الكاتب / نايف حيدان كتب مقالاً بعنوان : ” بين النازحين … وجدت طفلا يقرأ !! “
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / نايف حيدان
الأحداث المأساوية التي شهدتها محافظة عمران،ستشهد بأن ثورة قامت ضد الحروب الداخليه،وضد إستخدام الجيش والأمن في الصراعات الداخليه،قد فشلت،بعد أن تآمرت عليها قوى تقليديه قبليه وعسكريه ودينيه،تمسك بزمام السلطه وتتحكم في القرار منذ إعلان الجمهوريه العربيه اليمنيه، مرورا بإعادة تحقيق الوحده اليمنيه، ..
ونجاح التآمر على هذا المشروع التحديثي في ٩٤، وصولا لثورة الشباب السلميه ٢٠١١ ، التي كانت الحلم الأكبر في كنس كل هذه القوى التي تجثم على صدور اليمنيين حتى اليوم ، ..
فبعد حوار موفنبيكي خمسه نجوم بمبادرة ملكيه وبتفاعل يساري حداثي ، تصل اليمن إلى حروب داخليه تأكل الأخضر واليابس ، وأستخدم فيها إمكانات الدوله مع طرف ضد طرف آخر ، أدت هذه الحروب التي أنتجتها وأشعلتها قوى تدعي الثوريه وتعلن حمايتها للجمهوريه إلى قتل المئات من أبناء المحافظه المظلومه ، والعشرات من أبناء القوات المسلحه والأمن الذين زج بهم دون رغبه ورضى في خوض هذه الحرب ،
كما أنتجت هذه الحرب دمار للمساكن والمنشآت الحكوميه،ونزوح عشرات الآلاف من مساكنهم،وتوجههم للعاصمه صنعاء للبحث عمن يأويهم أو يسد رمقهم بقطعة خبز أو شربة ماء،فقد رأيت أثناء مروري بجانبهم أحد الأطفال يفتح كتابا و منهمك في القراءة،فتساءلت في داخلي ماذا يقرأ هذا الطفل !
أيقرأ تاريخ قادة عسكريين لم يخوضوا حتى عمليه حربيه لإستعادة أراضينا المغتصبه ويطلق عليهم أبطالا؟؟
أم يقرأ ويبحث عن أسباب هذه الحرب التي جعلته يعيش في العراء دون قضية تستدعي لكل هذا الدمار والتهجير، ؟؟؟
أم أنه يقرأ ويفتش ما بين السطور عن منقذ يخلصه مما هو فيه،ويضمن له عدم تكرار ماحدث له ولإسرته !
أيها الحكام ألم يكن إقالة قائد عسكري واحد لقى حتفه سينقذ آلاف الأسر ومئات القتلى وعشرات المباني من التدمير، ؟؟
لماذا لا تظهر الهنجمه والتلويح بالوعيد والصراخ العالي إلا بعد أن تحدث الكارثه،فها هي مديرية السده بمحافظة إب تشهد تعبئه إرهابيه خاطئه قد تصل لمواجهات بين أبناء المنطقه وقد تتدخل جهات أخرى لتسعير الحرب فيها، ..
فبعد إعلان زعيم جماعة متشدده فيها بإعلان المبايعه للخليفه البغدادي والدعوه لحمل السلاح وإعلان الجهاد ضد الروافض المجوس والحزب العلماني حسب وصفه،على السلطه أن تتحمل مسؤوليتها وتمنع الكارثه قبل أن تحل،ولكي لا يتكرر مشهد الطفل في العراء وبيده كتابا يقرأ فيه تاريخكم الأسود .