نبيل سبيع كتب مقالاً بعنوان : ” مبادرة الحوثي لإيقاف الحرب في عمران ” .
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / نبيل سبيع
قدم عبدالملك الحوثي في كلمته الأخيرة مبادرة لحل مشكلة عمران سيكون من الخطأ الفادح تجاهلها:
الحوثي دعا قيادة الدولة والجيش ممثلة بالرئيس هادي ووزير الدفاع إلى تولي زمام الأمور في عمران، ووضع في أيديهم التزامين اثنين:
التزاما من جماعته بوقف إطلاق النار،
والتزاما آخر بتسليم عمران، أو المواقع التي تسيطر عليها جماعته في عمران، لقيادة يختارها الرئيس هادي، قيادة محايدة في مواقفها من طرفي الحرب هناك.
كان هذا تقريبا فحوى مبادرته، التي أرجو أن أكون قد وفقت في التقاطها وتلخيصها هنا، والتي أجدها في المجمل تستحق من هادي ومنا جميعا تلقيها بالاهتمام والجدية المطلوبين بصرف النظر عن أي مواقف لدينا تجاه صاحبها وجماعته.
وكمبادرة منه لتعزيز مبادرته هذه وإظهار استعداده لايقاف الحرب والخروج بحل لمشكلة عمران، أعلن عن أنه غدا سيطلق سراح (١٠٠ “أسير”):
إعلانه هذا أتى مغلفا بـ”هدف معلن” هو رغبته في إظهار أنه جاد في مبادرته الرامية لايقاف الحرب وحل المشكلة في عمران،
ولكنه- بهذا الاعلان- كشف لنا أيضا عن أن هناك (١٠٠ فرد) من الجيش وقعوا أسرى في أيدي جماعته، وهذا رقم كبير ينبئنا عن وضع صعب يواجهه الجيش في هذه الحرب.
وفي الحالتين،
هذه خطوة منه تحث الدولة على المسارعة لتولي زمام الامور في عمران.
وفي نهاية المطاف، سأحاول إعادة صياغة مبادرة الرجل بعبارة أخرى:
عبدالملك الحوثي وضع في يد الرئيس هادي “تفويضا” للدولة من طرفه وطرف جماعته لتسلم زمام الأمور في عمران، ووضع الكرة في ملعب خصومه (علي محسن والقشيبي والإصلاح) الذين يخوضون في مواجهته حربا باسم وبواسطة الجيش والدولة رغم أنف قيادة الجيش والدولة، فهل سيفعل هؤلاء الشيء نفسه ويسلمون زمام الأمور في عمران الى هادي أم أنهم سيستمرون في خوض حربهم مع الحوثي رغم أنف هادي؟
والأرجح أنه وضع الكرة في ملعب هادي ووزير الدفاع ولسان حاله يقول لهم:
تعالوا تولوا زمام الأمور في عمران، نحن مستعدون لتسليمكم زمام الأمور، وليس عليكم سوى اقناع علي محسن والقشيبي بتسليمكم زمام الأمور من طرفهم أيضا!
فهل سيفعلون؟
وهل سيتحرك الرئيس هادي ويتولى زمام قيادة الجيش والدولة في عمران؟
ليس أمامه وأمام البلد أي خيار آخر على الإطلاق.