21 سبتمبر عودة اليمن لليمنيين …
بقلم ||جبران سهيل
21 سبتمبر 2014 ليس مجرد حدث عابر وصل خلاله “مكون معين” والقوى المتحالفة معه للسيطرة على العاصمة صنعاء،التي كانت تمر بظروف عصيبة فوضى واغتيالات وحكم القوي على الضعيف ليأخذ هذا اليوم حيّزاً له في تاريخ اليمن، ويشكل نقطة تحولً مهمه في البلد. وليس تاريخ 21 سبتمبر وليد لحظته السياسية، بل هو نتيجة صراع طويل عانى قبلها اليمنيين من غياب الدولة القوية والعدالة وسيطرة النافذين بل ان الجيش لا يستطيع التحرك بحزم وعبارة عن اسهم لكل فرد نافذ حصة فيه. ولا تتمايز 21 سبتمبر عن مجمل مشروع أنصار الله، فالثورة هي نتاج تاريخ طويل من الصبر نتيجة القهر والإستبداد ،ثورة انتصار للقيم والأخلاق والمبادئ وتصحيح المفاهيم التي لطالما عاش الشعب على ايقاعها وتعبأته بطريقة خاطأة وتدجينه لخدمة مشاريع ضيقة تخدم اشخاص بعينهم، بل هي خلاصة مشروع مهم للانطلاق باليمن نحو الأفضل وتحرير اليمن من الهيمنة الخارجية. فيوم 21 سبتمبر “الثورة المجيدة التي أعادت الاعتبار والكرامة للشعب اليمني”،وهو الحدث الأبرز الذي لم تفضل حدوثه أمريكا و أدواتها القذرة بالمنطقة وعلى رأسها النظام السعودي وأيادية القذرة بالوطن وعلى رأسهم الجنرال الأحمر ومجموعة الحُمر حوله .
غالبية الشعب عاشت عمليات اقصاء وتهميش وحرمان لأكثر من ثلاثة عقود،كان فيها اليمن ملكية حصرية لعائلة معينه حولت الدولة إلى خيمة اعمدتها كبار مشائخ ووجاهات البلد وابناءهم وحسب، يعيشون فيه ويتحركون بثروات شعبه وقوتهم اليومي نحو العالم متى ما أرادوا !!! وينهبون ما يريدون من خيرات البلد دون حسيب أو رقيب ولا أحد يتجرأ بقول كلمة في وجه هؤلاء نتيجة لغياب القانون والعدالة التي كانت حبرا على ورق، ولا تُطبق إلا على الضعفاء، أما النافذين فهم ملوك الغابة اليمنية حين ذاك و لا صوت أو قانون يعلو على صوتهم أو قانونهم ،ولا يمكن إبعاد الأحداث عن واقع استعداء المكونات في الداخل التي مارسها النظام السياسي بعد مرحلة “الوحدة اليمنية”، وبعد حروب صعدة (2004-2010)، ولا فصل بين الحدث وبين الخيبة التي مُني بها اليمنيون في مرحلة ما بعد 2011 م وسرقة ثورتهم من قبل النظام السعودي وبعض الاحزاب المواليه له كحزب الإصلاح فهم وعبر مبادرتهم المخزيه جاءو ليعيدوا ويجعلوا على رقاب الشعب اشخاص توالوا على حكمة لسنوات طويلة، وكان لا يراهم الا رجاله في اليمن لذا كانت ثورة 21 سبتمبر انتفاضة ضد الهيمنة وإسقاطها لاستعادة الكرامة اليمنية ورفض الوصاية إلى الأبد مهما عظمت التضحيات التي كانت نتاج طبيعي للدفاع عن الثورة حين شن اعداءها عدوان جبان بعد نجاحها بفترة قصيرة جدا لعل وعسى تعود اليمن الى حضنهم من جديد، ولكن اثبت اليمنيين انهم قوة لا يستهان بها وهاهم يقتربون من العام السادس في مواجهة اعداء اليمن والحاقدين عليه وعلى شعبه العظيم ويقتربون من النصر الإلهي رغم فارق الإمكانيات لوحدهم ليس معهم إلا الله وهو اعظم مما سواه .
فغالبية اليمنيون يُنظرون إلى المبادرة الخليجية على أنها أتت لاحتواء العمل الثوري، وعرقلة التحولات التي كانت تنشدها”الثورة”، خصوصاً ان المبادرة أتت من الدول التي ترى اليمن جزء منها وليس بلد مستقل وله سيادته.
وما يدمي القلب أن اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر وفي ظل حكومة الفار هادي اضحت بمعسكراتها وقطاعاتها السيادية وكالة بلا بواب للأجنبي ولجميع الجنسيات من سعوديين وأمريكيين وأردنيين يسرحون ويمرحون فيها ولا يعترضهم احد ويعلمون أدق التفاصيل عنها .
في الأخير ثورة 21 سبتمبر وجدت لتبقى وإن استمر عدوانهم ألاف السنين سيواجههم الشعب اليمني جيلا بعد جيل بصبر وثبات خاصة انه علم جيدا بحقيقة اعداءة ومن يقف خلفهم بعد اعلان الامارات والبحرين علاقتهم مع العدو الصهيوني بشكل علني وايصا السعودية وبقية الخونة بشكل سري حتى اللحظة والايام القادمة كفيله بكشف كل الوجوه والأنظمة المزيفة.