خطاب مشهود وفاصل
يمني برس
بقلم زيد احمد الغرسي
لم يترك السيد عبدالملك الحوثي في خطابه التاريخي والمفصلي في تاريخ اليمن الحديث “الفرصة الاخيرة ” اي شاردة او واردة إلا وتكلم عنها بداء من توصيف الواقع الذي يجمع عليه الكل بما فيهم الفاسدون الى تقديم النصح للحكومة بما كان يجب ان تتخذه بعد مسيرة الانذار الى اسباب التصعيد ثم الرد على ك
ل الشائعات والمبررات التي تسوقها قوى النفوذ والعصابة لتضليل الشعب ” لكن سيستمرون في تكرارها اعلاميا لان ليس لديهم اي حجة او مبرر مقنع للشعب الا الكذب والتضليل ” وعلى الميدان لن يتمكنوا من مواجهة الشعب بعد هذا الخطاب والخروج الغير مسبوق في تاريخ اليمن الا الانتحار امنيا ومواجهة الشعب بالقوة وسيعملون ما بوسعهم الى افتعال احداث امنية واغتيالات وإراقة دماء هنا وهناك ان استطاعوا
بإصرار الحكومة على الجرعة ورفضها لتقديم استقالتها يقابله نضال الشعب وانتفاضته التاريخية وانتصاره المحسوم سيدخل اليمن في مرحلة تاريخية جديدة ينعم فيها بالرخاء والامن والعدل وسيشكل اليمن رقما صعبا اقليميا ودوليا وتعاد كرامته وموقعه الطبيعي بين الدول ، ومن هنا ستحقق الثورة الشعبية اكبر اهدافها وستكون الثورة الوحيدة في بلدان الثورات التي حققت ونجحت فعليا وواقعيا وليس شكليا في تحقيق اهدافها واكبرها الشعار الذي عرفه كل العالم ولم يتحقق إلا في اليمن ” الشعب يريد إسقاط النظام ”
قرار رفع الجرعة القاتلة هو المسمار الاخير في نعش هذا النظام المتهالك فبعد سقوط مشروع التكفيريين والدواعش الاستراتيجي في كتاف ثم سقوط النظام استراتيجيا ايضا في عمران وخسارة كل اوراقه في الميدان لم يتبق له الا الجانب السياسي فقط المتمثل في سيطرته على الحكومة وهذا احد التفسيرات لاصراره على التمسك بالحكومة ورفضه التنازل عنها لانها اخر ورقة له فعليا ،
ثورة الشعب اليوم لإسقاط الحكومة كواحد من اهداف ثورته وانتصاره المحتوم يعتبر سقوط اخر اوراق النظام و نهاية مرحلة كان يريد النظام ادخال اليمن فيها الى سنجال وعراق وصومال وسوريا اخر وبالتالي فاليمن اول دول المنطقة من هزمت هذه المشاريع وطردتها الى غير رجعة في تاريخها ويعود الفضل في ذلك الى الله جل وعلا اولا ثم الى عنصرين هامين جدا وهما الوعي الشعبي اليمني العالي ووجود قيادة حكيمة واستثنائية اوجدت هذا الوعي وقادت الثورة الى تحقيق كامل اهدافها الكبرى بالرغم من المؤامرات الداخلية والاقليمية والدولية بشتى الوسائل وبدون مساومات او صفقات او التفاف او بيع لدماء الشهداء كما حصل لاغلب الثورات في المنطقة
ثورة شعبية حقيقية صافية لفظت كل من ركب موجتها وتسلق على اكتافها وكشفت اقنعة من يستفيدون من ورائها حتى بقيت طيبة نقية تدل على اصالة ومعدن الشعب اليمني الحر والابي ولا عزاء لسقوط الاحزاب والكيانات السياسية التي باعت الشعب مقابل صفقات لمصالحها الخاصة
ثورة لم تعتمد على مجلس الامن و المجتمع الدولي و حقوق الانسان و الجامعة العربية و مجلس التعاون الخليجي او اي شئ اخر سوى الله الذي اطلع على صفاءها وعزمها وصدقها فايدها ونصرها وما النصر الا من عند الله
ثورة كانت القضية الاساسية والاولى لها فلسطين ، فمن صعدة وصنعاء وكل انحاء اليمن الى فلسطين المحتلة يتم رسم واقع جديد ومشهد خير وحرية لشعوب المنطقة لكنه بإنتظار استكماله في العراق ولبنان وفلسطين والبحرين وتونس ليعيش الشعب الفلسطيني عزيزا كريما على ارضه وترابه وتنعم شعوب المنطقة بالامان والخير والعزة والاباء وتنتصر لقضاياها بين الامم وما ذلك على الله بعزيز