الكاتب عبدالملك العجري كتب مقالاً بعنوان : “سيكولوجية البذاءة” ..خاطرة عابرة من وحي مقالة الغفوري
يمني برس _ أقلام حرة :
بقلم الكاتب / عبدالملك العجري
( وما يشق على الكلب أن يكون ابن كلبة )
هذا البيت من قصيدة طويلة طافحة بالبذاءة للشاعر العربي المعروف أبي الطيب المتنبي, ..
يقال ان المتنبي بعد أن كتبها ندم لهذه السقطة القاتلة و ظل الى آخر أيامه يشعر بخجل شديد وطلب من رواته ألا ينقلوها عنه ..
هذه القصيدة الساقطة التي أخجلت المتنبي دهراً والتي تنتمي إلي -ما يسميه الأديب والناقد المصري رجاء النقاش-” الأدب البذيء” ذكرتني بالبذاءة المطبوعة التي تُميز كتابات المدعو ” مروان الغفوري” المُتجيفة , وتجعل منها مشتلاً خصبا للبذاءة التي يعتقد انها البوابة التي تلج به للمجتمع المفتوح ..
يمتلك الغفوري مهارات فائقة في فنون الشتيمة مع قاموس فني غني وخصب بمفردات التفحش والبذاءة التي تنهل من غرائزه البهيمية ووعي متجيف يغترف من أكثر الأماكن عفونة في الأجزاء الدنيا للكائن الآدمي.
نجح الغفوري في تطبيع علاقته بالعفونة والاحتراف في إنتاج جيف فنية بديعة ومثيرة ,فكما يقول “ستيفن ديدالوس” بطل رواية يولسيز لجيمس جويس، : «المشاعر التي يثيرها الفن البذيء، مشاعر حركية (غرائزية)والفنون التي تثيرنا هي فنون بذيئة ” والى هذا المدرسة مدرسة الفنون البذيئة ينتمى الغفوري
من الطبيعي أن يلجا الكاتب الى السخرية اللاذعة وفي الخطاب الأدبي يلجا الأديب للهجاء كتعبير وجداني احتجاجي يتندر ويتبرم بالواقع المشحون بالتناقضات ويلبسه لبوسا تهكمية .. لكن هذا شيء وخطاب البذاءة شيء آخر ,وعلى حد رجاء النقاش الأدب البذيء أدب عريان تماما وهو يصدم الذوق والنفس ويؤدي الي النفور والشعور بالغثيان وهذا الأدب البذيء في معظم الأحوال أدب محدود الأفق ومادته سريعة الاشتعال والنفاد والأبواب فيه مسدودة, فبعد أن يسب الفنان الناس والدنيا وكل الأشياء ويستخدم في ذلك أبذأ الألفاظ.. ماذا يبقي لديه من قول جميل ونبيل ليقدمه للناس؟
الكتابات المتجيفة للغفوري المشحونة بأفكار الغل العصبوي هي صورة للعنف الرمزي التواصلي المحكوم بنزوعات شريرة وعدوانية مكبوته مضادة للمجتمع والأفراد يستجمع قاموس البذائي ومهاراته الهجائية رغبة في تدمير ضحيته معنويا واغتيال آدميته وإلحاق اكبر قدر من الأذى بها وبحسبِ نظريةِ التحليلِ النفسيِّ ..
الشتيمة حيلة سيكلوجية تعويضية و تنفيسية للقصور عن الممارسة العنفية الفعلية يُستخدَمُ فيهِ الشتيمة عوضًاً عن السلاحِ .
,وعلى الرغم الشعور النرجسي الاستعلائي البادي عليها إلا أنها تخفي مشاعر انبخاس الذات وانعدام القدرة في السيطرة على المشاعر الانفعالية الغضبية وما تكرار التذكير بتفوقه الا محاولة توكيدية لتعزيز ايجابية الذات التي يشعر بانبخاسها