كلمة قائد المسيرة في عيد الثورة السادس
بقلم/ زيد البعوه
من عتمة ظلام السلطة العميلة السابقة وخيانتها وانبطاحها ومن دوامة الصراع الذي كان يعصف باليمن ويمضي به الى حيث تطمح إسرائيل ومن المشروع الاستعماري الذي كان يقوده السفير الأمريكي الى درجة انه كان الحاكم الفعلي لليمن ينخر جسد اليمن ويهشم جماجم اليمنيين ومن واقع مشحون بالفوضى والانهيار والخراب والدمار إلى فجر ثورة الحرية والاستقلال ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة عام 2014م قصة كفاح ثورة عظيمة على لسان قائدها وفي مرحلة زمنية تعج بالتحديات والأحداث والمستجدات يؤكد القائد على استمرار الثورة حتى تحقيق السلام العادل والمشرف
في عيدها السادس وعلى لسان قائدها تشخيص دقيق لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر منذ انطلاق شرارتها الأولى حتى اليوم أسبابها وأهدافها ومشروعها ونتائجها وثمارها وأعداؤها ومواقفها وإنجازاتها وتضحياتها وثباتها وصمودها والتعهد بالاستمرار حتى النصر شرح تفصيلي لسيرة وتاريخ ثورة مستمرة بالأدلة والشواهد والبراهين والمقارنات تحدث السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله عن ثورة الـ 21 من سبتمبر مؤكداً انها المحطة الأولى التي انطلق من خلالها الشعب اليمني للخروج من الماضي المظلم لبناء المستقبل معتمداً على الله وعلى نفسه كشف أشياء كان الجميع غافلين عنها وأشياء لم تكن للشعب اليمني في حسبان ووعد بنشر وثائق تثبت كيف ان النظام السابق العميل كان في طريقه الى التطبيع مع الكيان الصهيوني بإشراف أمريكي السيد القائد ثورة الـ 21 انقدت اليمن واليمنيين من مستنقع خطير وحققت للشعب والوطن الحرية والاستقلال
ما أروع الثورة وما اجمل الحديث عنها عندما يكون على لسان قائدها الذي خاض تفاصيلها وقاد جماهيرها وحذر من اعتراضها واصر على تحقيق أهدافها وشق طريقها حتى النصر ولا يزال قوياً ثابتاً على موقفه من منطلق الوفاء لله ولهذا الشعب ولهذا الوطن ولهذه الأمة اليوم رأينا وسمعنا عظمة هذه الثورة ومن خلال ما ورد في كلمة السيد القائد اليوم نستطيع القول ان ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لم تحظى بتعريف كامل وشامل مثلما حصل اليوم على لسان قائدها الذي شرح وفصل عظمة هذه الثورة وأهميتها وما استطاعت تحقيقه وماذا لو لم يتحرك الشعب حينها للقيام بدوره من واقع المسؤولية؟
كان اليمن يعيش في ظل واقع تهيمن عليه أمريكا بشكل شامل في كل المجالات سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وغير ذلك من خلال السفير الأمريكي الذي كان الحاكم الفعلي ولولا ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لكان اليمن قد سبق الإمارات والبحرين في التطبيع مع الكيان الصهيوني ، سباق مع الزمن بين الحرية والاستقلال والهيمنة والوصاية هذه هي ثورة الـ 21 من سبتمبر امريكا وحلفاؤها من الخارج وأدواتها في الداخل ينخرون جسد اليمن ويسعون لاستعباد أهله وجماهير الشعب اليمني بقيادة السيد عبد الملك يقفون حصناً منيعاً ضد أهداف المستعمرين وينتشلون اليمن من وحل السقوط ومن على حافة الانهيار ومن لحظة اوشك الوطن فيها على السقوط ومن ظروف صعبة كانت تعصف باليمن يكاد فيها ان يغرق في مستنقع الوصاية والاستعمار قامت ثورة الحرية والاستقلال ثورة الـ 21 من سبتمبر لتضع حداً لكل ما سبق وتعيد اليمن الى موقع العزة والكرامة وتحصن اليمن واليمنيين من الهلاك
اليوم اتضح لنا جلياً كشعب يمني من خلال ما ورد في كلمة السيد القائد ان ثورة الـ 21 من سبتمبر كانت ثورة شعبية يمنية ضد الهيمنة الأمريكية وضد الهرولة للتطبيع مع الصهاينة يعني كانت ولا تزال ثورة ضد أمريكا وإسرائيل وليست مجرد ثورة هزيلة او عبثية ليست مجرد ثورة ضد الأدوات فقط بل ثورة ضد أمريكا وإسرائيل بشكل مباشر
خاض السيد القائد في كلمته كل تفاصيل الصراع منذ ما قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الى اليوم بسلبياتها وإيجابيها وثمارها ونتائجها الى درجة انه استطاع ان يصنع في النفوس وعياً شاملاً بعظمة هذ الثورة وأهمية استمرارها ليس هذا فحسب بل تحدث عن الواقع العربي والإسلامي المعاصر وعن المستجدات الإقليمية والدولية وعن المنعطف الخطير الذي يحاول ان يطيح بهذه الأمة وعن ارتماء بعض الأنظمة العربية في أحضان الصهاينة وعن موقفنا من ذلك وعن السقوط المدوي الذي وصل اليه النظامين السعودي ولإماراتي الى درجة انه وصف النظام الإماراتي بالمعزة الحلوب لأمريكا قائلاً إذا كانت السعودية هي البقرة الحلوب للنظام الأمريكي، فالإمارات هي الماعز الحلوب أيضا
وعن موقفنا كشعب يمني صامد في وجه العدوان من قضايا امتنا وفي مقدمتها قضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين تحدث السيد القائد قائلاً نؤكد على ثباتنا كشعب يمني من منطلق هويته الإيمانية ونهجه الثوري التحرري على موقفنا في التمسك بقضايا أمتنا وعلى رأسها القضية الفلسطينية شعبا وأرضا ومقدسات ووجهة دعوة جادة وصادقة وقائمة على الحرص والمسؤولية لشعوب هذه الإمة الى الوحدة والأخوة والاعتصام في مواجهة التحديات والأخطار التي تتربص بهذه الأمة من قبل أعدائها من الداخل والخارج ، وتعليقاً على هرطقات وأكاذيب المطبعين مع الصهاينة بخصوص موضوع السلام اكد السيد القائد على ان الأمريكي والإسرائيلي مصدر شر واستعمار وعدوان وإجرام لا مصدر سلام وقال ان تسليم فلسطين والقدس وهدر كرامة الشعب الفلسطيني لا يسمى سلاما بل هو استسلام وقال مخاطباً ابناء هذه الإمة بالسلام الحقيقي نمتلك كل عناصر القوة التي ندافع بها عن أنفسنا وكرامتنا وحريتنا ونصل بها إلى درجة الردع نحن نريد السلام الحقيقي سلام الأحرار بحرية السلام الخالي من السيطرة و الهيمنة الأمريكية
وفي نهاية خطاب القائد اكد على جملة من المواقف القوية فيما يتعلق بالداخل وبالعدوان والصمود في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي وكان من اقوى وابرز ما اكد عليه مخاطباً المعتدين أقول لتحالف العدوان: إننا كشعب يمني بهويته الإيمانية وباعتماده كليا على الله سبحانه وتعالى كما صمدنا لـ 2000 يوم مضت بالرغم من حجم العدوان والحصار مستعدون بالاعتماد على الله والتوكل عليه للصمود والثبات بفعالية عالية لألفي يوم وألفي يوم حتى ينقطع النفس ، كما اكد على استمرارية مشروعنا الثوري التحرري الذي نسعى فيه لتحقيق الأهداف المشروعة في التحرير الكامل لبلدنا والاستقلال الكامل لقراره وعلى مواصلة التصدي للعدوان الغاشم الساعي لاحتلال بلدنا والسيطرة على شعبنا وما يمارسه من حصار ظالم ، ودعا الشعب اليمنى الى الاستمرار بالنهضة الزراعية لدعم الاقتصاد وتحسين الجودة بالتنسيق مع الجهات الرسمية ودعا ايضاً الى العناية المستمرة في الحفاظ على السلم الاجتماعي والمصالحة الاجتماعية والتصدي للطابور الخامس وقال من موقع الثقة بالله سنجاهد لنحقق لأنفسنا السلام، نقف بوجه قوى الشر والطغيان لمنع شرها كي نحقق السلام
كلمة السيد القائد اليوم في العيد السادس لثورة الحرية والاستقلال ثورة الـ 21 من سبتمبر هي كلمة الثورة والثوار والحرية والأحرار والنور والنار والصمود والاستمرار والثبات ومواصلة المشوار هي عبارة عن استئناف لثورة مستمرة ولكن بعنفوان اقوى مما سبق رغم التحديات أنها ثورة مباركة وقيادة حكيمة ومواقف مشرفة وصمود أسطوري وجهاد وتضحيات في سبيل الله وتمسك بقضايا الأمة ودعوة الى الوحدة والأخوة ووعد وعهد على المضي قدماً حتى تحقيق السلام المشرف ورفض للتطبيع والمطبعين هذه هي ثورة الـ 21 من سبتمبر وهكذا هي قيادتها.