الإعلامي هاشم أحمد شرف الدين كتب : ” عن مفاجأة تقرير الوفد الرئاسي إلى صعدة ”
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم الإعلامي / هاشم أحمد شرف الدين
تابعت عبر قناة تلفزيونية حكومية اليوم تقرير اللجنة الرئاسية الموفدة إلى السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والذي قرأه رئيسها بن دغر في لقاء أسمي بالوطني الموسع حضره الرئيس هادي.
لم يأت التقرير بجديد عن التناولات الصحفية لعمل اللجنة في صعدة، سوى أنه تضمن التصريح عن معلومة بغاية الأهمية مفادها أن “أنصار الله قدموا استعدادهم لتغطية فارق الدعم عن المشتقات النفطية لمدة شهرين، لمساعدة السلطة على التراجع عن قرار الجرعة”، وعلى أن يكون هناك سعي جاد لإيجاد بدائل وحلول اقتصادية عبر تكليف خبراء اقتصاديين لدراسة الوضع الاقتصادي، وتقديم حزمة معالجات واصلاحات متكاملة، بما يضمن تجفيف منابع الفساد..
المبلغ ضخم يصل إلى ما يقارب نصف مليار دولار بحسب مذيعة قناة اليمن الفضائية التي كانت تسأل ضيفا الى جوارها بالاستوديو عن الأمر، ومع هذا كان أنصار الله على استعداد لتقديمه من أجل الشعب اليمني العزيز، لكن اللجنة لم توافق على العرض السخي، معتبرة إياه عديم الجدوى..
إن رفض اللجنة لعرض أنصار الله يؤكد أنها لم تكن مخولة لبحث أمر الجرعة، بل أنها وصلت صعدة قاطعة أمرها بخصوص عدم القبول بأي خيار يلغي الجرعة أو يؤجلها..
لقد كان حريا بأعضاء اللجنة أن يكبروا تضحية أنصار الله، ويكونوا عند مستواها، بأن يجربوا طعم الانحياز إلى الشعب ولو مؤقتا، ويكونوا عند مستوى تطلعاته في أن يكون عملهم في صعدة يصب في مصلحته، لكنهم بإصرارهم على الجرعة اصطفوا إلى جانب الفساد والمفسدين، في مقابل الشعب المظلوم ..
إنها مفارقة كبيرة، فبينما ينهب النافذون ثروات الشعب، يقدم أنصار الله المال له، وليس المال فقط، بل التضحية بحق الشراكة في الحكومة والسلطة من أجل إقناع اللجنة بأن القضية الأهم هي قضية التخفيف عن الشعب، وانقاذه من التبعات الكارثية المأساوية التي ستخلفها الجرعة..
فقد جاء في التقرير أيضا: “إن السيد عبدالملك تمسك بمطلب إلغاء الجرعة، مقدما هذا المطلب على المطلبين الآخرين، بما فيهما الاشتراك في الحكومة والسلطة”..
وبالعودة إلى مشاهد قاعة اجتماع “لقائهم الوطني الموسع” وتحديدا حين كانت الكاميرا ترصد ردود الأفعال على وجوه الحاضرين عند سماعهم بتلك التضحيات التي قدمها أنصار الله، كنت ألمح بريق الإعجاب في أعين الكثير منهم تقديرا لهذا الموقف الوطني غير المسبوق، والذي يمثل شاهدا عمليا على مصداقية موقف السيد عبدالملك في دفاعه عن الشعب اليمني، وكأن لسان حالهم يكاد ينطق قائلا:
كم أنت عظيم ووطني يا سيد عبدالملك، وكم أنتم وطنيون يا أنصار الله حين تنحازون للشعب..
كذلك الحال لمسته في نبرة الوزير بن دغر رئيس اللجنة..
فلله درك أيها السيد، لله دركم يا أنصار الله