من ثمار عاصفة الحزم
من ثمار عاصفة الحزم
منحت عاصفة الحزم العدوانية التي أعلنها وزير الخارجية السعودية المدعو عادل الجبير من واشنطن في 26 مارس2015 على الشعب اليمني على مدى خمس سنوات متواصلة أنصار الله والجيش اليمني واللجان الشعبية فرص كبيرة وخدمت أنصار الله بشكل كبير في شتى المجالات على المستوى المحلي والخليجي والعربي والدولي والعالمي.
ظنت حينها السعودية والدول المعتدية معها المشاركة في العدوان على اليمن التي تعتمد بشكل أساس على الدعم الأمريكي والصيهوني العسكري واللوجستي أنها ستبتلع اليمن وستكون لقمة صائغة يسهل ابتلاعها خصوصا بعد أن تمكنت المخابرات الدولية والعالمية بتواطؤ ومساعدة العملاء في الداخل من هيكلة الجيش اليمني إبان حكم حزب الإصلاح من العام2011- وحتى2014م والتي رمت بالعقول النيرة الأمنية والعسكرية إلى سلة المهلات في دائرة التقاعد وتدمير أسلحته فضلا عن تفكيك النسيج الإجتماعي جراء الغزو الثقافي والفكري والديني الذي لعبت به السعودية في مختلف المحافظات اليمنية من خلال الفكرالوهابي ومطاوعة النفاق لتدجين المجتمع بهدف لبس الحق بالباطل وتهيئة البيئة المناسبة قبل العدوان.
اليوم ونحن على أعتاب دخول العام السادس من العدوان على اليمن وفي ظل الفشل العسكري الكبير لتحالف البعارين لم تتمكن تلك العاصفة من تحقيق أي من الأهداف المعلنة عنها سوى تدمير البنية التحتية بمختلف المجالات وارتكاب المئات من المجازر الوحشية والشنيعة بحق أبناء الشعب اليمني مخلفة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى, بالإضافة إلى الحصار الثلاثي الجائر وعدد من الوسائل والأساليب التي استخدمتها دول العدوان على شعبنا لمحاولة تركيعه إلا أنه لم يركع ولن يركع وهو ما قاله قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بأن هذا في اليمن غير وارد.
وعودة إلى ما تضمنه العنوان, فقد خدمت هذه العاصفة الهوجاء التي عصف بها أبطال اليمن بجيشه ولجانه ومن ورائهما القبائل اليمنية الحرة والصابرة والصامدو حتى حولوها مسخرة وفضيحة مزلزلة للملكة قرن الشيطان ومن يقف ورائها أمام العالم في مشاهد أسطورية وثقتها عدسة الإعلام الحربي وبطولات لا مثيل لها في تاريخ الحروب.
وهنا نورد بعض مما أهدته العاصفة للشعب اليمني وما استفاده منها أنصار الله بطريقة مغايرة.
تعرف الشعب اليمني من خلالها منذ الإعلان عنها وحتى اليوم على رواد وحملة الوطنية الحقيقون لا المزيفون التي لطالما تغنى الكثير بها سابقا, كما كشفت الأقنعة لفرد في المجتمع فظهر الصادق من المنافق والوطني من الجملوكي فعرف الجميع أهل الوطنية والرجولة والثبات والبأس من جهة ورموز العمالة والخيانة وبياعو الأرض والعرض من جهة أخرى.
دفعت بالشعب اليمني إلى الالتفاف حول المسيرة القرآنية وقائدها العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وقدمت القبيلة اليمنية فلذات أكبادها وجادت بمالها بسخاء وكرم في سبيل الله سبحانه ودفاعا عن المظلومية التي لانظير لها في العالم.
تمكن أنصار الله خلالها من تشييد المؤسسة العسكرية بمساندة اللجان الشعبية وبناءها بعقيدة قتالية وحب شغوف أرعبت العالم, وأنمت معاني الوطنية الخالصة من الشوائب في أعماق منتسبيها قولا وفعلا وعملا, حيث أبادت بفضل الله سبحانه كل الجيوش الغازية ولفافة المرتزقة الذين استجلبتهم السعودية من كافة دول العالم ونكلوا بهم شر تنكيل في مختلف الجبهات.
تمكن أنصار الله خلالها من بناء جهاز أمني ومخابراتي قوي ويقظ استطاع بفضل الله سبحانه اختراق العدو في كافة مسارح العمليات وتمكن من القضاء على فتنة خيانة عفاش التي تعد أخطر مؤامرة في أكبر حرب على مستوى التاريخ’ فيما تمكنت من القضاء على أخطر الشبكات المخابراتية والجاسوسية العنقودية وتفتيتها وتفكيكها ووأدها واكتشاف الجريمة قبل وقوعها, لينعم المواطنين في كافة المحافظات الحرة بالأمن والأمان الكبيرين.
تمكن أنصار الله خلالها من الإكتفاء الذاتي في القدرات العسكرية تطوير وتصنيع الأسلحة من الإبرة حتى الصاروخ البالستي والدفاع الجوي والطيران المسير بتقنيات وخبرات يمنية لا تمتلكها دول المنطقه.
دفعت عاصفة الحزم بالشعب اليمني الى التشبث بأنصارالله والتمسك بمنهجهم وثقافتهم, عرفوا من خلالها عظمة الإنضواء قيادة اهل البيت عليهم السلام وحبهم والولاء لهم وشعر الجميع بفضلهم بالعزة والكرامة والشموخ, وءامن الجميع بماقاله الشهيد القائد بأن اليهود لا يمكن أن يهزموا إلا تحت قيادة من أهل البيت عليهم السلام, ودفعتا الحزم والأمل بالشعب كما دفع فرعون بشعبه هدية لموسى وهارون في يوم الزينة.
اغتنم أنصار الله من عاصفة الحزم وأذيالهم من الخونة الالاف من المدرعات والآليات والأسلحة المتنوعة التي تشتريها السعودية والدول المعتدية بمالها للقتال بها في اليمن, وعرفوا أن ماتدعيه السعودية من تلقي الحوثي أسلحة من إيران مجرد كذب وهراء لا أساس له, بل كذبة كبرى.
أدرك الشعب اليمني من خلالها أن أمريكا وما تسمى بالدول العظمى مجرد قشة لا وزن لها ولا قيمة أمام الإيمان الصادق الذي حمله رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, وأن السلاح الحقيقي هو سلاح الإيمان الذي لا يمتكله أعدائنا.
قدمت أمريكا وفرنسا وبريطانيا والسعودية وبقية الدول التي تعقد صفقات أسلحة مع النظام السعودي لقتل وإبادة شعبنا أن أسلحتهم مهانة وصاغرة سقطت هيبتها حصريا في اليمن, وديس عرينها تحت أحذية الجيش واللجان الشعبية في مشاهد تعكس حجم الإذلال والإهانة للسلاح الغربي, في الوقت الذي يتصدر فيه التصنيع الحربي اليمني مراحل متقدمة أسقطت كل رهانات العدو وترسانته العسكرية.
عرفت أبناء الشعب بأن مشروعها في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرتها مشروع احتلال لنهب الثروة اليمنية والسيطرة على مواردها وانتهاك الأعراض, واستباحة الدم اليمني.
حشدت عاصفة الحزم 21 دولة معها بكامل عدتها وعتادها للقتال في اليمن واشترت ضمائر العالم بمالها للسكوت وغض الظرف عن معاناة ومأساة اليمنيين, لكنها من جانب آخر شدت العالم بأجمعه إلى التطلع والتعرف على أنصار الله وقائدهم وماهي العقيدة القتالية للمجاهدين التي سطروا بعد حملها واستيعابها أروع ملاحم البطولة وأذهلو العالم حين يشاهدون المجاهد يواجه بسلاح الشخصي المدرعة والدبابة, رغم الفارق الكبير في العدة والعتاد.
والكثير والكثير مما لا نستطيع أن نورده هنا, لكنا نقول في الأخير أن عاصفة الحزم أهدت أيضا الخليج العربي بأكمله لأنصار الله, فبالله عليكم بلغو السعوديين وأمريكا يشوفون لهم اسم غير ذا الاسم, ترون اسم العاصفة كبير عليهم