من (وعي) محاضرات السيد القائد الرمضانية (26)..
عبدالفتاح حيدرة
المحاضرة السادسة والعشرون من سلسة محاضرات السيد القائد الرمضانية ، مواصلا شرح الآيات من سورة الانفال كدروس وعبر غزة بدر الكبرى ، حول كيفية استحقاق العذاب للمشركين ، والذي طلبه المشركين مقابل عدم اعترافهم بالحق ، وهنا نجد ان الطريقة الإرشادية القرآنيه لتجنب العذاب ، هو طلب المغفرة ، وهذه المحاضرة من اوضح المحاضرات الدينية على مدى التاريخ الاسلامي التي توضح الشرعية الحقيقية والحصريه لادارة المقدسات الاسلامية و المسجد الحرام، بالإضافة لتوضيح العملية التوجيهية لادارة المساجد، وكيفية القيام بمهمتها التي اقيمت من اجله وهي التزود والتقوى والتزود بالهداية الارشادية لاتباع تعليمات وتوجيهات الله وكتاب الله..
سيطرة قريش على ادارة الحج ، وكانوا يستغلون مشاعر الحج في حربهم على رسول صل الله عليه وسلم وعلى آله ، وهذه السيطرة كانت تستخدم على مدى التاريخ كله للدعاية الباطله انهم على الحق ، حتى مع رسول الله، وتصويره انه كان يشكل خطرا على مكه ، وهكذا استمر قوى الضلال لاستغلال الاماكن المقدسه وتصوير انفسهم بموقف الحق ، والله كشفهم في القرآن وقال انهم يصدون عن الحق ، بينما هذا المركز المقدس للمسجد الحرام هو منبر للهداية الارشادية والعملية، ومركز للتزود بالتقوى، وهذا ما عطله المشركون دوما..
تعطيل دور المسجد الحرام والمعالم والشعائر ، هو جرم كبير واثم عظيم ، والصد عن بيت الله ، وله اشكال متعدده ، ومنها المنع للحج ، كما منع المشركون رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله وعلى المسلمين، وهذا شكل من اشكال الصد، والشكل الاخر من اشكال الصد عن المسجد الحرام هو وضع شروط وإجراءات تحول عملية الحج لعملية معقدة جدا لا يستطيعها اغلب الناس، كما يفعله النظام السعودي اليوم ، وشكل ثالث من الصد هو منع اداء الغرائض وفق توجيهات وتعليمات الله ومقاصد الدين، والتي ترسخ الموقف من اعداء الدين..
الصد عن الاماكن المقدسة هو من اكبر الجرائم ، التي تأتي منها الهدى التي تدفع الناس للهداية، والسيطرة على المقدسات من الاعداء، مثل سيطرة اليهود على المسجد الأقصى، وهو تهديد وجودي، اما تهديد الدور كما يفعل النظام السعودي في تحويل الاماكن المقدسه للتضليل على الناس، والناس يعتبروا ان جرائم وظلم النظام السعودي هي على الحق لانه مسيطر على مكه هو مسيطر على الاسلام، ويصروا معركتهم في عدوانهم على اليمن ويفتروا على الشعب اليمني انهم يستهدفون مكه، كما فعل المشركون مع الرسول صل الله عليه وسلم وعلى آله..
عقاب الصد عن المسجد الحرام هو العذاب ، وليس التقدير والاحترام، ويستحقون العذاب، هم سيطروا على مكه وعلى المسجد الحرام وشرائع الحج، وليس لهم الولايه على هذه الاماكن، ويقدم القرآن الولاية المشروعه الشرعيه حصريا للمتقين في ادارة هذه الاماكن ، وغيرهم مهما قدم انفسهم فهم غاصبون ومسيطرون سيطرة الظلم والضلال والشرك ، وهناك جهل لدى الكثير من الناس في هذه النظرة القرآنيه الصحيحة..
استغلال المساجد من الضالون والمضلون، ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين، وارصاد من يحارب الله ورسوله، وابعاد الناس عن الحق، فتستخدم منابر المسجد لمعارضة الحق واهله ، وتخريج الكافر المسبح، ويمكن لهذه المنابر وهذه المساجد ان تصدر الكفر في العمل والموقف، او رفص المسئوليات المرتبطه بالدين والتوكل والثقه بالله، وعملية ان يتحول المسجد لتقديم الخدمات للعدو في تجميع الناس بالمساجد ليضلوهم ويميت التوعية للانطلاق والجهاد في سبيل الله، والغاء وشطب المسئوليات التي يفترض ان تقوم بها الأمه اتباعا لتوجيهات وتعليمات الله ومحطه للتزود بالتقوى والهداية..