صـلاح الـدكــاك : يا إلهي .. من سرَقَ “كالسونَ” الجنرال “المخلوع”؟!
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / صلاح الدكاك
لم يُقدِّم (( تجمع الإصلاح )) حتى اللحظة توضيحات تتضمن النفي أو التأكيد بخصوص أوكار الموت و المفخخات التي تتكشف عنها تباعاً بنيته التحتية الرسمية السياسية و التجارية التعليمية و الدينية و الخيرية منذ 21 أيلول 2014م …
عوضاً عن ذلك فإن “الإصلاح” يُـسوِّق نفسه في هيئة من انتُهِكَت (( حرماتُه الخاصة )) ، و يَتوقَّع من الرأي العام أن يتعاطف معه بالقفز على كل تلك الفداحات والفظائع ، و أن يتعاطى معها كما لو أنها مجرد جوارب وسخة كان (( الولد الفوضوي و المهمل )) يخفيها تحت وسادة نومه ، لا عبوات ناسفة و ورش تفخيخ ، يُـلزمه الحدُّ الأدنى من احترام الرأي العام أن يقدم تفسيراً منطقياً بشأنها …
في وضعه الصفيق والشائن هذا ، لا يزال (( الإصلاح )) قادراً على النفاذ من (( خناق الإستفهامات الافتراضية )) التي يقتضي الواجب أن تمطرها به (( الرئاسة )) ، فإن لم يكن فـ(( النائب العام )) ، فإن لم يكن فـ(( حلفاؤه في المشترك )) ، فإن لم يكن فـ(( صوالين الأنشطة الحقوقية و بوتيكات الفذلكة الصحفية و أكشاك ما بعد الحداثة )) ، أو أي جهة يتوافر لديها مثقال آدمية و إحساس بالمسئولية إزاء آلاف الضحايا الذين حصدتهم و تحصدهم الأحزمة و العبوات الناسفة من (( مجمعات مدارس حمص إلى مستشفى الدفاع بصنعاء )) .
مثل وحش خرافي بشع و مثخنٍ بطعنات مميتة ، ينهض (( الإصلاح )) من مستنقع انفضاحه الموثَّق و العلني ، ليتنقل من مضمار تآمري إلى آخر ، جنوباً و شمالاً و شرقاً و غرباً ، فيدهس العمود الفقري للقضية الجنوبية مرتدياً قناع (( الحراك )) ، و يهرس أضلاع (( إب و العدين و تعز )) مرتدياً قناع (( أسد السنة و كبير كهنة الطائفة المتخيلة )) ، و يطوي العاصمة متظاهراً ضد “المليشيات” في قناع الليبرالية ، و في كل محطات تنقلاته تلك يُفلتُ من وخز المساءلة و التوبيخ و سياط النقد المسئول …
ــ لا أحد في الطابور الطويل للحداثيين و الليبراليين و اليسار و (( الأنتيكات الرومانسيين )) الذين أسيء الظن بهم ، يرغب في أن يخيب ظني …
أمشِّــط حوائطهم على مواقع التواصل الإجتماعي الالكترونية يومياً ، مقتفياً ما يدحض (( كارتونيتهم )) في نظري ، فأجدهم (( أوراق تواليت )) مبتذلة رهن اشارة رياح الإسفاف …
يواربون مسالخ و أقبية الموت الإخوانجية القاعدية بـ(( كالسون نسائي )) تأكَّدَ لقيعان ذواتهم الموحلة أن (( اللجان الشعبية )) سرقته من خزانة (( حرملك شهريارات السنة )) …
و يعبرون تلال أشلاء مذابح (( السبعين و الدفاع و التحرير )) ، بفرط بلادة الحس و موات الضمير ، ليذوبوا مثل (( بوظة )) تحت سخونة (( بوست )) ممهور بإسم أنثى افتراضية تتمترس خلف جسد نصف عارٍ (( لكارينا كابور )) و عبارة هامسة متوجعة تقول (( آآآآآه كم أنا وحيدة و أتوق إلىَّ … )) !
ــ تود لو أن أيقونات (( الفيسبوك )) مزودة بخراطيم لتبصق في قاع جماجم هؤلاء البهلوانات واحداً واحداً ..
السواطير تتمطى بأريحية و تزاول هوايتها الآثمة و الفاجرة في حز الرؤوس و إنتاجها و توزيعها في (( ألبومات )) مشاعة للفرجة و يمطرها الأثير بغزارة و بلا انقطاع على موائدنا و سطوح منازلنا و على الأرصفة و دوَّارات الميادين العامة … و بموازاة ذلك لا يكف طابور البهلوانات أولئك عن ابتكار الذرائع المسرفة في الابتذال للاستمرار في رثاء (( الكالسونات المسروقة و أكوات المسئولين الحكوميين و أطلال الدولة المدنية المغيبة)) بفعل لعلعة (( بنادق اللجان الشعبية )) في وجه (( غيلان القاعدة )) …
أعرف شريحة من هؤلاء لا سابقة لهم في مجابهة الإستبداد و العسف … عاشوا جبناء و لا يزالون … تركلهم (( بيادات مراكز قوى الإخوان )) من الباب ، فيندلقون عليها من (( الشبَّاك )) ليتمسحوا بغبارها و يدعكوا أجواخ أصحابها بلا مقابل إلا الرضا عن ضآلتهم و جبنهم و وضاعة أدوارهم ، تماماً (( كحائك بدلة الجنرال )) في إحدى قصص (( تشيخوف )) القصيرة ، .. ضئيلون و مرتعدو الفرائص كالموظف الذي قضى نحبه استغفاراً بين يدي ضابط قيصري متوسط الرتبة ، لأنه عطس (( دون قصد )) على صلعته في قاعة المسرح ، ولم يهضم فكرة أن الضابط قد غفر له بالفعل , ليلفظ روحه متودداً تحت نهشات أنياب هواجسه الفاغرة …
فيما تتنقل أنت بين الكمين و الكمين و الشظية والأخرى ، يعيش أولئك البهلوانات آمنين على وجودهم لأنهم ـ ببساطة ـ بلا وجود … لكنهم لا يتورعون عن أن يكتبوا كل ليلة على حوائطهم : (( وجودنا مهدد ..))..
يبصقونها بكل صفاقة في وجه الشمس و القمر و النجوم ثم ينكفئون على بطونهم ليواصلوا الشخير آمنين على وجودهم لأنهم بلا وجود .