هل كان ينقص فلسطين خيانة الأعراب؟
يمني برس / مقالات رأي / عبدالمجيد حسين عزيز
وأنت فلسطيني عربي مسلم، وطنك محتل من قبل نظام يهودي عنصري مجرم، ومنزلك مهدم أو مغتصب، وأرضك منهوبة، وآباؤك قتلى وإخوانك معتقلون، وأهلك مهجرون، وأولادك محاصرون وأسرتك مهددة، وأنت ممنوع من دخول مسجدك أو ممارسة شعائرك، وشعبك بأجمعه منكوب وحاله مثل حالتك ..
ثم ترى عربا ومسلمين يطبعون مع من فعل هذا بك، ويستضيفونه ويحتفلون به، بل ويستثمرون أموالهم في بناء مستوطنات لليهود على مزرعتك وفوق أنقاض منزلك ..!!
مشهد جامع لأعلى مستويات القهر والمعاناة والإجرام والظلم والدناءة والخيانة أكمل جزءه الأخير الرغاليون الجدد، فقد تحدثت الأخبار اليوم عن استثمارات إماراتية في بناء مستوطنات لليهود على أراضي الفلسطينيين …
وفي وراء هذا الخبر تفاصيل أبعد مما في ظاهره، ومن تفاصيله اللاخفية أن بقية الممالك والمشيخات الأعرابية لن تخجل من ركوب قافلة التطبيع علنا وفي وقت قريب ، وأن تلك الممالك و الدويلات العربية مستباحة كفلسطين يحكمها يهود بلا زنانير، برعوا في الوصول إلى قمم الإنحراف والتفلت من كل القيم، وبيع الأعراض بلا ثمن،،
وأن الأقصى يعاني على أيديهم وبأموالهم أسوأ فصول الاستباحة.
فهل كان ينقص خاصرة فلسطين المنكوبة مثل هذه الطعنات القاتلة على أيدي الأدعياء، وما أدراكم ما يعنى أن يطعنها أدعياء الدين والنسب ، معناه أنهم طعنوا معها دين الإسلام الذي يدعون حمايته من شيعة إيران وحوثية اليمن، طعنوا كل الأمة دون استثناء، طعنوا محمدا ص، طعنوا عليا، طعنوا الحسين، طعنوا أبابكر و عمر، طعنوا صلاح الدين، طعنوا القسام، طعنوا عياش وأحمد ياسين، طعنوا العروبة التي يتخذونها غطاءا لقتل نساء و أطفال اليمن وحصاره واحتلاله وتدميره.
هل كان ينقص فلسطين أن يحمل عار طعنها غزاة أعراب بسيوف الغدر والخيانة والدياثة..
نعم كان ينقصها!! لتظهر دياثتهم وخيانتهم لها وللأمة بكل وضوح، فلا يستطيعون بعدها البقاء في جسد القضية
فتنال شرف لفظهم و التطهر منهم، لتبقى قضية لا يحملها قولا أوفعلا غير من يسكبون دماءهم ومهجهم في اليمن وفي غزة وجنوب لبنان لتجرف من أمامها آكام الزيف وأشواك الخيانة وتفتح
دروبا سالكة نحو تحرير الأقصى وفلسطين.