تغييب تاريخ رجال الحق يبني مستقبل للباطل
تغييب تاريخ رجال الحق يبني مستقبل للباطل
العدوان السعو صهيوإماراتي ليس وليد ( اللحظة )، بل هو ممتد من عشرات السنين بين أوساطنا ” فكريا ” قبل أن يكون عسكريا بتلك الأفكار المغلوطة التي زرعها الأعداء في مناهجنا التعليمية ومحوا قيم الشرف والبطولة منها ، فقبل الحروب العسكرية التي تخوضها قوى الباطل والطغيان وقبل الاحتلال لأي بلد كان يسبق تلك الحروب حرب فكرية و غزو ، ثقافي، فكري، يدجن الشعوب لكي تكون لقمة سائغة للأعداء تتقبل الذل والهوان بكل قناعة ، وترى في الحرية دمارا وخرابا عليها ؛ لأنها أصبحت عقول ونفوس فارغة من معناها ؛ فقد حرص أعداؤنا الأذكياء على دحرنا بحذف صفحات البطولة من تاريخنا الإسلامي العظيم في مناهج التربية والتعليم عن طريق العملاء الخونة المأجورين فمثلا مواقف وبطولات الإمام : علي ( عليه السلام ) في مواجهة الكفار والمشركين في مواجهة يهود (خيبر ) ، في مواجهة الطاغوت ، ومبدأ الولاء والبراء لم نرَ لها ذكرا في مناهجنا إلّا القليل والقليل جدا.
كذلك غيبت مظلومية (كربلاء ) وبطولات الإمام : الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه وثورتهم الخالدة ضد الطاغية يزيد ، كذلك ثورة الإمام زيد (عليه السلام ) والكثير من النماذج العظيمة للثورات الإسلامية .. كل هذا الغزو الفكري ليس إلّا لمحو البطولة والأمجاد، و إقصاء ريحها عن أبناء الأمة الإسلامية في المدارس والمعاهد حتى لا يتعرفوا على أصحابها الخالدين فتنتقل إليهم عدواها فيولد فيهم أبطال وعظماء يغيرون وجه الحياة ، ويعيدون أمة الإسلام إلى مجدها وعزها لأنهم كانوا ( رضي الله عنهم ) أبطالا للحق معالم للإسلام ، ومنهم ستتعلم الأجيال البطولة والشرف والطهر والنقاء والصمود والثبات والتحرك الجاد للقيام بالمسؤوليات العظيمة التي تحركوا على أساسها ، وسيتعلمون تلك المواقف العظيمة ذات القيمة الأخلاقية الخالدة التي تبوأت ذروة سنام الأخلاق والبطولة والشرف في تاريخ الأمة لأن أصحابها ( رضوان الله عليهم ) كانوا يتنفسون الرجولة من قيم و مبادئ وأخلاق القرآن وأعلام هداه ، ويعيشون البطولة ويحيون معانيها الكبيرة بكل ذرة في كيانهم .. في كل حركة من تحركاتهم حتى استطاعوا في سنوات قليلة أن يربوا رجالا لا تلهيهم تجارة أو لهو عن الجهاد في سبيل الله ومواجهة الطاغوت.
و لهم تاريخ تتلألأ صفحاته بالمجد والمكرمات إلى آخر الزمان ؛ لذلك تحرك الأعداء لمحو تاريخهم ولكنهم فشلوا ، ولهذا ستبقى الحاجة إلى المثل الأعلى في كتبنا ملحة وضرورية لتكون علامة مضيئة على الدرب في خلق نماذج شريفة من أبناء الأمة ، وغرس حب الفضيلة والجهاد برجالها الكبار في قلوبهم ، وتأصيل معاني البطولة في أخلاقهم ، والتدريب على أسلوب التضحية والفداء والجهاد في مبادئهم.
وسيظل وجود الرجال الأفذاذ والأبطال الكرام في دروسنا وصفحات كتبنا هو أكسير الحياة الناهضة وزاد الحياة الشريفة ومفتاح البطولة الباقية قال الله تعالى لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة دروس وعبر في القدوة والتأسي اما التغييب والاقصاء فلا يصنع سوى المزيد من التخبط والضياع والثقافات المغلوطة.