مهمة أمريكية بريطانية بغطاء أممي للإستئثار بنفط اليمن
مهمة أمريكية بريطانية بغطاء أممي للإستئثار بنفط اليمن
يمني برس:
تخوض الولايات المتحدة وبريطانيا سباقا جديد في اليمن والهدف تجريد هذا البلد الذي يعيش حربا منذ 5 سنوات من أهم موارده النفطية.
في شبوة، تواصل القوات الأمريكية رقعة انتشارها في هذه المحافظة النفطية وشعارها “مكافحة الارهاب”. هذه القوات التي وصلت قبل يومين على متن بارجتين إلى ميناء بلحاف، أهم ميناء لتصدير الغاز المسال، كما تؤكد المصادر، قدمت بحسب وسائل اعلام دولية من افغانستان حيث تستعد الولايات المتحدة لسحب قواتها من هناك بعد توقيع اتفاق مع حركة طالبان.
خلال الساعات القليلة الماضية نقلت هذه القوات جزءاً من افرادها في معسكر بلحاف، الذي اتضح تحويله إلى قاعدة جوية للقوات الامريكية والاماراتية المنتشرة فيه، إلى معسكر العلم- شرقي عتق- العاصمة الادارية لشبوة، لكن وبالتزامن مع هذه التحركات بدأت فصائل محسوبة على الامارات بالسيطرة على عزان، اهم مديرية في شبوة من الناحية الجيوسياسية والتي ظلت خلال السنوات الماضية معقلا للقاعدة في خطوة وصفها خبراء في التنظيمات المتطرفة باستفزاز القاعدة التي تحكمها اتفاقيات مع الإمارات رعتها قيادات سلفية في 2017، وسهلت انتشار الامارات عبر النخبة الشبوانية وبإسناد امريكي، وفقا لما ذكره حينها بيان القوات المسلحة الاماراتية.
استفزاز القاعدة في هذا التوقيت قد يدفع التنظيم الذي قتلت الطائرات الامريكية قائده، قاسم الريمي، توا إلى التمرد وشن عمليات جديدة للسيطرة على مناطق النفط والغاز التي ظلت لعقود ضمن اماراته الاسلامية، لكن ما يميزه الأن أنه يستطيع التحرك بغطاء “الشرعية” بعد أن نجح التحالف بتدجينه فيه ووضعه على راس هرم قواتها وهو ما يعني اسقاط محافظات وليس مناطق، وهذا ما تنشده القوات الامريكية والاماراتية معا في ظل تصلب موقف “الاصلاح” من تسليم تلك المحافظات واصرار “هوامير” السلطة على ابقاء تلك المحافظات تحت سيطرتهم..
لن تكون شبوة وحدها هدف للإرهاب، فالجيش الأمريكي ظل خلال السنوات الماضية يربط القاعدة بالهلال النفطي الممتد من شبوة في الجنوب وصولا إلى مأرب في الشرق ومرورا بحضرموت في الوسط، وهو ما يشير إلى أن العمليات الامريكية خلال الفترة المقبلة ستتركز في هذه المناطق خصوصا وأنها الان تواصل تطويقها بقواعد ثابتة بدت ملامحها تتشكل في سقطرى والحدود الصحراوية بين اليمن والسعودية وتحديدا في مناطق المهرة وحضرموت إضافة إلى الانباء التي تتحدث عن قاعدة في حضرموت إلى جانب اخرى حاليا في شبوة.
بالتوازي مع هذه المسارات، تتحرك بريطانيا، حاملة الملف اليمني في مجلس الأمن، سياسيا بدأ واضحا بالزيارة الاخيرة التي قام بها وزير خارجيتها إلى سلطنة عمان، الوسيط الاقرب لجميع الاطراف في اليمن والخليج، ومع أن الوزير البريطاني لم يفصح ما في جعبته، لكن الزيارة الاخيرة التي قام بها المبعوث الأممي إلى مأرب،، وزيارته المرتقبة إلى حضرموت، ثاني اهم مناطق انتاج النفط في اليمن، تؤكد ما ذكرته الانباء عن مبادرة لتسليم مناطق الهلال النفطي لجهات محايدة أو تحييدها عن الصراع وبمعنى اكثر وضوحا توريد عائدات النفط والغاز إلى حسابات في البنك المركزي الذي يديره صندوق النقد الدولي، وفقا لما تضمنته محادثات احتضنتها الأردن خلال الاشهر الماضية برعاية اممية.
فعليا، تسيطر دول كبريطانيا والولايات المتحدة على قطاع النفط والغاز في اليمن عبر شركات نفطية سواء بالشراكة في إدارة الحقول النفطية أو بكسب عقود بيعه، ومعلوم لدى الجميع أن اليمن لم يستفد من عائدات النفط والغاز على مدى العقود الماضية باستثناء مسؤولين بعدد الاصابع في النظام السابق والذي لا تزال بعض قياداته ماثلة إلى اليوم، وتلك المكاسب قد لا تتعدى امتيازات النقل والحماية مع مبالغ قليلة ككرم مما يجود به التراب اليمني، لكن الهدف الآن ليس على المحصول بل على المخزون والذي يقدر بمليارات الأمتار المكعبة وفقا لتقارير الاستخبارات الامريكية التي نشرتها قناة روسيا اليوم مؤخرا.
قد تتمكن الولايات المتحدة وبريطانيا من استغلال الانقسام اليمني الحالي لإبرام اتفاق يستحوذان بموجبه على مناطق النفط الغاز، بغطاء أممي، لكن الأخطر يبقى في تحريك الجماعات المتطرفة لاستدامة السيطرة على هذه المناطق والدلائل كثيرة واخرها اشهار تنظيم “داعش” في البيضاء المطلة على حقول النفط لمعسكر جديد.
المصدر: الخبر اليمني