سياسية الاعلام العربي بين وحدة الهوية وتبعية التفرقة
يمني برس
بقلم : محمد فايع
السقوط في مستنقع التبعية للقوى الخارجية +ادمان الاستهلاك الإعلامي لمجرد الاستهلاك حيث أصبحت وسائل الاعلام ووكالاتها تتسابق الى نشر الاخبار دون التأكد من صدقها ودقتها من عدمه ودون أي اعتبار بما قد يترتب عليها من تبعات كل ذلك = سياسة اعلام ، فقد القدرة على تقديم رؤية موضوعية، أو الإسهام في تشكيل وعي سليم للشعوب، لان هكذا اعلام لم يعد قادر على تقديم رسالة صادقة، وللأسف كل هذه العاهات وغيرها أصبحت عاهات مزمنة في سياسات ورسالة وخطاب اغلب وسائل الاعلام العربي والتي ظهرت اعراض عاهاتها واضحة في توجهها وفي خطابها الإعلامي اثناء تناولها القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة، وبالذات في تغطيتها لعدوان العدو الإسرائيلي على غزة حيث شاركت بعض القنوات الإعلامية المحسوبة عربيا في الصراع كطرف داخله يدور في دوامته، وأظهرت قنوات أخرى توجهها الخاص من الأحداث المتعلقة بالقضية، فيما راحت فئة ثالثة تتخذا ما يتسق مع مصالحها الخاصة من مواقف ليتجسد في الأخير مسار اعلامي عربي ليس فقط فاقدا لهويته بل متنكرا لها بل ان بعض القنوات تحولت الى منبر من منابر الحرب على الهوية والقضية العربية المحورية والمصيرية كقناة الجزيرة القطرية التي نحت منحى التخندق في خندق العدو الإسرائيلي ، وغدت تستضيف المتحدث باسم الجيش الصهيوني “أفيخاى أدرعي” في سقطة إعلامية كبيرة، وفي تحد سافر للمشاعر العربية الغاضبة مما يحدث في غزة. بل لقد تحولت قناة الجزيرة وغيرها من القنوات والمنابر الإعلامية كقناة العربية والبيبسي الى غيرها وسائل الاعلام المقروءة صحفا ومواقع الإلكترونية أداة من أدوات المشروع الحرب الأمريكية الصهيونية على الإسلام والمسلمين منهجا ومقدسات وهوية وشعوبا ووجودا جغرافيا واقتصاديا وسياسيا
من هنا كانت دعوة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي. لوسائل الاعلام العربية بشكل عام واليمنية بشكل خاص إلى تغيير سياستها الاعلامية وان ترتقي برسالتها وخطابها الاعلامي لتكون بمستوى المسؤولية تجاه المخاطر التأمرية التي تتعرض لها الامة وشعوبها بمثابة الدواء الناجع بعد التشخيص السليم والدقيق للعلل التي يعاني منها الاعلام العربي في سياسته ومنهجيته الإعلامية داعيا القائمين على وسائل الاعلام اليمنية بشكل خاص الى اعادة النظر في منهجيتها وفي توجهها السياسي بما يخدم اليمن وشعبه وبما يسهم في بناء دولته العادلة وهذا يتطلب ان يكون القائمين على الوسائل الاعلامية على قدر كبير من المسؤولية تجاه هذا البلد وشعبه باعتبار .ان الواقع واحد والمصير واحد وان الكل أبناء بلد وشعب واحد.
دعوة ونصيحة السيد الحكيمة والصادقة والمسؤولة لا شك وضعت كل وسائل الاعلام وبالذات القوى المحلية التي خلفها والقائمين عليها بين خيارين اما ان تستجيب لخبار الهوية والذي يعني الخطاب الإعلامي المسؤول تجاه هذا البلد وشعبه المتجه نحو الوحدة الحقيقية القائمة على الاعتزاز بهويته واصالته ولخيار هذا الشعب المتطلع نحو والعدالة. والأمن والاستقرار وكل ذلك حتما لن يتحقق الا بالتحرر من التبعية الا بتحقيق اقامة دولة ذات سيادة وذات قرار حر
او ان يكون الخيار ان تصر تلك القوى على سياسة وسائلها الاعلامية ان تبقى على ماهي عليه من خيار التبعية المتنكرة لهذا البلد وشعبه في هويته واصالتها وفي سيادته وفي تطلعات شعبه نحو الحرية والعدالة والسيادة والامن والاستقرار
وهو خيار مؤداه أيضا التخندق في خندق قوى التآمر الخارجي بقيادة امريكا وإسرائيل عبر استخدام خطاب الفتنة ومن خلال الترويج والشرعة والتبرير لخطط صناع الموت والدمار لهذا البلد وشعبه والنتيجة ستكون تلك الوسائل الاعلامية بقواها والقائمين عليها بما تسك مسار سياسية إعلامية لن يخدمها ولن يخدم القوى. التي تمتلكها او تقف خلفها كما لا يخدم القائمين عليها من صناع رسالتها وخطابها الاعلامي كونها ستصدم بوعي ويقظة الشعب اليمني الذي أصبح اليوم على قدر كبير من الوعي والنضوج الذي يمكنه من تميز الكلمة والتوجه الخبيث والمضلل من الكلمة والتوجه الطيب والصادق مما يقال او يعرض او يكتب في وسائل الاعلام
وعليه فان استمرار تلك الوسائل الاعلامية بأنواعها على نفس التوجه السياسي المراهن على قوى التآمر الخارجي وبنفس الخطاب الاعلامي الفتنوي والتدليسي والتضليلي والغير مسؤول لن تجني الا الخسران ذلك ان الشعب اليمني اليوم بثورته وبقيادته الحكيمة وبوعيه وباعتماده على الله وعلى قدراته الذاتية وبإيمانه بقضيته العادلة قد عقد العزم على تطهير وعيه وتوجهه الجمعي الثقافي والسياسي والاعلامي من كل مسارات ودعوات وسياسيات التفرقة والتظليل والدجل تماما كما عقد العزم على التحرر من كل قيود التبعية في قراره وسيادته. في اصرار موحد وواعي ويقض على ان يكون هو هو من يحدد مصيره في حاضره ومستقبله ومستقل ومصير اجياله
والعاقبة للمتقين