#اليوم_الوطني_للصمود.. قراءة في كلمة السيد عبد الملك الحوثي
يمني برس: جمال محمد الأشول
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة اليوم الوطني للصمود، هي الأكثر تعبيرا واختصارا لمعنى وسر صمود وثبات الشعب اليمني بمواجهة تحالف العدوان السعودي الأمريكي الغاشم، وبتواطؤ من المجتمع الدولي حتى الآن.
فالكلمة تعد اجابة لسر الصمود اليمني الأسطوري الذي طبع معركة صمود وثبات غير طبيعية، في ظل عدوان غاشم عالمي سخر كل إمكانياته المادية والعسكرية والإعلامية في الحرب على اليمن لإخضاع الشعب اليمني، رغم فارق الإمكانيات العسكرية والمالية والبشرية والإعلامية، ومع ذلك انقلبت الموازين عكسية على العدو واصبح اليمن يشكل معادلة ردع لايستهان بها لكونه يمتلك قدرات عسكرية وطائرات مسيرة ومنظومة صاروخية وصلت إلى العمق السعودي، وذلك من خلال التالي::
صمود الشعب:
.
خصص السيد في كلمته وكما دائما، الحيِّز المهم لدور الشعب اليمني في صموده وتضحيته وتقديمة للشهداء ولدورهم الأساس في تثبيت النصر والصمود والثبات على الموقف، وقد أشاد السيد الحوثي بدور جميع فئات الشعب اليمني في التصدي للعدوان قائلا: ” نقدّر للشعب اليمني الموقف الحق وترجمتهم موقفهم بالتضحية وفي مقدمتهم رجال الميدان الذين لا يزالون مرابطين في الجبهات وأن الشهداء كانوا في ذروة العطاء، والجرحى من بعدهم، فيما إسهام الأسرى وأسرهم كبير في الثبات على الموقف
وأشار السيد انه ” لا جدوى من الاستمرار في العدوان بعد خمس سنوات من العدوان الذي لم يحصد سوى الفشل والخسائر والهزيمة لاجدوى أمام مسار صمود الشعب اليمني الذي يمتلك مبدأ وموقف تجاه الأمة الإسلامية ويحمل الهوية الإيمانية والقضية العادلة فكان التأييد إلهي، مؤكداً أنه لا يمكن التفريط ولا المساومة ومستعدون لتقديم التضحيات، فكلفة التفريط والاستسلام لا يمكن القبول بها “.
وقد توجه السيد بالإشادة والتقدير لفئات شعبنا في كل مسارات العمل لدحر العدوان والتصدي له، مشيرا إلى استمرار القوافل حتى من الأسر الفقيرة لدعم الجبهات وكانت وما تزال مواكبة وشاهدة على عطاء اليمنيين.
رهان العدوان وفشلة:
العدو راهن على هجمته الكبيرة والغطاء الذي يتمتع به على حسم سريع لا يتجاوز أسبوعين وبالحد الأقصى شهرين
حيث أشار السيد إلى أن رهان تحالف العدوان الذي شن اشرس هجمة وحشية شاهدة على سوء أهداف العدوان الذي لم يجني منها سوى الفضيحة والعار واكتسب أسوأ صيت في الدنيا ازاء ممارساته الوحشية، الذي راهن بعدوانه على الزمن وتراكم الجرائم لإضعاف الشعب اليمني وكسر إرادته وإثارة الفتن الداخلية.
كما أكد السيد أن الخسائر العسكرية والاقتصادية التي تكبدها تحالف العدوان كبيرة واعترف بهزائمه على المستوى الإعلامي، الأمر الذي تؤكده مراكز البحوث والدراسات في تقيمها التي تفيد أن الخسائر الاقتصادية للنظام السعودي كبيرة وطموحاته فشلت “.
كما ذكر السيد أن النظامان السعودي والإماراتي يعانيان من أزمة وتراجع مستمر، ازاء سياستهما في البطش والاعتقالات التي وصلت إلى داخل الاسرة المالكة داخل المملكة وخارجها، مؤكداً أن الإخفاق العسكري السعودي واقع رغم الحماية والسخرية والابتزاز الأمريكي “.
وقال السيد أن النظامان السعودي والإماراتي قدما في الذهنية العامة أنهما أسوأ من إسرائيل، فيما أمريكا وإسرائيل ترغبان في تقديم النموذج الوحشي للسعودية والإمارات بدلا عن إسرائيل”.
تطور القدرات العسكرية:
عن تطوير القدرات العسكرية.. أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن” استمر التطوير للقدرات العسكرية كانت بمثابة معجزة لولا معونة الله والعزم والاجتهاد، مؤكداً أن الانتاج العسكري اليوم ينتج من الكلاشينكوف إلى الصواريخ الباليستية وطائرات مسيرة في ظل حصار ووضع اقتصادي صعب
وهذا ما أكدته الوقائع الميدانية في مختلف الجبهات، وعلى كافة أشكال الاشتباك والعمليات القتالية، التي اخذت مساراً تصاعدياً تكللت بالإنجازات الميدانية الكبيرة والمهمة، كما أن تطوير الصواريخ الباليستية منها محلية الصنع، والطائرات المسيرة بدون طيار، خلقت معادلة توزن ردع، شكلت صدمة قوية لدى العدوان، من خلال التوجيه الدقيق والثبات على المسرى لمسافات تجاوزت مئات الكيلومترات، مستهدفة اهدافاً في العمق السعودي والإماراتي، محققة نتائج كبيرة كونها انتقلت من المفاجأة إلى الفعالية في استهداف الأهداف البعيدة، لذا كانت الانجازات مفتاحا رئيسا للصمود.
حيث أكد السيد أن الشعب اليمني قادم في العام السادس من الصمود بمفاجآت لم تكن في حسبان تحالف العدوان وبقدرات عسكرية متطورة وانتصارات عظيمة.
جوانب مجتمعية هامة:
– ركَّز السيد في كلمته على جوانب مهمة من الجوانب التي تؤثر في المجتمعات، وخاصة في المجتمعات التي تخوض حروبا طويلة مثل اليمن، لناحية الاقتصاد وضرورة الصمود في وجه الحرب الاقتصادية التي تشن على البلد بتواكب مع الحرب العسكرية، حيث دعا السيد إلى التحلي بالمسؤولية والسعي متوكلا على الله للسعي لإحراز النصر من خلال التكافل الاجتماعي بين الجميع وبناء مؤسسات الدولة وخدمة الشعب وبناء الجانب الاقتصادي ليكون بلد زراعي لمختلف المحاصيل وله بيئة متنوعة تساعد على تكامل وتوفير ما يحتاجه الناس من الغذاء.. مطالباً دعم الإنتاج الزراعي المحلي وتحسينه وتوفيره “..
لم يغفل السيد القائد على جانب إصلاح وتطوير قطاع التعليم سيساعد في تطوير البلد وتحقيق نتائج إيجابية في كل المجالات، وضرورة العناية بالتكافل الاجتماعي بعيداً عن الرهان على المنظمات، التي قال انها لا تقدم شيء محدود ومحكوم بسياسات، لا ينبغي الاعتماد عليه.
كما بين السيد أن الاهتمام بإخراج الزكاة سيفي بالغرض وستعالج البؤس، إضافة إلى الإنفاق، وجمع الزكاة سيغني الحاجة للمنظمات التي تعّود من تقدم لهم مساعدات على القعود.. موضحاً أن هيئة الزكاة لها برامج في التمكين الاقتصادي ومعالجة مشاكل الفقر بالعودة للعمل والإنتاج.
ولفت إلى أن العناية باليد العاملة والتعاون مع الجمعيات الخيرية تحتاج إلى التفاتة أكبر، وكذا العناية بالسلم الاجتماعي وحل مشاكل الثأر التي ينبغي التركيز عليها خلال المرحلة الراهنة
اشادة ودعوة:
وأخيرا، وبعد أن أعطى السيد عبدالملك الحوثي في كلمته الحق والتقدير للموقف التاريخي الذي وقفه الشعب اليمني في معركة الثبات والصمود والمواجهة، واشاد بالموقف الإيجابي والمتضامن والمناصر لحزب الله في لبنان والأحرار في العراق وسوريا وإيران وبقية شعوب العالم، مؤكداً على ثبات الموقف المبدئي للشعب اليمني في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وإدانة كل أشكال التآمر عليه، معلناً الاستعداد للإفراج عن أحد الطيارين الأسرى مع أربعة من ضباط وجنود المعتدي السعودي مقابل الإفراج عن المختطفين من حركة حماس، معلنا الاستعداد لخيار السلم ووقف الحرب إذا اتجه العدوان بقرار جاد لإيقاف العدوان ورفع الحصار
.وبعد أن أكد وكما في كل المرات والخطابات، خاطب الشعب اليمني بضرورة التحلي بالصبر، قائلاً: ” على شعبنا أن يثق بالفرج وبنصر الله وأن للصبر عاقبة حميدة يحددها الله سبحانه وتعالى”.