المنبر الاعلامي الحر

«فأمكن منهم» تحرير للثروات اليمنية

«فأمكن منهم» تحرير للثروات اليمنية

يمني برس: بقلم – صلاح الشامي

 

كان السيناريو المُعَدّ من قِبَل كل من أمريكا وبريطانيا للحرب التي تتبناها السعودية في عدوانها على اليمن أنه في حال فشل العدوان في التخلص من “أنصار الله”، يتم السيطرة التامة، وبشكل نهائي، على المناطق ذات الثروات (الجوف، مأرب، وحضرموت)، وتثبيت القدم السعودية فيها، عبر ضخ الأموال، وشراء الذمم، لتبقى المناطق ذات المخزون المرعب من النفط في أيدي النظام السعودي، باعتبارها “أيدياً أمينة” بالنسبة لأمريكا وحليفاتها من دول الاستعمار القديم.

 

فمن المعلوم أن صعاليك النظام السعودي المتعاقبين لم يكونوا سوى وكلاء لكل من بريطانيا وأمريكا، ينالون قسطاً يسيرا من عائدات النفط، العملاقة، المتدفقة باتجاه الشمال والغرب (بريطانيا وأمريكا) على وجه الخصوص، والتي ينعم بها الغرب، بينما تأكل المجاعات والأمراض مئات الآلاف من الشعوب العربية والإسلامية ودول الجوار الفقيرة، ما يضطر سكان هذه البلدان إلى الهجرة باتجاه دولة النفط والثراء الفاحش، وأخواتها في الخليج، ليعملوا كأجراء نتيجة تلك السياسات المتغطرسة التي تبديها حكومات ودول الخليج الغنية، بقيادة السعودية، تجاه جيرانها وإخوتها في العروبة والدين، ثم لا يجدون “لقمة الحلال” التي يسعون وراء اكتسابها بالطرق الشرعية، إلا وقد أهدروا كرامتهم وحريتهم، وكأن النظام السعودي لم يكتفِ بتبني وتنفيذ سياسات الإفقار ضد جيرانه كدول، وامتصاص عرقهم كأفراد! فأي وحشية، وأي شيطانية وصل إليها هؤلاء الذين يجثون على أحذية أعداء الأمة، بينما يقفون على جماجم إخوتهم وبني عمومتهم؟!

 

من ناحية أخرى، فاستنزاف الاحتياطي السعودي بهذا الإنتاج الزائد والمبالغ فيه، يستلزم البدء في ضم الاحتياطات المُدَّخَرة لأمريكا وحلفائها في الجزيرة العربية، وأهمها احتياطي النفط اليمني، وهذا ما تؤكده التدخلات السافرة للنظام السعودي في اليمن، حيث عمل عبر أخطبوط عملائه في الداخل والخارج على عرقلة ووقف كل عمليات استخراج النفط في الجوف ومأرب، واليمن بشكل عام، والحد من إنتاج اليمن للنفط، ليبقى مخزونه الهائل كاحتياطي نفطي لدول الهيمنة والاستكبار، دول الاحتلال الجديد، بقيادة أمريكا وبريطانيا.

 

إن الغرب المتسلط ينظر بعناية إلى ما لدى دول العالم أجمع من ثروات، ويقرن ذلك بدراساته وتخطيطاته للاستيلاء عليها، وتأمين مستقبله الاستعماري، وبالتالي فإن الجشع الإمبريالي لن يتوقف عند حد، ولو التهم كواكب المجرَّة إن استطاع، ولا مجال لإيقافه إلّا بالمواجهة، وإن أول دروب ووسائل المواجهة هي المعرفة، والتسلح بالثقة، والإعداد والتحرك.

 

إن تحرير محافظة الجوف ليس بالشيء القليل على دول الاستكبار العالمي، ولا على خادمها السعودي، لأن تحررها يعني تحرر الثروات اليمنية من أيدي من أراد لها البقاء مخفية في باطن الأرض حتى وقت حاجته، وحتى يتسنى له استغلالها.

 

لقد كان السيناريو أن تستمر الحرب حتى يتخلى اليمن عن مناطق الثروات باتفاقية استسلام. ولكن ذلك لن يكون، وسنتمسك بكل شبر من أراضينا اليمنية الطاهرة بعد تحريرها من دنس الغزاة، سواء كانت تنعم بالثروات، أم لا، فكلها أرض يمنية، واحدة لا تتجزّأ، ولا تباع، ولا تُستأجر، ولم تعد شعوب العالم لُعَباً في أيدي الأنظمة. لقد فجرت الثورة اليمنية 21 أيلول/ سبتمبر الوعي لدى كل الشعوب، وأعادت الحقوق إلى أصحابها، ولن نتخلى عما حررناه من أرضنا مهما كانت التضحيات. وما النصر إلا من عند الله.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com