الشرارة اﻷولى لثورة الـ 21 من سبتمبر وبداية تحرك مسارها العسكري
الشرارة اﻷولى لثورة الـ 21 من سبتمبر وبداية تحرك مسارها العسكري
كان الهدف الأول الذي حققته ثورة 11 فبراير أنها ألغت الوفاق والانسجام بين طرفي العمالة والخيانة (الرسمية،والقبلية) لعدو الوطن الخارجي وأدوات وصايته عليه وجعلت كل منهما يحاول أن يقصي الطرف الآخر ليكون العميل الحصري والخائن الوحيد للعدو الخارجي والخادم المخلص له في تعزيز وصايته وتثبيت اركانها على الوطن، وتنافس الطرفان على السقوط والارتهان وقدم كلا منهما عروضه في تنافس هو اﻷول من نوعه في تاريخ البشرية لبيع ما تبقى لهم من بقايا عزة وكرامة وهو ما شهدت به مواقفهما المعلنة وتصريحاتهما الموثقة، وأكدته الأحداث وأفرزته الوقائع،هذا التنافس جعل أعداء اليمن محتارين في اختيار الطرف المناسب وجعلهم يدركون أنهم إن أختاروا طرف فسيخسروا الطرف الآخر وينقلب عليهم، ما يعني أن مصلحتهم لن تتحقق إلا ببقاء الطرفين في مستنقع العمالة لهم والخيانة لوطنهم ارضا وإنسانا وهذا هو الهدف اﻷساسي من مؤامرة “المبادرة الخليجية.
وفعلا أستطاعوا بتلك المؤامرة إعادة الطرفين الى نوع من التوافق ونجحوا في رأب الصدع بينهما واخرجوهما من مأزق العداوة الناتجة عن سباقهما التنافسي في بيع الوطن والتنازل عن سيادته ومقدراته الذي خاضه الطرفان، وبالتوقيع على تلك المبادرة نجح اعداء اليمن في إعادتهما إلى حضيرة العمالة لهم وأخلت مكوناتها امكانها في ساحات الثورة والاعتصام .
و لم يتبقى فيها غير مكون أنصار الله لأنه المكون الوحيد الذي لم ينثني لهم ،ولم يلن امام كافة محاولات أعداء الوطن، ورفض التنازل لهم عن سيادة وطنه ، وحقوق شعبه على ارضه ولم يجد معه ترغيب ولا اثنى عزيمته ترهيب ،الأمر الذي جعلهم يعلمون علم اليقين أن التخلص من مكون أنصار الله والقضاء عليه هو الخيار الوحيد امامهم وإن كان مكلفا،واتجهوا من ساعته وحينة لوضع مخططات اجرامية ومؤامرات عدوانية كثيرة للتخلص منه وبكل الطرق إلا أنها جميعا تبلورت في مرحلتين هما:-
المرحلة الأولى :-
مرحلة إضعاف مكون أنصار الله عبر الاغتيالات لناشطيه ورموزه والتفجيرات الإرهابية ﻹتباعه وأنصاره والحرب الاعلامية عليه وغير ذلك وقد استمرت هذه المرحلة من منتصف العام 2011 وحتى 2014م
المرحلة الثانية:-
ويبدأ فيها تنفيذ مرحلة الإجهاز على مكون انصار الله والقضاء عليه بعد التأكد من نجاح مرحلة إضعافه، ما يعني أن هذه المرحلة تتطلب تجهيز دقيق وإعداد متقن وتوفير كامل لكل متطلبات المرحلة من قوات إرهابية (بشكل غير رسمي) وقوات ارهابية نظامية (بشكل رسمي) عن طريق حزب الإصلاح الشريك في السلطة وتمكينه من السيطرة على أسلحة الجيش وإنشاء معسكرات جديدة له خلال مرحلة الهيكلة إلى جانب القوات العسكرية التابعة له من الماضي كالفرقة وما إليها و الدليل على ذلك أن الفرقة بكل مكوناتها لم تدخل ضمن برنامج الهيكلة للجيش واستمر تجهيز هذه المرحلة حتى عام 2014م ونتيجة لفشلهم في هذه المرحلة ألحقوا تجهيزاتها من 2015م بقوات العدوان وما زالت في صفهم حتى اليوم
كانت الخطوة الأولى من المرحلة الثانية في مؤامرتهم للقضاء على أنصار الله تحديد ذريعة مناسبة ومقبولة لشرعنة الحرب على صعده لتكون جاهزة في الوقت المحدد فكان المركز الوهابي بدماج ضالتهم المنشودة لتحقيق ذلك وبدأوا باستجلاب المئات من قوى الارهاب من مختلف أنحاء العالم إلى معسكرات تدريبية بدماج وامدوها بمختلف الامكانيات.
اما الخطوة الثانية فتمثلت بتجهيز القوة الكافية لتنفيذ ضربة خاطفة وسريعة تمسح وجود أنصار الله وقيادتها من صعده إلى الأبد، إلى جانب قوات الارهاب في دماج ، وتوزيع هذه القوة بشكل طوق على صعده وبدأوا ذلك بتشكيل قوات إخوانية وارهابية ذات طابع قبلي في كل من كتاف ومناطق أخرى في صعده او قريبة منها كعمران وأرحب وبعض مناطق محافظة صنعاء، إضافة إلى القوات النظامية التابعة لهم وللفرقة في معسكرات بصعده وعمران وصنعاء بحيث تشكل هذه القوات في مجملها قوة ضاربة تتحرك في ساعة الصفر للإنقضاض على صعده وتقضي على قلعة أنصار الله وقيادتهم وكل من فيها منهم وبعد ذلك فإن المتواجدين من أنصار الله في بقية المناطق لن يشكلوا أي خطورة وسيتم تعقبهم والقضاء عليهم بسهولة حتى داخل بيوتهم.
أدرك السيد العلم قائد الثورة -يحفظه الله ويرعاه- هذ المخطط الاجرامي الذي يتم تجهيزه واعداده بهدوء تام. ولم تنجح قوى التآمر في صرف نظره أو اشغاله عن هذه المؤامرة بمؤامراتهم اﻷخرى التي تضمنتها المرحلة اﻷولى والتي لم تتوقف في استهداف كوادر ورموز الحركة وناشطي المسيرة وانصارها في العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بها وفي عمران وحتى في صعده نفسها وفي كل منطقة يكون لهم وجود فيها بجرائم الاغتيالات وبالعمليات الإرهابية المختلفة سواء بزرع العبوات الناسفة أوالاحزمة التي يحملها الانتحاريين أو غير ذلك.
فكشف المؤامرة وكشف خطوات تنفيذها منذ وقت مبكر جدا وبدأ في التصدي لها وفق خطة محكمة كانت خطوتها اﻷولى القضاء على ذريعة الحرب للمتآمرين ، قبل أن ينتهوا من اكمال ترتيباتهم، فكانت ضربته الأولى ضربة مفاجأة لهم لم يتوقعوها وقوية بما يكفي لإرباكهم وشل حركتهم واعاقتهم عن استكمال الترتيبات وكانت كما يقولون -ضربة معلم- بكل ما تعنيه الكلمة- وقد تمثلت تلك
الضربة بالقضاء على تواجد قوى الارهاب الأجنبية المستجلبة إلى دماج، بعد أن تضاعفت وتيرة الاعتداءت المتكررة من قبل تلك العناصر على المواطنين بصورة متعمدة وسقط العديد منهم بين قتيل وجريح أثناء تدريبات تلك العناصر فتم تحرك رجال الله في أكتوبر 2013م وفرضوا الحصار على دماج قبل اكتمال جهوزيتهم والانتهاء من تدريباتهم، وطالب بخروج جميع العناصر الخارجية المستجلبة فقط دون اليمنيين منهم فلهم حرية البقاء في دماج من أي محافظة كانوا ولهم اﻷمان الكامل وحرية معتقدهم وممارسة كافة أنشطتهم في مركز دماج .
مثل ذلك التحرك الاجباري لقوات أنصار الله نحو دماج الخطوة الأولى لتحرك المسار الثوري العسكري وفيه كان انطلاق الشرارة اﻷولى للثورة واستمرت الأحداث في دماج إلى مطلع يناير 2014م حيث تم توقيع اتفاق بين الطرفين اول يناير قضى بالتعايش السلمي مع جماعة السلفيين في دماج والاحترام المتبادل وعلى حرية ممارسة المعتقد وعدم اعتداء أي طرف على اﻵخر وبإخراج كافة العناصر الإرهابية الأجنبية من دماج وعدم استجلابها مستقبلا إلا أن الأطراف الخارجية التي كانت تقف خلف جماعة السلفيين بدماج استاءت من ذلك الاتفاق ودفعت بهم للخروج جميعا من دماج بهدف اتهام أنصار الله زيفا ودجلا بإخراجهم وبعدم قبولهم بالتعايش مع من خالفهم وهو ما نفذوه عبر حملة إعلامية شعواء على مستوى العالم ، إلا أنهم لم يجنوا منها شيئا -فالحق ابلج والباطل لجلج- وبعد ذلك مارسوا استدراج أنصار الله بهدف القضاء عليهم في كتاف، بعد أن حولوها إلى أكبر وكر إرهابي باليمن وخزنوا فيها كميات كبيرة جدا من الأسلحة التي نهبها الإخوان من معسكرات الجيش ومن مختلف انواعها، إضافة إلى مئات العبوات والاحزمة الناسفة بمختلف الاحجام، فاشعلوا فتيل الفتنة في كتاف باستهدافات طالت العشرات من الابرياء مما اجبر أنصار الله على التحرك لوأد تلك الفتنة، وكانت مفاجأتهم كبيرة مما اكتشفوه فيها من اسلحة، وعبوات وكلما اخمدت فتنة اشعلت قوى العمالة والخيانة فتنة في منطقة أخرى لاستدراج أنصار الله اليها للقضاء عليهم فيها بما جهزوا فيها، وكان الفشل والخسران حليفهم في كل مرة، ومع ذلك لم يدركوا أنهم بأعمالهم الاجرامية إنما يهيؤن الأسباب لتطهير ارض اليمن من رجسهم وأوكارهم المستحدثة ومن أركان العمالة القبلية والرسمية والعسكرية وعتاولة الارهاب، ولم يخطر ببالهم أنهم يرسمون طريق المسار الثوري العسكري بتقدير من حكيم عليم بدء من دماج ومرورا بكتاف وعمران وانتهاء بمقر الفرقة الأولى في أمانة العاصمة، وأن عاقبة مكرهم ستكون الزوال على درب هذا المسار ليلتحم بالمسار الثوري السلمي في ساحات الاعتصام صبيحة ال 21 من سبتمبر 2014م ويكون ذلك اليوم يوم ميلاد ثورتنا المباركة، ويوم إعلان زوالهم ودفن خيانتهم للوطن وبتر أيادي عمالتهم لأعداء الخارج.