تدمير القدرات الدفاعية لشعبنا تآمر أمريكي ممنهج مع النظام الخياني السابق

هناك من أعتقد أن امريكا كلية الجبروت وبدونها هم لاشيء ومنها يستمدون طغيانهم على شعوبهم, ويتجاوزون ليمارسوا ذلك الطغيان بما وفرت لهم أمريكا وقبلها بريطانيا من السيطرة على مقدسات وثروات الأمة ليدمروا بها أي مشروع يهدف إلى عزة وكرامة واستقلال الشعوب العربية والإسلامية, وها هي أمريكا أمام إيمان وإرادة شعوب هذه الأمة لا شيء.

تأمروا على المشروع العربي التحرري لمصر عبدالناصر ومن داخل نظامه خرج السادات وكان ورقتهم الرابحة للهيمنة على المنطقة .. لإنهاء المشروع العربي وإخراج مصر من موقعها القيادي ليصبح النظام السعودي العميل هو من يملك الفراغ, وتصبح اليوم مصر عاجزة عن الدفاع عن أساس حضارتها في الماضي وأساس بقائها في الحاضر والمستقبل بعد أن خططت أسرائيل وأمريكا وبريطانيا لسد النهضة في أثيوبيا الممول بالمال النفطي العربي بفضل وجود انظمة الخيانة الوظيفية الخليجية وعلى رأسها بطبيعة الحال السعودية والامارات.. مصر اليوم توقع في واشنطن على موت شعبها وأثيوبيا ترفض لان في ذلك طريقة ذبح الشعب المصري عبر حرمانه من حقه الطبيعي والتاريخي في النيل لان اسرائيل ونظام بني سعود وأولاد زايد يريدون الأمور أسرع ربما خشية من أن يتغير الوضع في ارض الكنانة.

العراق تعرض للغزو والاحتلال الامريكي الأطلسي عام 2003م بعد “12عاماً” من الحصار والتجويع والتفتيش الأممي على أسلحة الدمار الشامل التي لا وجود لها كما ثبت فيما بعد .. الضحايا بالملايين والنهب لثروات العراق لم يتوقف, والديمقراطية الامريكية الموعودة تجسدت في سجن أبو غريب.. ومنذ الاحتلال الامريكي لهذا البلد العربي الغني بالثروات وهو غارق بالإرهاب والصراعات والأزمات ولم تقم له قائمة من بعد ما وطأت أقدام الجنود الامريكان أرض الرافدين ولا خلاص لهذا الشعب العربي الحضاري العريق إلا بطرد الامريكان وتطهير العراق من رجسهم.

أما سوريا آخر قلعة عربية صامدة في وجه المشاريع الأمريكية الصهيونية فقد جلبوا لها كل أوباش الأرض من الأرهابيين والتكفيريين شذاذ الآفاق لكنها وهي تقف على ابواب النصر تسقط الأقنعة وتسفر تركيا اردوغان ومن خلفها أمريكا والأطلسي عن وجوههم القبيحة ليقولوا بكل وقاحة مع النظام السعودي وكيان العدو الصهيوني نحن صناع الأرهاب وحماته ولن نسمح بالخلاص منه ولو ادى ذلك إلى حرب كونية .. على أرض أدلب السورية ستتلاشى الأوهام الأردوغانية بعودة الامبراطورية العثمانية, وستتحطم احلام الصهاينة وما بعدها نهايتهم على ارض فلسطين.

اليمن كانت بداية حضارة وعظمة ومجد هذه الأمة ومنه ستأتي نهاية كل هذا الشر الذي احاط بالأمة العربية بكل الاتجاهات..

خمسة أعوام من الصمود الاسطوري امام عدوان كوني, وانتصارات اليمن ترقى إلى مستوى المعجزات .. المؤامرة على هذا الشعب ليست وليدة لحظتها بل توالت أشكالها وتتغير وسائلها واساليبها منذ عقود..

متصدراً المشهد النظام السعودي الذي بات له في اليمن اذناب بمخالب وأنياب, لكن امبراطورية الشر أمريكا كانت المتسيدة للمشهد وتصدره متى ما استدعت الضرورة في ظل النظام السابق وما طفا على السطح ليس إلا غيضاً من فيض ستكشف الأيام القادمة عمق التوغل الامريكي في كل المآسي والكوارث التي تعرض لها هذا الشعب, وستؤكد إلى أي مدى من السقوط والانحطاط في العمالة وصل لها ذلك النظام وما زال وما تبقى منه اليوم ومن خلفه الامريكي السعودي والاماراتي يعتقد أن بامكانهم اعتساف حقائق متغيرات الثورة التحررية الاستقلالية.. غير مدركين أن التاريخ له قوانين ولا يعود إلى الوراء..

وهنا ينبغي الاشارة إلى أن مشاهد تدمير أسلحة الدفاع الجوي لم تكن إلا قطرة من بحر عمالة وخيانة النظام السابق الذي ما زال يصر على خيانته وعمالته عبر المؤامرات التي تأتي تارة في أشكال شبكات التخريب والتجسس وتارة في افتعال الفتن والأزمات والحرب الاقتصادية على الشعب اليمني غير مدركين ان اليمن سينتصر على تحالف الحرب العدوانية الإجرامية القذرة والشاملة وهذا الانتصار لن تصب نتائجه لصالح الشعب اليمني وحده بل الأمة العربية والإسلامية كلها..