العام 2020م لايزال مثقلاً بالمفاجئات.. كورونا وانهيار أسعار النفط ليسا سوى البداية !!
العام 2020م لايزال مثقلاً بالمفاجئات.. كورونا وانهيار أسعار النفط ليسا سوى البداية !!
يمني برس:
التوقعات بتعافي الأسعار عقب ليلة الانهيار النفطي في الولايات المتحدة مساء الاثنين وليل الثلاثاء والتي اقفل التعامل خلالها على – 37 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 1938 م، كانت غير صائبة.
وانخفضت أسعار الخام الأمريكي في أولى التعاملات تسليم شهر يونيو نحو 43% ما يشير إلى أزمة عميقة يعيشها قطاع النفط الأمريكي، أزمة بلغ تأثيرها انتاج أوبك العالمي اذ انخفض قيمة البرميل لخام برنت بشكل غير مسبوق ووصل الى سعر 17 دولار للبرميل.
موسكو والخارجة للتو من اتفاق جديد لمجموعة دول أوبك + وصفت ما يحدث في سوق الطاقة بالمؤامرة، ولا تعبر عن حقيقة العرض والطلب في سوق الطاقة العالمي.
وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، على موقع فيسبوك، مساء الاثنين، “ما نشهده بقضية العقود الآجلة للنفط، يشبه جدا مؤامرة كارتل”.
واضاف: “بناء على خبرتنا في قطاع الغاز، نعرض بيع النفط على أساس خذ أو أدفع. نحن مستعدون لمناقشة هذا الخيار مع شركائنا”.
بحسب خبراء اقتصاديون فإن اتفاق أوبك + القاضي بخفض 10 مليون برميل كمرحلة أولى يتبعه خفض ثان بعد 6 اشهر وخفض ثالث في العام 2021م، تأخر كثيرا، فنحو ثلثي سكان العالم هم في وضع الحجر الصحي، والانكماش الاقتصادي نتيجة تفشي كورونا سبق بكثير خفض معدلات الإنتاج، ووصلت مستويات التخزين في دول العالم الى وضع الامتلاء ، ولم يعد بمقدورها استيعاب أي كميات نفط منتجة في ظل عدم وضوح الرؤية تى ستنتهي امة كورونا وتعاود الأنشطة الاقتصادية عملها .
ويضيف الخبراء ان فيروس كورونا وضع العالم امام ازمة غير مسبوقة جرى تجاهلها منذ البداية.
تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدت غير مفهومه في اعقاب ليلة الانهيار العظيمة للخام الأمريكي، باستعداد الولايات المتحدة لأخذ النفط السعودي دون مقابل، إلا في سياق تحميل السعودية مسئولية الانهيار الكبير لصناعة النفط الامريكية والزامها بدفع تعويضات قد تصل الى تريليونات الدولارات، كما يحاول الغرب فعل ذلك مع الصين وتحميلها مسئولية الخسائر الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا.
يشير خبراء سعوديين الى ان السعودية ورغم كونها تابعة للسياسة الأمريكية الا انها درجت على التحايل خاصة فيما يتصل بمبيعات النفط كونه المصدر الوحيد لاقتصادها،
ويضيف هؤلاء بان السعودية دخلت في ازمة حقيقية مع نشوء صناعة النفط الصخري الأمريكي، وحصل هناك تضرب شديد بين مصلحتي البلدين، تريد الولايات المتحدة تخفيض الإنتاج السعودي بوصفها أكبر مصدر في الشرق الأوسط، لكن هذا الخفض يؤثر على الميزانية السعودية ومخصصات العائلة المالكة.
وهنا يشير خبراء الى وجود ثقب اسود في حجم الإنتاج السعودي يتصل بمخصصات العائلة المالكة من النفط والية بيعه في السوق السوداء.
خلال عهد أوباما عملت السعودية على الاضرار بشكل كبير بصناعة النفط الصخري الأمريكي واوصلتها حد التوقف، وعندما تولت إدارة جمهورية بزعامة دونالد ترامب سعت الرياض لشراء مواقفه مقابل 450 مليار دولار، لكنه منحها فقط الخروج من الاتفاق النووي وحصة إيران في السوق عقب إعادة العقوبات النفطية على قطاع النفط الإيراني.
في ظل الازمة المركبة نتيجة تفشي فيروس كورونا، وإصرار روسيا على عدم منح الصناعة النفطية الأمريكية فرصة على حساب حصتها في السوق العالمية، فان السعودية تبدوا الحلقة الأضعف للتضحية بها لإعادة الاعتبار وفرصة البقاء لقطاع النفط الصخري الأمريكي والذي يوفر مئات الاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة للأمريكيين ولا يمكن لترامب التضحية به، فذلك يعني خسارته فرصة الفوز بولاية رئاسية ثانية.
من المؤكد ان السعودية ستكون الخاسرة في نهاية المطاف في الكباش الروسي الأمريكي والصيني، والذي شهدنا ذروته بانهيار قطاع النفط الصخري في الولايات المتحدة وما سبقه تفشي فروس كورونا وتوقف الأنشطة الاقتصادية والخسائر الناجمة عن ذلك، وقبل ذلك حرب العملة بين بكين وواشنطن.
وما من شك في ان الاقتصاد العالمي دخل مرحلة من الكساد ولن يخرج منها قبيل نهاية العام الحالي بنظر المتفائلين.
من شان أي تقليص جديد في اقتصاد السعودية، حدوث مخاطر جديدة تتمثل في خروج تظاهرات نتيجة الجوع وارتفاع معدلات البطالة، واضعاف موقف النظام بشكل كبير امام المعارضين سواء داخل العائلة المالكة لبن سلمان ورؤيته التي يبدوا انها تلقت الضربة القاضية في ظل الأوضاع الاقتصادية عالميا، او المعارضين لبقاء النام الملكي ويطمحون الى فعل ثوري يغر وجه الجزيرة العربية.
وعلى صعيد العدوان على اليمن يرى متابعون أن السعودية ستجد نفسها في ظل استمرار الانكماش الاقتصادي مجبرة على إيقاف عدوانها على جارها الفقير والصامد بوجه ألتها العسكرية منذ خمس سنوات وبدأ يكيل لها الضربات المؤلمة واحدة تلو الأخرى خلال العامين الماضيين، و قد لا تكون الظروف سعوديا او دوليا غدا مساعدا لفرض أي شروط سعودية.
العام 2020 م لايزال في اوله ومن الواضح انه مثقل بالمفاجئات، ويعيش العالم خلاله مخاضا عسيرا قد يفضي الى عودة مركز الثقل الدولي الى الشرق مرة أخرى، وتبدل مراكز القوى الدولية في الوسط.
وفي الوضع الإقليمي تبدوا الخسارة السعودية محققه على كل الأصعدة لجهة خفض حصتها النفطية في السوق العالمي، وتأثير ذلك الكارثي على الداخل السعودي المعتمد كلية على العائد النفطي، او لجهة اضاعتها فرص الخروج المشرف من المستنقع اليمني الذي يستنزف اقتصادها، وثالثا وليس اخر تبدل مراكز القوى الدولية تخلي الحليف الأمريكي عنها وعن الحاجة لنفط الشرق الأوسط والتفرغ لمواجهة الصين الواقفة قاب قوسين من زعامة العالم كقطب أوحد.