علي السراجي : اتركوا لنا الإحتفال بالغدير و إحتفلوا بمناسباتكم
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / علي السراجي
خرج الكثير من الاشتراكيين والناصريين والعلمانيين يوم 26 سبتمبر الى الشارع العام ورقصوا رجال ونساء ولم يراعوا عادات وتقاليد اليمن وبالأخص الشمال وتحدوا كل عرف اجتماعي وشرع وقانون والذي يمنع رقص النساء في الشوارع والأماكن العامه،،،،، لكننا احترمنا وسيلة تعبيرهم بفرحتهم ولم ننتقد او نرفض ..
وبالامس خرجوا لإحياء ذكرى رحيل الرئيس الحمدي قائد ثورة التصحيح الناصري وخرجنا معهم و شاركناهم الفرحه وهي تحيي ذكرى شخصيه لفرد قدم للمجتمع شى وارتبط به , ونحن على استعداد لمشاركتهم فرحتهم واحتفالاتهم كواجب شرعي و تعايشي .
وبالأمس كان الاحتفال بمناسبة يوم الغدير وهو يوم تولية الامام علي عليه السلام للأمه من قبل النبي صَلِّ الله عليه وآله وسلم و الذي يمثل بالنسبة لنا يوما تاريخيا و ذو قيمه دينيه وسياسيه واجتماعيه وووووووو يمثل الكثير .. وكوننا من أبناء هذا الوطن لنا الحق بالتعبير والاحتفال بالطريقة المناسبه والتى كفلها القانون والشرع .. لكن سرعان ما انبرى الكثير من الكتاب والصحفيين ليمارسوا هوياتهم المفضلة وهي الانتقاد السلبي والابتزاز الفكري الممزوج بالبعد الطائفي والمذهبي دون مراعاه لخصوصيات هذا اليوم لدى شريحه واسعه مؤكدين حقيقة الفكر المصبوغ بالبعد الأيدلوجي الرافض للآخر وفكره ..
كأن يخرج شخص قومي الهويه علماني الفكر يؤمن بالنظريات الاشتراكيه ويقول اننا في اليمن غير متعودين على هذه الاحتفالات ولم تحدث في اليمن من قبل مع ان الاستاذ عبدالله البردوني في كتاب قضايا يمينه يذكر ان أهل اليمن كانوا يحتفلوا بمناسبة عيد الغدير ومولد النبي والإسراء والمعراج وجمعة رجب وووووو الكثير من المناسبات الدينية المتجذره في فكر المذهب الزيدي .. لكن جهلهم بتاريخ اليمن الشمالي والمذهب الزيدي يجعلهم يتكلموا بدون خلفيه تاريخيه أو مذهبية،،،،،
لم تكن المشكله ان يعترضوا من يعتقدوا مذهبيا على سبيل الاختلاف المذهبي كالاخوان أو السلفية او سنه او شيعه و لكن تكمن المشكله ان يعترض من يدعي العلمانيه والاشتراكيه والناصرية والقوميه العربيه من اصحاب فكر القبول بالآخر وحرية العقيدة والمعتقد والتعايش المشترك من اصحاب المشاريع الوطنيه والمدنية وغيرها .. ممن كسروا رؤسنا ان الدين أفيون الشعوب و عن نظرية فصل الدين عن الدوله ..
تخيلوا ان الكثير منهم لم يعودوا يتكلموا إلا عن البعد المذهبي الزيدي والشافعي و صبغ كل هذا الحراك السياسي بالمذهبيه والبعد الطائفي .. مشكله ان تتحول القوميه العربيه والعلمانيه الى القوميه المذهبيه والعلمانيه الدينية ..
اعرف أنكم عانيتم من كبت سياسي واضطهاد خلال المرحله السابقه من قبل العسكر لدرجة أنكم الى الان متأثرين بالخطاب الطائفي والمذهبي و نسيتوا السياسيه والأفكار القوميه والعلمانيه ..
اخيراً أقول لهم زايدوا علينا سياسيا و اقتصاديا لكن لا تزايدوا علينا فكريا وعقائديا ومذهبيا واجتماعيا , وطبقوا جزء من نظريتكم وأدبيات أفكاركم الحزبيه واتركوا الانتقادات المذهبية لأصحابها من السنه والشيعة إلا ان كنتوا قد قررتم تصدر المماحكات المذهبيه والطائفية بدلا عن أصحابها والتحول الى مشائخ دين هروبا من عدم قدرتكم على تطبيق نظريتكم وتحويلها الى واقع عملي ..
اتركوا لنا مناسباتنا الدينية وابحثوا عن مناسباتكم القوميه اتركوا لنا أدبيات المذهب الزيدي و انفظوا الغبار عن أدبيات علمانيتكم ..
والله من وراء القصد