أردوغان «محرر» القدس.. شريك في طرد سكانها المسلمين
أردوغان «محرر» القدس.. شريك في طرد سكانها المسلمين
يمني برس:
يرغي ويزبد، يصرخ بالعلن ويشتم ويتاجر باسم فلسطين، وتحت الطاولات تكمن الحقيقة، مخلص لـ«ناتو» وتاجر «إسرائيل» الأول، لا يمكن أن ينطبق ذلك إلا على شخص كرئيس النظام التركي رجب أردوغان، يلعب على المشاعر الدينية، ويمد حبل النفاق لآخره، منْ يتحمل ويسمع كلامه يعتقد أنه ذاهب اليوم «لتحرير» فلسطين، لكن ما يسمى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختصر حقيقة موقف أردوغان من «إسرائيل» بقوله: «كان يسميني هتلر سابقاً كل ثلاث ساعات، والآن يفعل ذلك كل ست ساعات، غير أن التجارة بين إسرائيل وتركيا تتنامى الحمد لله».
عملياً لا يهم أن يقول رئيس النظام التركي عن نظيره الإسرائيلي إنه هتلر، بل يجب أن نهتم كيف يدعم هذا الهتلر بجرائمه، ليس فقط على الصعيد العسكري والأمني، لكن الأخطر مشاركة أردوغان في تهويد القدس أولى القبلتين، بإمداد «إسرائيل» بمواد البناء التي تبنى بها المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، فقد كشفت تقارير لوزارة الاقتصاد التركية أن أعلى صادرات لـ«إسرائيل» من تركيا، كانت في قطاعات السيارات، ومنتجات الحديد الصلب، والكابلات والأسلاك المعزولة.. ومنتجات السيراميك، والإسمنت. أليست هذه المواد هي التي تبنى بها المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة. ومن قلب تركيا اتهمت صحيفة «مللي غازيتا» في عام 2018 الحكومة بمساعدة «إسرائيل» في بناء المستوطنات.
ورغم حالة العداء الظاهري بين تركيا و«إسرائيل»، أكد ما يسمى وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس أن التجارة مع تركيا مستمرة في النمو، وقال: (يتم تحميل العبّارات، يومياً، في تركيا بشاحنات محملة بالبضائع التركية إلى حيفا). إذاً فالعلاقة التركية – الإسرائيلية هي في حقيقتها قوية ومترابطة تجارياً وأمنياً وعسكرياً والتصريحات المعلنة هي للتجارة بالقضية الفلسطينية.
الأخطر من التجارة تشويه الوعي لدى جيل الأطفال في تركيا، إذ بثت منصة شؤون تركية المعارضة مقطع فيديو من قناة «تي آر تي» الحكومية، لبرنامج أطفال يذكر صراحة أن القدس «عاصمة» لـ«إسرائيل»، وقالت: يعلمون أطفالهم أن القدس «عاصمة إسرائيل»، ثم يأتيك مجموعة من الأتراك يهتفون في الصفا والمروة للأقصى!.
والمتاجرة بمحنة فلسطين برزت أكثر مع أزمة سفينة (ما في مرمرة) في عام 2010 والتي بسببها صعد أردوغان من هجومه اللفظي ضد «إسرائيل»، انتهت بتقديم «إسرائيل» لـ20 مليون دولار كتعويضات للضحايا.. /20 مليون دولار /سقف كل العنتريات التي أبداها أردوغان وتصريحاته المتضامنة مع غزة!.
ولا يمكن أن ننسى كيف اشترك النظام التركي مع تنظيم «داعش» الإرهابي في نهب النفط السوري ونقله لـ«إسرائيل» لتستخدمه آلياتها العسكرية في قصف الفلسطينيين.
يتحمل معظم العرب مسؤولية ترك مكانهم للتجار في سوق السياسة، بهروبهم الجبان من تحمل كامل مسؤولياتهم عن القضية الفلسطينية، ليفسحوا لأمثال أردوغان المتاجرة في ساحاتهم ويبيعهم بضاعتهم.
يعمل أردوغان على اللعب على وتر المشاعر الدينية لذا لا بد من النظر إلى أفعال أردوغان وليس إلى ما يقوله حول فلسطين، فتجارته مع «إسرائيل» تساهم في تهويد القدس وباقي فلسطين.
(راتب شاهين – تشرين)