من المسؤول عن كوارث السياسة الخارجية الأمريكية؟

يمني برس:

أكد مقال نشره موقع “نيو إيسترن آوت لوك” أن مايك بومبيو، بوصفه وزيراً للخارجية الأمريكية, فشل في إقناع الدول بمواءمة سياساتها الخارجية مع سياسات الولايات المتحدة بشأن قضايا تشمل الصين وإيران، إذ بدلاً من مواءمة الدول سياساتها مع الولايات المتحدة، باتت، بما في ذلك الأوروبيون أنفسهم، تضع سياساتها الخاصة والمستقلة وتتعامل مع الصين وفقاً لتلك السياسات.

ولفت المقال إلى أن أوروبا لا ترى الصين كدولة تحتاج إلى “احتوائها” بل هي تعطي الأولوية للانخراط والارتباط مع بكين لا للمواجهة معها، وبالمثل، فقد فشل بومبيو في فرض جولة أخرى من حظر الأسلحة الأممي على إيران، لأنه لم يتم رفع الحظر فحسب، بل لم يتفق مع بومبيو أي حليف أوروبي على تمديد هذا الحظر.

وشدد المقال على أن بومبيو هو أبرز المسؤولين عن الكوارث التي لحقت بالسياسة الخارجية الأمريكية، فهو يميل بدرجة كبيرة إلى الاعتقاد بأن الأمم المتحدة والوكالات الأخرى ستستسلم لضغوطه، ولم يتمكن من إدراك أن العالم قد تغير كثيراً في السنوات القليلة الماضية، حيث توقفت أوروبا إلى حد كبير عن لعب دور الداعم للولايات المتحدة، وظهرت بدائل قوية للنظام الذي تهيمن عليه واشنطن، ما جعل البلدان، التي اقتصرت في السابق على كونها الطرف المتلقي لأهداف السياسة الخارجية الأمريكية، تثبت نفسها بشكل متزايد.

وقال المقال: إن عدم قدرة الولايات المتحدة على إعادة فرض العقوبات على إيران بعد أن رفعتها الأمم المتحدة يثبت أن تعايش بومبيو مع الكذب والخداع والسرقة كمدير سابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد ترك بصمة لا تمحى على كيفية رؤية العالم له ولأهداف سياسته الخارجية بوصفها مساع أنانية لـ”صقر” يبني سياسته على أساس نظرية “الحرب والفوضى”.

وأشار المقال إلى أن دعوات بومبيو لـ”تحالف عالمي” ضد الصين لم تلق آذاناً مصغية حتى بين دول “كواد” التي لم تستجب لسعيه العدواني لإنشاء تحالف عسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ومن جهة ثانية يبدو أن جهود وزير الخارجية الأمريكي لاستفزاز إيران وجرها إلى الحرب, بعد أن أقدمت بلاده على جريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني, قد فشلت تماماً، فإيران اعتمدت الصبر أداة إستراتيجية ورفضت اللجوء إلى عمل عسكري غير ضروري، وهو الفخ الذي يحاول بومبيو نصبه.

وأضاف المقال: وفي حين أن رئاسة جو بايدن المحتملة قد تخرج السياسة الخارجية الأمريكية من الهاوية التي ألقاها فيها بومبيو، فإن بقاء الأخير كوزير للخارجية سيؤدي إلى تآكل أي تأثير عالمي حظيت به الولايات المتحدة من قبل، حتى بين الدول الصغيرة مثل كرواتيا التي رفضت الانضمام إلى خطاب بومبيو المناهض للصين.