هل يفكر ترامب بالحرب على الصين للخروج من مأزقه مع بكين؟
هل يفكر ترامب بالحرب على الصين للخروج من مأزقه مع بكين؟
يمني برس:
تواصل الولايات المتحدة سياساتها العدائية تجاه الصين حيث افتعلت معها حرباً تجارية شرسة العام الماضي وفرضت عقوبات على الشركات والمسؤولين الصينيين، فيما تواصل محاولاتها للتدخل في شؤون الصين الداخلية تحت حجج وذرائع مختلفة وذلك بسبب مواقف الصين الرافضة للهيمنة الأمريكية.
فهل يفكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “بالحرب” على الصين للخروج من المأزق الذي وضع نفسه به في مواجهة الصين؟
تصريحات كبير المُستشارين الإستراتيجيين للبيت الأبيض سابقاً ستيف بانون التي أدلى بها لقناة “فوكس نيوز” وكشَف فيها بأنّ لدى الرئيس ترامب “خطّة مُتكاملة” لمُواجهة الحزب الشيوعي الصيني “ثمّ إسقاطه”، لأنّ الرئيس ترامب يعيش حالةً من “الهوَس” أو “الفوبيا” اسمُها الصين هذه الأيّام.. يجب أخذها على محمل الجد..
تسريبات بانون الخطيرة هذه تأتي في إطار الحرب النفسيّة ضدّ الصين، حيث تتصاعد “الحرب الباردة” بين البلدين، ولكن ما نعرفه، ومِن خِلال المُتابعة لهذه الحرب وتطوّراتها، أنّ الولايات المتحدة مُنخرطةٌ حاليّاً في حربٍ اقتصاديّةٍ ضدّ الصين لمنعها من التربّع على قمّة العالم الاقتصاديّة، وهي حربٌ لم تُحقّق النتائج المأمولة حتّى الآن، الأمر الذي قد يدفع باتّجاه مُواجهة عسكريّة لتعويض هذا الفشَل الأمريكي في ظلّ وجود رئيسٍ مُتهوّرٍ وعُنصريّ اسمه ترامب.
ترامب يبدو الآن بصدد التفكير في مخرج من سياسته التي رفع فيها شعار التعامل بخشونة مع الصين. والسؤال المطروح هو: هل لدى بكين أي تشجيعات ضخمة لمساعدة الرئيس الأميركي على الخروج من هذا المأزق، أم إنها ستمارس لعبة الصبر من أجل الحصول على اتفاق أفضل مع مرشح الحزب الديمقراطي الذي قد يخلف ترامب في انتخابات 2020؟
الخطّة التي تحدّث عنها بانون وضعها “المجلس الحربي” الذي يَضُم “فُرسان نهاية العالم” وهُم: روبرت أوبراين مُستشار الأمن القومي، كريستوفر راي رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، مايك بومبيو وزير الخارجيّة، ووليام بار المدّعي العام.
الخطّة حسب بانون تتضمّن حرباً تكنولوجيّةً ومعلوماتيّة، واقتصاديّة، مثلما تتضمّن مُحاولة السيطرة على بحر الصين الجنوبي وربّما تكون الذّريعة “مُعاقبة” الصين على مزاعم “نَشرِها فيروس كورونا في الولايات المتحدة والعالم”.
الصين ردّت على هذه التّهديدات الأمريكيّة بمُناورةٍ عسكريّةٍ في بحر الصين الجنوبي قبل أُسبوعين تضمّنت استعراض صواريخ باليستيّة مداها مِن 3000 إلى 4000 كم، يُمكن تحميلها برؤوسٍ نوويّة أو تقليديّة وقادرة على تدمير حامِلات الطائرات الأمريكيّة في المُحيط الهادي، وقاعدة غوام على وجه التّحديد، وتوقيع اتّفاق تعاون معلوماتي واستِخباري واقتِصادي مع إيران تَنُص أحد بُنوده على استثمار الصين 400 مِليار دولار في البُنى التحتيّة والصناعات العسكريّة الإيرانيّة.
ما يُقلق الإدارة الأمريكيّة هو التفوّق الصيني في مُعظم مجالات “الذّكاء الصّناعي” وقِطاع التكنولوجيا والاتّصالات خُصوصًا بشقّيه العسكريّ والمدنيّ، ولهذا تَشُن حرباً ضروساً ضدّ شركة “هواوي” العملاقة رأس حِربة قِطاع الاتّصالات الصيني، ومارست إدارة ترامب ضُغوطاً على دولٍ عديدةٍ لمُقاطعة هذه الشّركة ومنع التّعاطي معها، ولكنّها لم تنجح إلا مع بريطانيا وكندا، وفَشِلَت فشَلاً ذريعاً مع فرنسا ودول أوروبيّة أخرى.
أيّ حرب أمريكيّة ضد الصين، سواءً تكنولوجيّة أو عسكريّة ليست مضمونة النّتائج، مثلما يُؤكّد خُبراء عسكريّون أمريكيّون مِن بينهم السيّدة ميشيل فلورنوي المُرشّحة لتولّي وزارة الدفاع في حالة فوز الديمقراطي جون بايدن، التي حذّرت من احتِمال انزلاق بِلادها في مُواجهة مع الصين، وقالت “إنّ أمريكا ليس بِوسعِها إحراز تقدّم سريع في الجو أو الفضاء أو البحر”. وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إنه يريد بناء تحالف يتفهم التهديد الصيني. وأضاف الوزير الأمريكي معلقاً على شركة “هواوي” الصينية: “نحن متوجهون لحماية الأمن القومي الأمريكي”.
وصرح بومبيو بأن واشنطن لا تريد أن ينتهي الأمر بالبيانات الخاصة للأمريكيين في أيدي الطرف الصيني.
ووصف بومبيو القيادة الصينية بأنها “تهديد”. وقد ردت الصين على الاستفزازات الأمريكية واتّهمت، الولايات المتّحدة بـتخريب السلام والاستقرار الإقليميين، وذلك رداً على تصريح أدلى به الوزير بومبيو، واعتبر فيه مطالباتها بموارد في مياه متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي أمراً “غير مشروع”.
وقالت السفارة الصينية في واشنطن في بيان: “هذا الاتّهام لا مبرّر له على الإطلاق”، مضيفة: “الجانب الصيني يعترض بشدّة” على تصريحات الوزير الأمريكي.