لماذا نحيي الذكرى السنوية للشهيد ؟
لماذا نحيي الذكرى السنوية للشهيد ؟
يمني برس- كتبت/ بلقيس علي السلطان
تعتبر الذكرى السنوية للشهيد محطة هامة تذكرنا بالمسؤولية تجاه أسر الشهداء ، وفاء وعرفاناً لمن بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله وفي سبيل الذود عن الوطن ضد العدوان الخبيث الذي لولا تضحيات هؤلاء العظماء لكانت اليمن اليوم ترضخ لهيمنة الطغاة ، الذين ظهرت أهدافهم الخبيثة في المناطق المحتلة .
كما تعتبر الذكرى السنوية للشهيد مناسبة توعوية وتعبوية ، تبين الأهمية الكبيرة للجهاد في سبيل الله ، كونه الفريضة العظيمة التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان ، حيث يعتبر الجهاد بالمال والنفس من الأعمال العظيمة التي وصفها الله سبحانه وتعالى بالتجارة معه والتي يأخذ مقابلها المجاهد في سبيله الجنة ، والخلود الأبدي
قال عز من قائل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِه وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُم ْخَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وقال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} فالجنة هي ثمن للنفس والمال ، وما أعظمه من ثمن ، فالله هو من خلق الإنسان وبيده فناءه وهو من رزقه المال وبيده أن ينزعه منه ، لكنه جعل منهما وسيلة للإنسان للإرتقاء إلى الخلود الأبدي .
الذكرى السنوية للشهيد محطة صمودية تعكس الصمود والشموخ الذي تعيشه أسر الشهداء ، كيف لا وهم قد بنوا لبنة في صرح الإسلام والشامخ ، بل وقدموا أغلى ذويهم من أجل أن تعيش الأمة في عزة وكرامة وحرية واستقلال ، ورغم أنهم يألمون للفراق ، إلا أنهم يسعدون لعظيم بذلهم وعطاءهم في سبيل الله وفي سبيل إعلاء كلمة الحق وإزهاق الباطل ، فكم من أطفال شهداء يرفعون جبينهم فخراً بأبيهم الشهيد ، وكم من أم شهيد تعتز وتفتخر بعظيم تضحية فلذة كبدها ، وكم من زوجة شهيد بقت على العهد في المضي في خطى زوجها ومسيرته الجهادية حتى تلقاه ، وكم من أخت شهيد زادها استشهاد أخيها قوة وعزة في محاربة الطغيان وبذل ماتستطيع في سبيل إكمال خطاه الجهادي وإكمال مشواره التوعوي التنويري ، جاعلة من جهاده منهاجاً لها وثروة لا تقدر بثمن ، وكذلك بقية ذوي الشهداء الذين زادهم استشهاد قريبهم استبسال وقوة في مواجهة الأعداء ومواجهة خططهم التدميرية للأمة ، فسيروا قوافل المال والرجال باسماء الشهداء ، وليكملوا مابدأه الشهداء من عطاء وبذل وسخاء .
وفي الذكرى السنوية للشهيد لا ننسى مسؤولياتنا وعهودنا التي قطعناها للشهداء ، فمن مسؤولياتنا تفقد أسر الشهداء ودعمهم مادياً ومعنوياً ومساندة المؤسسات التي تعنى بهم ، وكذلك تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم وعدم جعلهم عرضة للشياطين الإنس الذين يقللون من عظيم الطريق الذي سار عليه الشهداء ، ويسعون لتثبيط أسر الشهداء في مواصلة تقديم المجاهدين للجبهات ، كما لا ننسى كذلك وصايا الشهداء التي صاغوها بدماءهم والتي أوصونا فيها بالتمسك بمسيرة الحق والمضي في طريق الجهاد حتى ننال من الأعداء ومن خططهم وأهدافهم ضد الإسلام ، وضد البلاد العربية ، ونحقق النصر الكبير الذي عبدوا طريق بأجسادهم ووضعوا إشاراته بدمائهم ، ومازالت أرواحهم بيننا تشد على أيدينا وتزيدنا ثباتا وصموداً وتضحية ، فسلام الله على شهدائنا الأبرار وسلم تسليما كثيرا ماتعاقب الليل والنهار .