على السعودية أن تُكفّر عن “محارقها” في اليمن أولاً
على السعودية أن تُكفّر عن “محارقها” في اليمن أولاً
يمني برس:
لا يمر يوم الا وتفجر السعودية في عهد ولي العهد محمد بن سلمان، قنبلة من العيار الثقيل اما على شكل جريمة بشعة كمقتل الصحفي جمال خاشقجي او على شكل فضيحة كاختراق هاتف رئيس شركة امازون ، او فساد مالي كشراء تحف ويخوت وقصور بمليارات الدولارات ..
او كم الافواة المعارضة كاحتجاز امراء واثرياء السعودية واغتصاب اموالهم بالقوة بذريعة مكافحة الفساد، او كارثة دبلوماسية كاحتجاز رئيس وزراء لبنان في الرياض واجباره على الاستقاله، او انبطاح بشكل مهين امام ترامب والسماح له بنهب مايقارب الترليون دولار من اموال السعوديين، واخيرا الاستجداء المذل للعلاقة مع الكيان الاسرائيلي.
عندما نقول استجداء فاننا لا نبالغ فيما نقول او نتهم السعودية تعسفا، فماذا نسمي ان يقوم الامين العام لرابطة العالم الاسلامي السعودي وزير العدل السابق محمد عبدالكريم العيسى بزيارة لمعسكر أوشفيتز في بولندا، احياءا لذكرى المحرقة ويصلي بالوفد المرافق له بالقرب من النصب التذكاري، مبررا فعلته على انها امر مقدس وشرف عظيم!!.
لا ندري ماذا جنت الامة لتُبتلى بنظام كالنظام السعودي الذي يتربع على بحار من النفط والخيرات في ارض المقدسات، وينفق عوائدها المهولة على نشر الاسلام الوهابي المشوه وعلى اعداء الامة والدين بهذا الشكل الفظيع والمروع، خاصة وان دهاقنة الوهابية وبفضل عوائد النفط روجوا لمقولة باطلة مفادها ان نظام ال سعود يمثل اهل السنة و”التوحيد الخالص” وان السعودية تمثل الاسلام “الاصيل”، بينما ما يجري على الارض لا يعدو الا ممارسات خيانية تطبيعية ذليلة لا يقدم عليها الا العملاء والمرتزقة.
موقف عيسى الشاذ هذا ليس الاول ولن يكون الاخير في ظل السياسية الانبطاحية لولي عهد السعودية امام الكيان الاسرائيلي، ففي عام 2018 وتجسيدا لسياسة ابن سلمان الذي اعترف بحق “اسرائيل” في فلسطين ومحاولاته المستميتة لتصفية القضية الفلسطينية، زار متحف المحرقة في واشنطن تحت ستار الحوار بين الاديان والانفتاح على الاخر، بينما العيسى هذا وولي امره ابن سلمان، لا يعترفون بحق الشعب اليمني المسلم العربي الجار بالحياة، فالنظام السعودي ومن ورائه الكيان الاسرائيلي والغرب المنافق وعلى راسه امريكا، يرتكبون المحارق ضد اطفال ونساء اليمن، فاذا كانت المحرقة التي يتباكى عليها ال سعود اليوم قد ازهقت ارواح بعض اليهود في اوروبا، فان محارق السعودية ضد الشعب اليمني ازهقت ارواح مئات الالاف من اليمنيين وان المجاعة تهدد حياة ما يقارب 20 مليون يمني، يموت طفل يمني كل عشر دقائق، وفقا لتقارير منظمة الامم المتحدة، التي وصفت مأساة الشعب اليمني بانها اكبر مأساة تشهدها الانسانية.
كنا نتمنى على من يدعي انه يقود منظمة إسلامية عالمية تقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه!!، ان يقف ثوان امام ضميره ويتساءل ايهما “امر مقدس وشرف عظيم” ان تستذكر “محارق” الصهاينة على مدى اكثر من 70 عاما بحق ملايين الفلسطينيين الذين قتلوا وشردوا، و ان تدعو الى وقف جرائم نظامك بحق الشعب اليمني العربي المسلم الاصيل، و تمنع هدر مليارات الدولارات النفطية لزرع الدمار والفساد في العالمين العربي والاسلامي، وتمنع المرضى النفسيين من تكفيريي الوهابية من رسم صور للاسلام يصفق لها الاعداء من صهاينة واعداء الدين، ام ان تفترش ارضا في بولندا، تذللا امام امريكا حامية عروشكم وكروشكم.
المصدر: العالم