رئيس الجمهورية : الشهيد الصماد نموذج وقدوة في تحمل المسؤولية
.
أكد فخامة الأخ المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن الرئيس الشهيد صالح الصماد استطاع أن يجسد النموذج القرآني والقدوة في تحمل المسؤولية.
وقال الرئيس المشاط في حوار مع صحيفة “الثورة”، الرئيس الشهيد الصماد تميز بالعديد من الصفات التي قلما تتكرر في شخص واحد، حيث كان شديد الارتباط بالله وعلاقته بالقرآن الكريم قوية”.
واعتبر الرئيس الشهيد الصماد الأنموذج والقدوة في تحمل المسؤولية حيث تولى قيادة اليمن في أصعب مرحلة مر بها عبر التاريخ، وأدى واجبه على نحو مشرِّف.
مسئولا وأميناً :
وقال” منذ أن تعيَّن رئيساً للمجلس السياسي الأعلى حتى استشهد لم يزهُ يوماً بالسلطة ولم يطمع بها، بل كان على قدر المسؤولية وأميناً عليها، فعمل بكل جد ودون كلل أو ملل مؤدياً واجبه مبتغياً في ذلك مرضاة الله دون أن ينظر أو يطمع بشيء من هذه الدنيا”.
وأضاف” كل ذلك جعل من حضوره في وعي الشعب كبيرا رغم أنه لم يقض في منصبه بالسلطة سوى وقت قصير، إلا أنه كان كافياً ليحظى بمحبة الناس وتقديرهم ويحجز مكانة خاصة في نفوسهم غير قابلة للنسيان”.
قائد ملهم:
وأشار إلى أن الرئيس الشهيد الصماد بما مثّله في منصبه كرئيس في تلك المرحلة الحساسة والصفات التي تحلى بها بالإضافة للتأثير الكبير الذي مثّله كقائد ورئيس على المستويات العسكرية والأمنية والسياسية والاجتماعية جعل منه هدفاً للعدوان بل على رأس أهدافه.
ولفت الرئيس المشاط، إلى أن العدوان اعتقد أنه باغتيال الصماد سيزيح إحدى العراقيل التي تمنع احتلاله لليمن دون أن يدرك أن الرئيس الصماد، أصبح أنموذجاً وفكرةً ألهمت كل اليمن وظلت حاضرة ومؤثرة وما تزال كذلك إلى اليوم.
وأضاف” يدرك الجميع اليوم أن اغتيال الرئيس الصماد أدى إلى نتائج عكسية غير التي رغبت دول العدوان في تحقيقها، فكان استشهاده دافعا للشعب لإكمال المسيرة التي سار عليها”.
لحظات لا تمحى من الذاكرة:
وحول علاقته بالرئيس الصماد وتلقي خبر استشهاده، قال الرئيس المشاط ” في الحقيقة، ما شعرت به في تلك اللحظات لا أستطيع أن أصفه لصعوبة الموقف وهوله والألم الكبير عندما يفقد الإنسان عزيزاً مثل الشهيد الصماد، فهذه اللحظات لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي”.
وأضاف” خلال الأيام الأولى الفاصلة بين الاستشهاد وإعلان الخبر، كنت أفكر كيف سيكون إعلان خبر استشهاده، وما هي ردة فعل الناس ومدى تألمهم، وأيضاً ترتيب استكمال إجراءات التشييع، وكانت كل هذه عوامل ضاغطة ترسخت في ذاكرتي لن أنسها أبداً ما حييت”.
وتطرق الرئيس المشاط في الحوار، إلى عملية ترتيب مكان دفن جثامين الشهيد الصماد ورفاقه واستكمال التجهيز للتشييع، والحفاظ على سرية الموضوع حتى يتم الإعلان عنه، وكذا الحديث مع قائد الثورة ورئيس الأركان وقائد المنطقة العسكرية الخامسة حول تفاصيل الموقف الذي خرج إلى العلن.
وتابع” أما اللحظات الأخيرة التي جمعتني بالشهيد كانت عصر الاثنين في مقيل أنا والدكتور حسين مقبولي ومحمد السياني محافظ البنك آنذاك وكان اللقاء حول استعدادنا لصرف نصف الراتب قبل رمضان وكان يركِّز عليه بشكل كبير وكنا نبحث حول الإمكانات لتنفيذ هذا التوجيه”.
لحظات مصيرية:
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن تلك اللحظات أديرت بحكمة واقتدار من قبل قائد الثورة بإعطاء الإرشادات وكنا مساهمين بشكل كبير مع مجموعة من الرفاق في هذه الترتيبات، بعد ما تم التشاور مع السيد القائد.
وقال” كانت فعلاً لحظات حساسة ومصيرية عشنا فيها الآلام، واختصرنا فيها مسيرة النضال، كنا نتصور كيف ستكون ردة فعل الجماهير، لمعرفتنا بعلاقتهم بالشهيد رحمة الله تغشاه”.. لافتا إلى أن ترتيبات اختيار البديل، تمَّت بشكل سلس، ولم تواجه أي صعوبة، لأن عمل المجلس السياسي الأعلى كان يُدار بشكل جماعي.
وأضاف” في تلك اللحظات الحرجة، طلبت من سكرتارية المجلس عقد لقاء، وعملت السكرتارية على الإجراءات اللازمة لعقد اجتماع للمجلس السياسي الأعلى ولم يكن الجميع لديهم علم بالخبر، إلا بعد وصولهم وبدأ السيد القائد يخبرهم ويطلعهم على الموضوع”.
وتابع “كنت في لحظات حساسة، كيف تستطيع أن تكتم ألمك، أو تخفي شعورك بالحزن وأنت مطلع على أمر جلل كهذا، فقدان أخ عزيز وعظيم مثل الرئيس الشهيد صالح الصماد، وحضر الجميع ذلك الاجتماع بينما كانت أعيننا تفيض بالدمع، وقلوبنا تكاد تنفطر، كان الألم جاثماً على نفوسناً”.
وأردف” ولما عُقد الاجتماع وأطلع السيد القائد الجميع على فاجعة الخبر، وكانت ردة الفعل مؤلمة جداً، لولا الحنكة والحكمة واللباقة التي يعرف بها السيد حفظه الله”.
ووصف الرئيس المشاط، استشهاد الصماد بالصدمة الكبيرة .. وقال” كانت صدمة كبيرة وصلت إلى مستوى أن البعض بدأ يصرخ من شدة الألم ومن ثم استطاع السيد القائد أن يحتوي الموقف ويهدئ النفوس ومن ثم قال لنا جميعاً أنتم مجلس سياسي ولديكم لائحة داخلية لاختيار البديل، الوضع حرج، وينبغي لكم أن تحسموا الموضوع قبل أن يعلن خبر استشهاد الرئيس الصماد “.
وأضاف “يؤكد قائد الثورة أنه لابد أن نكون قد أجرينا الترتيبات اللازمة، بحيث لا توجد أي ثغرة يستغلها العدو وأنا سأقطع اللقاء معكم “كان عبر دائرة تلفزيونية” وأترككم في اجتماع رسمي تختارون من تريدون بكل شفافية وعرض على الشيخ صادق أمين أبوراس إذا لديه الرغبة أن يكون رئيساً للمجلس السياسي الأعلى فلا مانع لديه وسنكون له عوناً وداعماً”.
وأردف” خرجت بعض الشخصيات التي حضرت ذلك الاجتماع من غير أعضاء المجلس السياسي الأعلى الشيخ يحيى الراعي والشيخ علي القيسي وأبو أحمد الحوثي وآخرين، وبقينا أعضاء المجلس السياسي الأعلى في اجتماع استمر عشر دقائق تقريباً ووقع الاختيار عليَّا تلقائياً، حينها كنت مليئاً بالألم والحسرات”.
وتوقف الرئيس المشاط عند ذلك المشهد المؤثر .. وقال” كان المشهد مؤثراً وكان علينا التحلي بالشجاعة، بحيث لا يلحظ العدو أي انكسار، وبعد ذلك تواصل بنا قائد الثورة وأطلعناه على نتيجة الاجتماع وقال “أنا مُبارك لما توصلتم إليه”.
وسرد الرئيس المشاط ما تم عقب ذلك .. مضيفا” قمنا بدعوة مجلس الدفاع وعقدنا الاجتماع ورأستُ الاجتماع في حينه وأطلعناهم على مجريات اجتماعنا في المجلس السياسي الأعلى وأنه تم اختيار “مهدي المشاط”، وتم تكليف أحمد حامد والدكتور ياسر الحوري واللواء جلال الرويشان لصياغة بيان النعي، وتم إعلانه بعد ساعة من الاجتماع”.
وأشاد بالموقف المسئول والشجاع والوطني لأعضاء المجلس السياسي الأعلى والشيخ يحيى الراعي والدكتور عبدالعزيز بن حبتور والشيخ علي القيسي والفريق جلال الرويشان وكل من حضر دون استثناء والذين كانوا بحجم الوطن في تحمّل للمسئولية وما أبدوه من إصرار على المضي في ذات النهج الذي سار عليه الرئيس الشهيد الصماد وقدَّم روحه في سبيله.
حكمة القائد:
وقال الرئيس المشاط” كان الفضل والدور الكبير في إدارة تلك اللحظات الصعبة والحاسمة في تاريخ اليمن للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بحكمته استطاع أن يدير الترتيبات التي تمَّت بدءً من استشهاد الرئيس الصماد أو الترتيب للبديل والذي قلب الطاولة على دول العدوان”.
ونوه بدور قائد المنطقة الخامسة اللواء يوسف المداني وحكمته ورباطة جأشه في إخفاء الموضوع على الجميع، حتى بقية رفاق الشهيد الذين كانوا متابعين لموكب الشهيد.
وفي رده على سؤال حول نتيجة إقدام تحالف العدوان على اغتيال الرئيس الصماد، قال الرئيس المشاط ” بنظرة بسيطة للواقع في الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس الصماد، سواء واقع اليمن وما تحقق من إنجازات عظيمة على كل الصُّعد، وواقع تحالف العدوان الذي تفكك بنسبة كبيرة وواقع دول العدوان ذاتها العسكري والأمني والسياسي، يمكن بكل سهولة أن نحكم على نتيجة جريمة الاغتيال وانعكاساتها السلبية على دول العدوان”.
وقال” رغم أن فقداننا للرئيس الصماد يُعدُّ خسارة، إلا أن حضوره كنموذج ومشروع ملهم وقدوة عوَّضَ جزءاً من تلك الخسارة وبالتالي نقول وبكل ثقة أن دول العدوان لم تحقق أي من أهدافها بإقدامها على اغتيال الرئيس الصماد وأن العدوان لم يكن رابحاً على أي مستوى بل ما حدث كان العكس تماماً “.
كل الشعب مستهدف:
وبشأن القائمة التي وضعها العدوان الأمريكي السعودي في استهداف قيادات الدولة .. قال الرئيس المشاط كل الشعب اليمني مستهدف من قبل العدوان ودم مهدي المشاط كدم أي مواطن يمني وأبناء الشعب اليمني معرضون للخطر سواءً في الأسواق أو الطرق أو المستشفيات أو غيرها”.
وأَضاف” تعرضنا لمحاولات استهداف، لا أودُّ الحديث عنها ولم تؤثِّر على أدائنا ومهامنا العملية، لأننا منطلقون من النهج الذي انطلق منه الشهيد الصماد ونرى دماءنا رخيصة مقابل حماية شعبنا والسهر على أمنه واستقراره، والشهادة في سبيل الله أمنية لنا”.