الأولى تُبيد أشجار «الزيتون» والثانية تسفك «دم الأخوين»… إسرائيل والإمارات توأم لاحتلال أمريكي واحد
الأولى تُبيد أشجار «الزيتون» والثانية تسفك «دم الأخوين»… إسرائيل والإمارات توأم لاحتلال أمريكي واحد
يمني برس:
في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال «الإسرائيلي» لتنفيذ «صفقة القرن» الأمريكية التي تخول له ابتلاع ما تبقى من الأراضي العربية الفلسطينية، تقوم شريكته دويلة الإمارات بتنفيذ المخطط ذاته لابتلاع الجزر اليمنية.
كانت أولى خطوات الاحتلال “الإسرائيلي” اجتثاث أشجار الزيتون من المناطق المستهدفة، بقصد طمس هويتها تمهيداً لضمها. وبالمثل كانت أولى الخطوات التي أقدم عليها الاحتلال الإماراتي فور وصول قواته إلى سقطرى، هي اجتثاث أشجار “دم الأخوين”، التي تنفرد بها الجزيرة، وذلك بهدف طمس هويتها تمهيداً لضمها كإمارة ثامنة حسب الطلب الأمريكي. لم تكتفِ دويلة الإمارات بتجريد الجزيرة من سماتها وكل ما يميزها عن غيرها من بقاع الأرض، ولم تتوقف عند حد تجريد سكانها من هويتهم اليمنية، بل عمدت وفي تمادٍ سافر إلى استقطاب فتيات سقطريات وإغوائهن ونقلهن جوا في رحلات مشبوهة بهدف مسخ الهوية اليمنية وقيم المجتمع.
أصدقاء “إسرائيل” في اليمن
التشابه بين ما يقوم به الاحتلال “الإسرائيلي” في فلسطين المحتلة وما يقوم به الاحتلال الإماراتي ومليشياته في الجنوب اليمني المحتل، كشفت عنه صحيفة “إسرائيل اليوم”، الأسبوع قبل الماضي، في مقال بعنوان “أصدقاء إسرائيل الجدد في اليمن”.
الأمر ذاته أكده المرتزق هاني بن بريك، نائب رئيس ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي”، حول وجود علاقة سرية واتصالات بين “إسرائيل” و”الانتقالي”، مضيفاً أن “السلام مع إسرائيل مطمع ومطمح”، وذلك في تغريده له على “تويتر”، قال فيها أيضاً إن “اليهود أبناء عمومتنا وجزء من العالم والبشرية”.
الشيطان الأكبر الذي شرعن من خلال “صفقة القرن” لـ”إسرائيل” ضم أراضٍ جديدة هو الذي أوعز للإماراتي احتلال الجزر اليمنية، خصوصاً جزيرة سقطرى، والشواهد كثيرة.
ويرى خبراء في الشأن اليمني أن سقطرى تم احتلالها بشكل مباشر من الأمريكيين بعد زيارة قائد القوات المركزية الأمريكية لليمن في عام 2008، ومن بعدها تم البد ببناء قاعدة عسكرية ومطار عسكري فيها، وصولاً إلى محاولاتهم نقل سجن غوانتنامو إليها. لكن هذه المحاولات فشلت حينها بسبب خروج مسيرات شعبية منددة ورافضة لنقل سجن غوانتنامو إلى الجزيرة.
سفك دم الأخوين
بعد العدوان، المتذرّع بإعادة ما تسمى “الشرعية”، قامت الإمارات باحتلال جزيرة سقطرى، بإيعاز من أمريكا التي تريد جعلها قاعدة عسكرية لها في المنطقة.
فمنذ الأيام الأولى لدخول قوات الاحتلال الإماراتي إلى جزيرة سقطرى، كانت أشجار “دم الأخوين” هدفا مباشرا للحقد الإماراتي، إذ عمدت قواتهم إلى اقتلاع أعداد كبيرة من هذه الأشجار النادرة وحملها على متن سفنها ونقلها إلى الإمارات. ولكن أشجار “دم الأخوين” أصيلة لا تقبل العيش خارج بيئة جزيرة سقطرى، وتفضل الموت على الحياة في إمارات الزجاج، الأمر الذي ضاعف الحقد الإماراتي على هذه الأشجار النادرة ليعاود الانتقام منها مجدداً.
فبعد سيطرة المليشيا التابعة لها مؤخراً على الجزيرة، أصدرت سلطات الاحتلال الإماراتية، الأسبوع الماضي، أوامر باقتلاع 200 شجرة من “دم الأخوين” بهدف إنشاء معسكر لها في المناطق التي تم اقتلاع الأشجار منها، وتفيد أنباء بأن الإمارات استقدمت مرتزقة سودانيين لتجنيدهم في المعسكر المستحدث.
تغريب وتخريب
تنفيذا للمخطط الأمريكي عمدت سلطات الاحتلال الإماراتية مبكراً إلى الإخلال بالتوازن البيئي والديمغرافي للجزيرة، حيث قامت باقتلاع أشجار نادرة وإدخال أخرى غريبة على الجزيرة، ومنها أشجار نخيل مشبوهة دخيلة على الجزيرة وكانت سببا في إصابة أشجار النخيل السقطرية بحشرة تسمى “سوس النخيل”، وهو ما أدى إلى إفناء الآلاف من أشجار النخيل في الجزيرة.
كما قامت -ولاتزال- سلطات الاحتلال الإماراتية بعملية تدمير ممنهج لمعالم الجزيرة، ونهب ونقل النباتات والطيور النادرة إلى حدائق أبوظبي، وأيضاً جرف الشعب المرجانية وممارسة الصيد في غير مواسمه مما يهدد بالقضاء على الثروة السمكية.
بموازاة ذلك، تواصل سلطات الاحتلال الإماراتية تغريب وتخريب الجزيرة، وتفكيك نسيجها الاجتماعي، حيث تقوم بتهجير اليمنيين من غير أبناء سقطرى وترحيلهم قسراً من الجزيرة، وإغراء السكان الأصليين بمنحهم الجنسية الإماراتية ومبالغ مالية لسلبهم هويتهم اليمنية. وفي عدوان واضح لتغريب الجزيرة، يقدم الاحتلال الإماراتي على إقامة منشآت مخالفة لطبيعة الجزيرة، وسبق أن قام بربط الجزيرة بشبكة اتصالات إماراتية، وفرض التعامل بالدرهم الإماراتي.
مسخ الهوية
تزامنا مع قيامها بتغيير خصائص الجزيرة ديموغرافيا، تسعى الإمارات بشتى الطرق والوسائل لسلب الجزيرة هويتها اليمنية. على سبيل المثال قامت باستقطاب أعداد كبيرة من تلاميذ مدارس سقطرى، وأخذتهم إلى معسكرات تتبع المليشيات الموالية لها لتجنيدهم، بل ووعدتهم بأنهم سيتولون مناصب كبيرة في المستقبل.
ويرى مراقبون أن تلك الممارسات الاحتلالية “تُعدّ أقذر الطرق لاستغلال حاجة الأهالي وظروفهم المادية الصعبة، ليكون الثمن خسرانهم سيادة بلدهم وحرية أرضهم، وفي جعبة الإمارات مخزون لا أخلاقي لا ينضب من استغلال ظروف الفقراء استغلالا بشعا ووقحا”.
ففي العام الماضي اجتاحت موجة سخط وغضب عارمة وسائط ومواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، بعد قيام الإمارات بعمليات استقطاب فتيات سقطرى وإغوائهن ونقلهن من دون موافقة أهاليهن إلى خارج اليمن في رحلات جوية مريبة “تثير الشبهة والحفيظة معا”، وهو ما تباهت به وسائل إعلامها مستفزة مشاعر اليمنيين، حيث فجرت صور نشرتها في ذلك الوقت إحدى الصحف الإماراتية لدفعة من فتيات سقطرى أثناء وصولهن إلى أبوظبي، موجة سخط واسعة في أوساط المجتمع اليمني على ما اعتبرته ردود الفعل “تمادياً سافراً من الإمارات في مسخ الهوية اليمنية وقيم المجتمع اليمني المحافظ واستغلال ظروف الفقراء استغلالا بشعا ووقحا”.
تقرير: مارش الحسام – صحيفة لا