المعارك تعود إلى “مأرب” بعد توقف لأيام عدة وأنصار الله يشنون عملية مفاجئة وواسعة النطاق على المدينة والمرتزقة على وشك خسارة أهم قاعدة عسكرية
المعارك تعود إلى “مأرب” بعد توقف لأيام عدة وأنصار الله يشنون عملية مفاجئة وواسعة النطاق على المدينة والمرتزقة على وشك خسارة أهم قاعدة عسكرية
يمني برس:
بعد توقف مؤقت للاشتباكات العسكرية في مناطق مختلفة من محافظة مأرب، شنّ أبطال الجيش واللجان الشعبية جولة جديدة من الهجمات لاستعادة الأراضي المحتلة ضد مواقع لعناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي في الأجزاء الشمالية الغربية من هذه المحافظة المهمة والاستراتيجية.
ووفقاً للمعلومات الواردة، فقد شن أبطال الجيش واللجان الشعبية عملية مفاجئة وواسعة النطاق في منطقة “مدغل” شمال غرب محافظة مأرب، وتمكنوا من طرد قوات تحالف العدوان السعودي من مناطق “الصفيراء، ومجزع، والتبين، وآل حرمل” بعد اشتباكات عنيفة، ووفق مصادر ميدانية، فقد تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحرير مناطق ومرتفعات “السليل والسودة ونيعة السفلى والضلقة ونيعة العليا والمديد”، إلى جانب مركز المخابرات العسكرية في منطقة “الساهر”، خلال تقدمهم في منطقة “مدغل”.
وخلال تلك العملية العسكرية قام أبطال الجيش واللجان الشعبية بتطهير وتحرير نحو 52 كيلومتراً مربعاً من المنطقة المحتلة. ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أنه خلال هذه العملية الناجحة، سقط عشرات القتلى والجرحى من قوات تحالف العدوان السعودي في منطقة “مدغل” وتضم قائمة القتلى أسماء العديد من القادة الميدانيين. وحاليا، يحاول أبطال الجيش واللجان الشعبية تعزيز مواقعهم في المناطق المحررة حديثاً. ومع التقدم على المحور الشمالي الغربي لمحافظة مأرب، وصل أبطال الجيش واللجان الشعبية إلى مسافة 3 كيلومترات من قاعدة “ماس” المهمة والاستراتيجية وهذا الأمر دق ناقوس الخطر في قلوب قادة تحالف العدوان السعودي.
ووفق آخر الأخبار، فقد طوّق أبطال الجيش واللجان الشعبية قاعدة “ماس” العسكرية بشكل كامل من المحور الشرقي وضاعفوا الضغط على عناصر تحالف العدوان السعودي وتعد هذه القاعدة العسكرية آخر وأهم مقار لتحالف العدوان في غرب محافظة مأرب. وتدرك قوات تحالف العدوان السعودي جيداً أنها إذا انسحبت من هذه القاعدة العسكرية المهمة والاستراتيجية، فلن يكون لها مكان في شمال غرب محافظة مأرب. وترتبط هذه القاعدة العسكرية بمدينة مأرب من المحور الشرقي ومدينة صنعاء من الغرب، وهي نقطة اتصال مدينة مأرب بالعاصمة صنعاء من خلال مثلث تقاطع “الجوف – مأرب – صنعاء”.
ووفق مصادر ميدانية، فإن الوجهة التالية لأبطال الجيش واللجان الشعبية ستكون من المحور الشمالي الغربي لقاعدة “ماس” العسكرية، ومن المحور الغربي لمناطق وجبال “الخيوزة، والعلق، والقلتة، والمنامة”. وإذا تم تطهير هذه المناطق، سيتم تحرير القطاع العامل بالكامل من احتلال قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته. ويخضع حالياً نحو 90 في المئة من منطقة “مدغل” الواقعة في المحور الشمالي الغربي لمحافظة مأرب، لسيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية، وتظهر الوقائع والاحداث الميدانية، أن عناصر تحالف العدوان السعودي سوف يجبرون في نهاية المطاف على الانسحاب من تلك المناطق في المستقبل القريب.
وبالتوازي مع تقدّم أبطال الجيش واللجان الشعبية في المحورين الغربي والجنوبي لمدينة مأرب، تَقدّمت هذه القوات أيضاً، مساء يوم السبت وفجر الأحد الماضي، في الجبهة الشرقية، حيث حققت، وفق مصادر قبلية، تقدّماً كبيراً على الأرض بعد مواجهات عنيفة استمرّت لأكثر من عشر ساعات. ووفقاً للمصادر، فقد تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من التقدم باتجاه منطقة “العلم” من اتجاه منطقة “النضود”، وسيطرا كلياً على ثلثي الجبهة هناك، والعديد من المواقع في جبهة “قناو وقيسين”، وتحديداً بالقرب من الخطّ الدولي الرابط بين مدينة مأرب ومنطقة العبر، وصولاً إلى منطقة “العلم الأبيض” القريبة من قاعدة “الرويك” العسكرية شرق منطقة “صافر” النفطية.
الجدير بالذكر أنه مع تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية خلال الأيام القليلة الماضية، تزايدت العمليات الصاروخية ضد مواقع وقواعد قوات تحالف العدوان السعودي في محافظة مأرب، وكان استهداف قاعدة “الرويك” بالقرب من الحدود مع محافظة الجوف هو أحدث هجوم نفذه أبطال الجيش واللجان الشعبية على مواقع تحالف العدوان السعودي ومرتزقته. ووفقاً للمعلومات الواردة، فقد أصيبت قوات تحالف العدوان السعودي خلال الهجوم الناجح الذي شنته الوحدة الصاروخية التابعة للجيش واللجان الشعبية على قاعدة “الرويك” في محافظة مأرب الشمالية، بأضرار بالغة وسقط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوفهم.
ولفتت تلك المعلومات إلى أن الوحدة الصاروخية التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية استهدفت في الأيام الأخيرة مواقع لقوات تحالف العدوان السعودي في قاعدة “التدوين” العسكرية شمال مدينة مأرب وقتل خلال هذه العملية عدد من مرتزقة التحالف وعدد من الجنود السعوديين. وفي محافظة الجوف، أحبط أبطال الجيش واللجان الشعبية محاولة اختراق جديدة لقوات المرتزقة في صحراء اليتمة. وقالت مصادر عسكرية إن الجيش واللجان الشعبية أحبطا هجوماً باتجاه منطقة الخنجر شرق مديرية “خب والشعف”، وكَبّدا مُنفّذيه خسائر فادحة في الأرواح، موضحة أن من بين القتلى رئيس عمليات الكتيبة الأولى في اللواء الأول حرس حدود، المقدم “إبراهيم محسن حاتم”.
وتأتي هذه التطورات توازياً مع اتفاق حكومة “هادي” القابعة في فنادق الرياض والمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، في العاصمة السعودية الرياض، يوم الجمعة الماضي، على تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، والذي ينصّ على نقل مليشيات “الإصلاح” في أبين وشبوة وحضرموت إلى مأرب والجوف، مقابل إخراج مليشيات الانتقالي من عدن إلى الضالع. كما تأتي عقب تصعيد الطائرات السعودية غاراتها على عدد من مديريات مأرب، وتتعمّد الرياض إفشال المساعي المحلية والإقليمية لإحلال السلام في مأرب. ولذلك، كان ردّ صنعاء واضحاً باستهداف مطار أبها الدولي جنوب السعودية، بعد ساعات من هجوم مماثل استهدف قاعدة “الملك خالد” الجوية في خميس مشيط. وقال المتحدّث باسم قوات صنعاء، العميد “يحيى سريع”، في تصريح صحافي يوم الإثنين، إن سلاح الجو المسيّر قصف مركزاً حسّاساً في مطار “أبها” بطائرة محلية الصنع من نوع “صماد 3″، في عملية تُعدّ الثانية من نوعها في غضون يومين، ردّاً على التصعيد الجوي لتحالف العدوان السعودي في مأرب والجوف.