان الذي أجل أكثر من مرة لم يلغ التساؤلات حوله.
وجاء في مقالها الذي نشرته بمجلة “فوربس” أن إعلان الحكومة يوم الأحد عن الاكتتاب الذي طال انتظاره لم يكن مفاجئا لأن نية مملكة النفط طرح أسهم من شركتها العملاقة معروفة ومنذ وقت طويل. ونعرف أيضا أن شركة النفط هي من أكثر الشركات ربحية في العالم، ومن هنا جرى تقديم اكتتابها العام باعتباره الأكبر في كل الأزمنة.
وقالت إن الإعلان لم يتضمن قيمة الأسهم وحجمها. بل وأجل المؤتمر الصحافي الذي تم فيه الإعلان عن الطرح العام الكثير من التفاصيل لوقت لاحق. وكل ما علمه الرأي العام هو موافقة هيئة تنظيمية وهي هيئة سوق المال التابعة لحكومة الملك على طرح عام لشركة يملكها الملك وبناء على خطة دفع بها الملك منذ أربعة أعوام. وكل هذا لا يعد حتى أخبارا.
وكل ما تم أخذه من مؤتمر الأحد الصحافي هو نشر كراس عن الطرح العام في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) ولا يوجد هناك تاريخ للطرح العام. ويتوقع أن يحدث في شهر كانون الأول (ديسمبر) وربما تم تأجيله لو لم تكن السعودية راضية عن اهتمام المستثمرين في فترة بناء الثقة. ولم يتم تحديد ما تريده المملكة من ثمن للشركة كهدف أعلى مع أن بعض المؤسسات الإعلامية مثل بلومبيرغ وإنجيرجي إنتليجنس وضعت أرقاما كالآتي:
بنك أمريكا: 1.22- 2.27 تريليون دولار.
غولدمان ساكس: 1.6- 2.3 تريليون دولار.
أتش أس بي سي: 1.59 – 2.1 تريليون دولار.
بي أن بي باريباس: 1.42 تريليون دولار.
إي أف جي هيرميس: 1.55- 2.1 تريليون دولار.
ولا يعرف كيف ستقبل المملكة سعرا أقل من تريليوني دولار قدمه ولي العهد في عام 2016. وكجزء من الطرح العام أصدرت الشركة وثيقة للحديث عن أهمية ونجاح الشركة. فهي من أكثر الشركات ربحا في العالم. وقامت القيادة السعودية وخلال الثلاثين السنة الماضية بخلق أعمال تجارية متنوعة ومندمجة وبعمليات فاعلة وإستراتيجية ثاقبة.
وترى الكاتبة أن الاتصالات حول الطرح العام بما في ذلك إعلان الأحد والوثيقة المرافقة له كانت غريبة وخارج التصرف العادي والإجراءات التي تتبعها في عملية الطرح العام. فالوثيقة التي صدرت مع الإعلان يوم الأحد أكدت بوضوح أن المعلومات الواردة فيها ليست موجهة للأسواق المالية في لندن أو نيويورك أو طوكيو، فهذه ليست عملية طرح عام تناسب المعايير الدولية. فمنذ البداية قامت السعودية بعمل الأمور بطريقة رجعية. ففي عام 2016 عندما تحدث محمد بن سلمان عن إمكانية طرح أسهم من الشركة في الأسواق المالية وتحدث عن قيمة الشركة، تريليوني دولار، فالإعلان عن قيمة الشركة جاء بهذه الطريقة المتهورة وقبل أن تكون حسابات الشركة جاهزة للطرح العام وبدون تقييم جيد للمؤسسات المالية.
وتضيف وولد أن إعلان الأحد كان بالعربية ولم يقصد منه المجتمع الدولي، رغم حاجة المملكة والشركة للمال الدولي واستثماره في شركة أرامكو.
مما يؤشر إلى أن الطرح هو مناسبة سعودية وتسير حسب القواعد السعودية وبالضرورة حسبما يريد الملك. ولم يرد مدير الشركة ياسر الرميان على سؤال عن السبب الذي جعل الشركة تبدأ الطرح العام اليوم. وبحسب صحيفة “فايننشال تايمز” فقد أجاب لم لا؟ وهذه الفترة الجيدة لنا، ولأن المستثمرين تعودوا على التعامل مع الشركة وليس السياسة، لكن القرار الأخير هو سياسي ويجب على المستثمرين تذكره.