أمريكا تستبدل الخليج الفارسي بجزر اليمن!.. الرسالة التي أرسلت من اليمن إلى ترامب
أمريكا تستبدل الخليج الفارسي بجزر اليمن!.. الرسالة التي أرسلت من اليمن إلى ترامب
يمني برس:
ذكر تقرير صحفي قبل بضعة أيام نقلاً عن مسؤولين أمريكيين في البنتاغون أن هناك استعدادات لشن هجوم على “كتائب حزب الله” في العراق والمقاومة في هذا البلد.
وفي غضون ذلك ، أخلت الولايات المتحدة الأمريكية قواعدها الثانوية والمحدودة في القيارة وكي 1 ، والقائم. وفي التاجي وبعض القواعد الأخرى خفضت أو نقلت قواتها الى عين الأسد وأخرجت موظفي السفارة في بغداد والقنصلية في أربيل من العراق. هذا الحدث الذي حاول إثارة الذعر في العراق، يحمل في طياته الكثير من الدلالات الخاصة تكتيكياً واستراتيجياً.
1 – إن العمل الإرهابي الأمريكي في اغتيال الشهيد الجنرال سليماني وأبو مهدي المهندس والذي كان يعتبر تصرفاً إرهابياً وتدخلياً وانتهاكاً للسيادة العراقية وغير قانوني أفضى إلى استراتيجية اخراج أمريكا، فباستثناء رد فعل إيران الأولي في عين الأسد ، سيحقق قرار البرلمان العراقي بشأن الاخراج السريع لهذه القوات والزام الحكومة العراقية بضرورة متابعة هذا القرار.
أصيبت الولايات المتحدة الأمريكية في حيرة من أمرها في العراق واتخذت إجراءات متناقضة، بما في ذلك التهديد والتمرد على قواعد التعاون الطبيعي بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق ، لكن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا عن نيتهم البقاء في العراق.
إلى جانب الإجراءات الأمريكية ، تم تطبيق التحذير والاستعداد من قبل قوات المقاومة العراقية وباقي الاجهزة العراقية المسؤولة. اذ ان استهداف القواعد العسكرية للجيش والحشد الشعبي أدى إلى مزيد من التقارب والتعاون بين هاتين المؤسستين العسكريتين العراقيتين ومزيد من الاصرار على اخراج الولايات المتحدة الأمريكية.
لذلك ، ارتكبت الولايات المتحدة الأمريكية المزيد من الانتهاكات للسيادة العراقية ونفذت دون التنسيق مع القيادة العسكرية للجيش العراقي، عمليات تحليق ونقل وتعزيز لقواعدها في العراق ، وزادت طلعات الاستطلاع فوق قواعد الجيش والحشد الشعبي والتي لاقت احتجاجاً من قبل عادل عبد المهدي.
2 – بالتوازي مع الأعمال العسكرية في العراق ، حاولت أمريكا، من خلال عناصرها المساومين أو التابعين أو المتغلغلين في جهاز المخابرات العراقية ، وضع العراقيل في مسار انتخاب رئيس وزراء جديد أو التدخل السافر في ذلك، وفرض الاشخاص التابعين لأمريكا على القادة العراقيين. تقدم هذا المشروع بشكل مخزي ومفتقر للمصداقية مما ادى الى أضعاف أمل أمريكا في هذا الصدد بشكل كبير.
3. خلقت الإجراءات الأمنية في العراق جواً مشحوناً تجاه القوات والقواعد العسكرية الأمريكية ، ولم تمضي مجموعة المتغيرات السياسية والعسكرية والأمنية بما يناسب المسار الأمريكي.
وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تحدثت صراحة عن اطماعها بالنفط والثروة العراقية ، والحرب البيولوجية المرتبطة بفيروس كورونا ازدادت الوحدة العراقية وعززت المكانة الاجتماعية والسياسية للحشد الشعبي، وانتقلت أمريكا والسعودية إلى حرب أسعار النفط التي لم تتحقق فيها التوقعات المرجوة.
4. ما يلاحظ على الولايات المتحدة في العراق ونقل بعض قواتها ومعداتها إلى شمال سوريا وشرق الفرات هو استراتيجية إقليمية تتكامل مع الإجراءات خلال الاشهر الأخيرة في الملف اليمني. فلقد قام الأمريكيون بتقييم توازن القوى الكبرى والتكتيكية في اليمن بأنها ليست لصالح حلفائهم السعوديين والإماراتيين والإسرائيليين والبريطانيين.
ورداً على انعدام أمن عسكرييها وسفنها وقواعدها في البحرين وأسطولها البحري الخامس وقواعدها الأخرى في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة و …، اعتبرت الاستقرار في جزيرة سقطرى وعدد من جزر البحر الأحمر وموانئ عدن والمكلا “بديلاً” وقدرات لها في الخليج الفارسي.
ترامب والامريكيون، الذين يقومون بالابتزاز العالمي في السنوات الأخيرة اكثر علانية من قبل، وضعوا نهب النفط والغاز اليمني على جدول الاعمال وبالتزامن مع البلطجة والتواجد في الممر المائي الاستراتيجي باب المندب والبحر الأحمر والجزء الجنوبي من بحر عمان، حددوا التواجد في المحافظات الغنية بالنفط في اليمن كأولوية ملحة لذلك اعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه ازاء تقدم الجيش اليمني وأنصار الله باتجاه محافظة مأرب ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
مأرب هي ممر نفطي بين المحافظات اليمنية وعلى طريق نقل النفط والغاز إلى بحر عمان والبحر الأحمر. فمن وجهة النظر الأمريكية والغربية ، فإنه يجب أن تكون السيطرة على الموارد النفطية جزءًا من خطط أمريكا العالمية في إدارة النفط وأسعاره واقتصادات الدول مثلما حدث في ليبيا، فإن الهيمنة على موارد اليمن الهائلة من الغاز والنفط ستكون الحلقة المكملة للخطة العالمية الأمريكية. لذلك ، واجه هذا الامر رد فعل الأسطول الروسي في باب المندب وإلى حد ما الصين في هذه الممرات المائية.
5. إذا أراد البنتاغون وترامب استغلال انشغال الحكومات الإقليمية في الحرب البيولوجية لاستهداف المقاومة الإقليمية ، فستكون ردود فعل المقاومة إقليمية واستراتيجية ايضاً.
العملية الصاروخية والمسيرة في الرياض وجيزان ونجران وعسير التي نفذتها أنصار الله والجيش اليمني في اليومين الماضيين ، لها آثار ونتائج تكتيكية واستراتيجية.
تأتي هذه العملية من جهة رداً على الغارات اليومية للتحالف السعودي وقصف جميع مناطق اليمن وإجباره على وقف إطلاق النار في اليمن ، ومن جهة أخرى تحمل رسالة استراتيجية.
الأمريكيون الذين يغادرون الخليج الفارسي ويسحبون قواتهم وأساطيلهم من الحدود الأمنية الإيرانية لكنهم لا يتخلون عن التهديدات اليومية في المنطقة، يدركون جيدًا مدى الصواريخ والطائرات اليمنية المسيرة التي تستهدف الرياض ويعرفون ان القواعد الأمريكية في سقطرى والمكلا والبحر الأحمر وشبوة وحضرموت والمهرة في نطاق أضيق.
تؤكد هذه الرسالة غير المرئية ولكن الملموسة جيداً أنه باستثناء القابلية للتعرض الاستراتيجية للحكام التابعين في الرياض والإمارات ، فإن أي مغامرة في العراق وتنفيذ عمليات عسكرية واستخباراتية وأمنية محتملة وخطف واغتيال أو تهريب عدة آلاف من سجناء داعش من السجون الامريكية في جنوب الحسكة أو منع انتهاء الحرب اليمنية التي دخلت عامها السادس ، يمكن أن يكون لها أضرار وعواقب استراتيجية على الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين وغير الإقليميين.
إن الأحداث في منطقة غرب آسيا اليوم معقدة ولا يمكن تحليلها على أنها ليست ذات صلة. فيمكن لأي سلوك غير طبيعي من جانب الولايات المتحدة وحلفائها أن يؤدي إلى ردة فعل على نفس المستوى ومتناسبة في أماكن أخرى من المنطقة. تماماً كملف اليمن، حيث سيتم مبادلة طيار صهيوني أسره الجيش اليمني وأنصار الله مع أسرى فلسطينيين في المملكة العربية السعودية ، و إن أي مغامرة في العراق والخروج عن قواعد اللعبة، سيرافقه رد مزلزل في مكان آخر في المنطقة.
ان هذا الردع وتوازن القوة سيدفع منحنى صعود المقاومة بسرعة مقابل هبوط الولايات المتحدة وحلفائها. وسيتمتع بقدرة إدارة إقليمية ذكية وقوية.
(الوقت)