عابد حمزة : اللعبة القذرة لأمريكا اليوم في اليمن
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم : عابد حمزة
في الأيام القليلة الماضية سافر عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي العماد إلى الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر إقتصادي عقدته الأمم المتحدة لمناقشة أوجه التعاون بين الحكومة اليمنية والقطاع العالمي الخاص وبالرغم من تأكيد العماد على أن الزيارة مقتصرة على هذا الجانب ولا صحة لما تتداوله وسائل الاعلام عن عقد لقاءات ثنائية سرية مع أمريكا خارج سياق مؤتمر الأمم المتحدة إلا أن الإعلام الأمريكي والعربي الممول أمريكا يصر على وجود مباحثات سرية خارج نطاق المؤتمر وما سبق ذلك بأيام من ترويج إعلامي غير مسبوق عن تنسيق وتعاون بين اللجان الشعبية والطائرات الأمريكية بلا طيار في الحرب على ما يسمى بالقاعدة.
الغريب والملفت هنا هو الاصرار الأمريكي على وجود لقاءات سرية ومباحثات وتعاون مشترك وفتح قنوات تواصل مع أنصار الله وووو…. في الوقت الذي ينفي أنصار الله كل هذه الشائعات ويؤكدون لوسائل الإعلام المختلفة أنه لا توجد أي علاقة تجمعهم بأمريكا لا من قريب ولا من بعيد.
وحتى لا نكون بعيدين عن مغزى الشوشرة الإعلامية هذه لا بد من العودة بالذاكرة إلى الوراء قليلا وننظر إلى الأحداث والمتغيرات الأخيرة التي حصلت على الساحة اليمنية وما حققه أنصار الله من انتصارات عظيمة أذهلت العالم وجعلت البعض يصرح بأن سقوط صنعاء وهزيمة آل الأحمر شئ خارق للعادة وما تلى ذلك من إنتصارات مذهلة على تنظيم ما يسمى القاعدة في الجوف وذمار وإب والحديدة والبيضاء حتى نعرف أن من أهم الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة وأذنابها في الداخل والخارج يحاولون أن يوهموا الرأي العام بأن أنصار الله حلفاء لأمريكا هي الفضيحة الكبرى والمدوية لأمريكا في حربها على ما يسمى الإرهاب وكذا سقوط أهم ورقة وركيزة أساسية ظلت أمريكا تعول عليها وتتخذ منها ذريعة لإحتلال البلدان العربية والإسلامية وهذا شئ واضح وملموس لمن يقرأ التاريخ والهدف من تأسيس الاستخبارات الأمريكية والسعودية للقاعدة في أفغانستان أواخر السبعينات وكيف صنعت بآلتها الإعلامية العالمية هالة إعلامية للقاعدة وأنها قوة لا تقهر بل وتمتلك أرواح شيطانية تمكنها من اجتياز حدود البلدان ودخولها وضرب من تشاء دون أن يستطيع أحد أن يوقفها أو يحد من انتشارها وتوسعها في العالم الإسلامي وبالتالي جاءت الأحداث الأخيرة في اليمن لتقصم ظهر البعير وترد السحر على الساحر وتجعل من القوة العظمى وصاحبة القطب الأوحد في الموقف الأضعف منزوية بل ومحصورة بين ثلاثة خيارات لا رابع لهما.
الأول : إما أن تتجاهل تماما ما حدث في اليمن وبالتالي تعطي أنصار الله دفعه قوية نحو الظهور عالميا وأنهم القوة الوحيدة التي استطاعت أن تضرب القاعدة وتستأصل جذورها من شمال اليمن في اسابيع معدودة وهذا طبعا ما لا تستطيع أمريكا إبتلاعه والقبول به نظرا لما يترتب على ذلك من نتائج سلبية على سياسة أمريكا الاستعمارية وأنها عجزت عن أن تحقق خلال ثمانية عشر عاما من الحرب على الإرهاب ما حققه انصار الله في ثمانية عشر يوما.
الخيار الثاني : أن تغامر وتخوض حربا ضد أنصار الله جنبا إلى جنب مع قاعدتها الاستخباراتية وفي هذا مجازفة وفضيحة أكبر من سابقتها بمعنى أن أمريكا ستظهر أمام الرأي العالمي أنها أم الإرهاب وراعيته وأنها وراء عمليات الذبح والتفجيرات والإغتيالات والمجازر البشعة المتنافية تماما مع القيم والمبادئ والأخلاق الانسانية التي تدعي أمريكا تبنيها ونشرها في أنحاء المعمورة.
الخيار الثالث : ما نحن بصدد الحديث عنه التظاهر أمام العالم بأنها على تواصل مع أنصار الله ومتحالفة معهم ولولا دعمها ومساندتها ما وصلوا إلى صنعاء وحققوا تلك الإنتصارات في المناطق الوسطى والمحافظات الشرقية والشمالية وإذا ما نجحت في ذلك تكون قد ضربت عصفورين بحجر سرقت الإنتصار العظيم لأنصار الله وسلبهم المصداقية والركيزة الأساسية التي ابتنت عليه حركتهم الجهادية المتمثلة في مقاومة مشروع الاستكبار العالمي لأمريكا وإسرائيل.