صناعة الشائعات ومخاطر تداولها
صناعة الشائعات ومخاطر تداولها
يمني برس: بقلم – جبران سهيل
نتحدث عن هذه الآية الكريمة في قوله تعالى: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83]
وفي الآيات ما يصلح أن ينطبق على أهل النفاق وضعفاء الإيمان،أو من نسميهم في عصرنا الحديث عصر التكنلوجيا والسوشيل ميديا أشخاص غير واعيين يتداولون بسرعة فائقة كل شيء يجدونه امامهم( نسخ لصق ) فإن هؤلاء جميعاً يشتركون في بعض الأوصاف، فهم يشتركون في قلة ثباتهم، وفي ضعفهم في المُلمات، وفي تلونهم، وفي تركهم لأمر الله – تبارك، وتعالى – ولأمر رسوله صلاة الله عليه وعلى آله وتركهم للقنوات الرسمية المسؤوله عن كل ما يحدث في البلد هذا يحدث من شدة الخوف في الحروب أو ما نشهده حاليا من انتشار وباء كورونا الذي أثار الرعب والهلع بالعالم اجمع،
والجامع المشترك الوصف الذي يشمل هؤلاء جميعاً هو الاضطراب، والضعف، والخوف والخفة، والمسارعة في بعض المواقف التي ينبغي التأني فيها كما في هذا المقام وإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ إذا جاءهم خبر عن أمر يكون في مصلحة المسلمين، يصب في صالحهم، أو جاءهم أمر من الأمور المخوفة إذا جاءهم خبر مما يُكره فإن هؤلاء يسرعون بإذاعته، وإشاعته، ونشره بين الناس، كثير من الأخبار المتداولة تأتي من صناعة العدو وادواته تارة يثبطون بذلك، وتارة يضعفون العزائم، ويُورِثون الخوف، والاضطراب، فنجد فئة ضحية تنشر هذه الاخبار قبل معرفة صحتها من كذبها وما مصادر تلك الأخبار؟
لأمر آخر، ثم يتبين في حقيقة الأمر أن ذلك لا علاقة له بما رُبط به من الخبر، بعض هؤلاء قد يكذبون، ويختلقون هذه الأخبار، ويربطون هذا بهذا تضليلاً للناس، أو أنهم يتضاحكون بهم، ويتلاعبون بهم، وقد يكون ذلك بغير قصد،لكنه أثره السلبي كبير جدا على البسطاء وعلى خطط القيادة والجهات المسؤوله عن ما يتم تداوله،
فينبغي التريث، والنظر في صحة الأخبار فإذا كانت صحيحة، وثابتة يُنظر فيما وراء ذلك، هل يحسن نشر هذا الخبر، أو لا يحسن نشره؟ ما المصلحة من نشر هذا الخبر؟ هذا مجرد خبر، ماذا وراء هذا الخبر؟ ماذا يستفيد الناس الذين يقرءون مثل هذه المعلومة التي نشرتها، سواء كانت قضية خاصة تختص بفلان من الناس، أو كانت قضايا عامة، وهذا هو الأخطر، ماذا يستفيدون؟ ماذا يحصّلون؟ ما الذي ينتفعون به حينما يسمعون، أو يصل إلى مسامعهم مثل هذا الخبر؟ ولكننا في أكثر الأحيان ننشر للنشر، فلو سألت هذا الإنسان ما هي العواقب التي تؤملها، وترجوها من نشرك هذا؟ فإنه قد يقف دون جواب.كما هو حال الخبر الذي يتم تداوله حول ما أن كان هناك أشخاص مصابين بفيروس كورونا فإن الجهات ذات العلاقة تقوم بحقن المريض بابره قاتلة لننظر إلى أي مستوى من الحقارة وصل أصحاب هذه الشائعات في الوقت الذي ندرك خطرها على من يصدقها وهنا لا سمح الله واخذت هذه الكذبه أثرها وسط المجتمع فسينتشر الوباء بصورة مخيفة وتفقد الجهات المختصة قدرتها على السيطرة على الوباء.
فالتريث التريث، والنظر في الأمور قبل إذاعتها، وإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتحقق فلا ينشر، وإذا استطاع أن يتحقق لكنه لا يستطيع أن يُمحص هل المصلحة في نشر هذا، أو ليست فيه فإنه لا ينشر، الله لم يأمرك بهذا، يمكن الإنسان أن يُقبل على شأنه، ويشتغل بما ينفعه، ويرفعه عند الله – تبارك، وتعالى – ولم يُكلف، ولم يؤمر بنشر مثل هذه الأخبار، والله – تبارك، وتعالى – لن يسأله عن ذلك، وقد قال ربنا – تبارك، وتعالى – : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ [الحجرات:6 – 7] فهذا التعجل، وهذا التسرع لا يحسن، ولا يجمل بحال من الأحوال.
فهذه الأخبار التي تكون عن مجاهيل في هذه الحسابات، أخبار أحياناً طبية، أخبار عن عقاقير، أخبار عن مصحات، أخبار من مطعومات، أخبار عن مشروبات، عن مصنوعات، إلى آخره، لربما ينقلها بسطاء، ولا يعرفون في الطب قليلاً، ولا كثيراً، أو لا يعرفون في أمور الحرب، والسلم قليلاً، ولا كثيراً، ولكنهم يسارعون فيما يسارعون فيه، والذمة لا تبرأ بذلك، والله سيحاسب الإنسان على عمله.
الحق سبحانه وتعالى يربي الأمة الإيمانية على أسلوب يضمن ويؤمّن لهم سرّية حركتهم خاصة أنهم قوم مقبلون على صراع عنيف ولهم خصوم أشداء، فيربيهم على أن يعالجوا أمورهم بالحكمة لمواجهة ضعفاء النفوس وكيد الحاقدين والأعداء ومخططاتهم الدنيئة .
إياكم أن تسمعوا أمراً من الأمور فتذيعوه قبل أن توضح حقيقته الجهات الرسمية والمسؤولية في الوطن وعبر قنواتها الرسمية .