الإعلامي حميد رزق : في البيضاء اللجان الشعبية تحرج أمريكا وتكشف أوراقها
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم الإعلامي والكاتب / حميد رزق
تروج بعض القنوات والمواقع لحكاية قيام امريكا بتنفيذ غارات جوية في البيضاء.. والامر الى الان ليس اكثر من محاولة جس نبض من قبل الامريكان في سياق محاولاتهم خلط الاوراق وانقاذ عناصرهم المخابراتية” القاعدة” التي تتلقى الضربات الماحقة على ايدي اللجان الشعبية ..
وما يجب ان يكون معلوم لدى الجميع ان اي غارة امريكية في البيضاء فان هدفها الحقيقي انقاذ التكفيريين واعادة ابرازهم كخصوم لامريكا وضحايا لغاراتها .. بهدف خلق تعاطف مع تلك العناصر بالاضافة الى احراج اللجان الشعبية واظهارها كمن يقف في خندق واحد مع الامريكان بعكس شعارات الثورة اليمنية الرافضة والمنددة بالتدخلات الامريكية ..
ما يجري أو يروج له الى الان ليس اكثر من جس نبض تنفذه امريكا عبر بعض ابواقها المستاجرة وفي حال غياب المواقف الواضحة والقوية وهذا ما سيكون فان امريكا ستعمل على خلط الاوراق والدخول على خط الدفاع عن عناصر القاعدة والتكفيريين عن طريق غارات تستهدف الابرياء ولن تستثني مستقبلا حتى عناصر اللجان الشعبية بمزاعم الخطا الذي نشهده بشكل مستمر في العراق..
الامريكان في موقف ضعيف ومحرج وهم مستاؤون جدا وقلقون للنتائج الايجابية التي تحققها اللجان الشعبية في البيضاء لأن تراجع القاعدة امام شباب اللجان الشعبية يكشف الملعوب الامريكي الذي ظل يستنزف البلاد وينتهك سيادتها ويرتكب الجرائم الوحشية ضد الابرياء باسم محاربة القاعدة فيما كانت المهمة الحقيقية للغارات الجوية هو استهداف العوام والفعاليات الشعبية كما حدث في استهداف احد الاعراس الشعبية في محافظة البيضاء قبل عدة اشهر ما اسفر عن قتل وجرح العشرات، كل ذلك غرضه خلق حاضنة شعبية وايديولوجية للتكفيريين بالاضافة الى كونه محاولة امريكية لانقاذ الصورة التي كرستها واشنطن لنفسها باعتبارها الطرف الوحيد القادر على مواجهة الدواعش والتكفيريين في اليمن لتكون الخلاصة ان التسريبات الامريكية حول شن غارات في البيضاء تهدف الى تحقيق العديد من الاغراض الرئيسية وابرزها :
– ارباك اللجان الشعبية والتقليل من دورها في دحر عناصر التكفير والقاعدة .
– خلق حالة من التعاطف الطائفي مع التكفيريين وتصوير ما يجري بحقهم انه نتاج تحالف بين الامريكان واللجان الشعبية ومن يقف خلف اللجان الشعبية
– ايضا امريكا تهيئ مستقبلا لشن غارات تستهدف الموطنين الرافضين للتكفيريين ولاحقا لا نستبعد ان تستهدف امريكا اللجان الشعبية بذريعة الغارات الخاطئة التي هدفها الحقيقي عرقلة اي تقدم للجان الشعبية على غرار ما تمارسه امريكا في العراق من قصف للجيش العراقي والفعاليات الشعبية التي تتولى مواجهة داعش في عدد من المحافظات ..
وهنا اعتقد ان الامريكان لن يرتدعوا الا في حال عرفوا ان ثمة موقف شعبي وثوري قوي يمكن ان يقلب الطاولة عليهم ، وبحكم متابعتي للشان اليمني وللحساسية الشديدة للثورة الشعبية ازاء اي تدخل امريكي في الشان اليمني فاني اتوقع موقف ثوري شعبي اقوى مما يتصوره الامريكان وسيكون تاثيره كوقع الصاعقة عليهم ان تمادوا وحاولوا فرض معادلة الامر الواقع في البيضاء او مناطق المواجهات بين عناصر التكفير “القاعدة” وبين اللجان الشعبية في اي من المحافظات ..