إصرخوا حتى لا يقال “لسْنا عرباً حتى تَقتلونا”
إصرخوا حتى لا يقال “لسْنا عرباً حتى تَقتلونا”
كثير من الناس يسمع الصرخة وهو شبه مقتنع بمضمونها وأهدافها لكنه لا يصرخ معتقداً أن ذلك يُعد من باب فرض الكفاية إن قام به البعض سقط عن الباقي ، وفي حقيقة الأمر أنه غير مدرك للآثار الايجابية للصرخة وما لها من دور في اتخاذ موقف ديني جماهيري موحّد يعبر عن سخط الأمّة جمعاء بسبب ما تقوم به أمريكا من جرائم وانتهاكات بحق الانسانية.
كما أجد الكثير من عامـّة الناس ليسو مقتنعين بالصرخة معلّلين ذلك بأنهم لم يروا من اليهود والأمريكان أية مخاطر أو أذىً أو أنهم لم يستشعروا أية صورةٍ من صور العداوة والبغضاء التي يكنها لنا اليهود.
ويرى المنافقون أنّ الصّرخة تمثّل استفزازاً للأمريكي واليهودي وبالتالي تعمل على إثارتهم ولفت أنظارهم إلينا بالعداوة والبغضاء
والبعض يحدث نفسه قائلاً :
لا فائدة من لعن اليهود ولا جدوى أيضاً من رفع الأصوات بالانتصار للاسلام طالما والناس يصلّون ويزكون ويحجُّون وأركان الاسلام قائمة على أكمل وجه.
لن أتحدث عن جرائم وانتهاكات أمريكا التي طالت كثيراً من دول العالم بالقتل والتدمير والابادة الجماعية ، ولمن يريد الوقوف على تلك الجرائم سيجد تفاصيل أحداثها أمامه على شبكة الانترنت.
وللتذكير فقط على مستوى استهداف بعضاً من الدول العربية والاسلامية هل نسي المنافقون والغافلون أو تناسوا حجم الجرائم المروّعة والمجازر الوحشية التي ارتكبتها أمريكا وأذرعها القاعدة ومن بعدها داعش في العراق وفي افغانستان وبعد ذلك في سوريا وفي اليمن وبالذات إبّان سنوات ما قبل العدوان على اليمن ومن تلك الجرائم التي يندى لها جبين التاريخ وتستنكر أفعالها كل الأديان والشرائع تفجير مسجدي بدر والحشحوش في صنعاء بمن فيها من المصلين وحادثة السيارة المفخخة التي استهدفت طلاب كلية الشرطة بالقتل والابادة واستهداف “وزارة الدفاع” وتنفيذ عمليات القتل والارهاب بحق المرضى في مستشفى العرضي ، واستهداف أفراد الأمن المركزي بتفجيرهم في ميدان السبعين
تلك الجرائم والانتهاكات التي استهدفت العربي المسلم خلقت انطباعاً سيئاً لدى الغرب عن المسلمين مما رسّخ في أذهان المجتمع الغربي صورة ذهنية تعكس ضعف وهوان وانبطاح العرب ، الأمر الذي دعا المحتجّين الامريكيين ضد عنصرية ترامب بالتعبير عن ذلك ورفع اللافتات التي تقول “لسنا عرباً حتى تقتلونا”.
ماذا بعد هذه المقولة وما رأي من يستعطفون و ويستحون ويتماهون ويطبّعون مع اليهود والأمريكيين ، ألم يستوعبوا حجم الكارثة التي يعيشها العرب وحجم الاهانة والاستكانة والذل والصّغار الذي أصبح سمة العرب والمسلمين.
هنيئاً ومباركٌ هذه السمعة أيها العرب فقد صار يُضرب بنا المثل وقد صرنا نموذجاً للمجتمع المهزوم والذليل والخانع المضروب والمغلوب على أمره ،
ولأولئك الذين يُبرأون الأمريكيين من خطر وجودهم ويخطبون ودّ اليهود ويتقربون إليهم باقامة العلاقات السياسية والاقتصادية ، ماذا بعد كل هذه الذلّة والمسكنة إن كنتم تعقلون ؟ وما هو موقفكم إن كان لديكم ذرةً من عزة وكرامة ؟
ولذلك ؛ ليعلم أبناء المجتمع الاسلامي أنّ الأمريكيون يتعاملون مع العرب بذكاء ودهاء فهم ليسوا أغبياء حتى يقوموا بمواجهةٍ مباشرة مع من يناهض وجودهم وحضورهم على الساحة الاسلامية وليسو أغبياء حتى يقولوا نحن لا نمثّل أي خطرٍ عليكم ، الأمريكي اليوم يسعى لبث الفرقة واشعال الفتن والترويج بين المسلمين أن العدو الحقيقي للعرب هي إيران وليست اسرائيل ، الأمريكي يسعى جاهداً لطمس الهوية الايمانية والقضاء على ما تبقى من نخوةٍ وحمية على الدين الاسلامي ومحاولة فك ارتباطنا بالله ورسوله وذلك باظهار قوة وجبروت أمريكا بأنها حامية الشعوب وهي الحصن الذي يتحصن بها العرب ، الامريكي اليوم يقاتل ويرتكب أفضع الجرائم الجماعية بحق العرب والمسلمين عبر أدواته داعش والقاعدة والمنافقين والمرجفين خوارج هذا الزمن.
و تسعى الصهيوأمريكية جاهدةً للهيمنة والتحكم بالمجالات الانسانية والاقتصادية وتوظيف دعم أمريكا للمنظمات الدولية السياسية و الانسانية لصالح مشروعها الرامي إلى احتكار القرارات الاقتصادية الدولية والتفرد بها لتتبنى وتموّل الحروب بين المسلمين وترعى أساليبها الشيطانية في بث الفرقة و افتعال الازمات السياسية والاقتصادية الخانقة وتخدم أجندات صهيونية ماسونية وتلبي رغباتها وأطماعها الاستراتيجية الخبيثة
فهل آن الأوان أيها المرجفون والمنافقون والغافلون أن نصرخ حتى لا يقال مرةً أخرى “لسنا عرباً حتى تقتلونا”.