الزراعة في أولويات وأجندة القيادة
الزراعة في أولويات وأجندة القيادة
يمني برس / مقالات رأي / محمد صالح حاتم
تكتسبُ الزراعةُ أهميّةً بالغةً في النهوض الاقتصادي للبلد وتحقيق الأمن الغذائي، وهو ما جعلها محل اهتمام ورعاية بالغة من قبل القيادة الثورية والسياسية في اليمن.
فما أكثرَ الخطابات والمحاضرات التي ركز فيها السيد القائد عبدالملك الحوثي على الزراعة، ودعواته المتكرّرة على ضرورة الاهتمام بالقطاع الزراعي، ونداءاته الدائمة على العودة إلى زراعة الأرض وضرورة الحفاظ على هُــوِيَّتنا الزراعية والتي تعتبر الحرفةَ الأَسَاسية والرئيسيةَ لنا ومصدرَ قوتنا، وما أكثرَ محاضراته الاقتصادية الرمضانية منها والتي ركّز على الزراعة وسبل النهوض بهذا القطاع، وكيفية العمل على إعادة الشعب اليمني لزراعة أرضه واعتماده عليها.
وقد بدا واضحًا وجليًّا اهتمامُ القيادة السياسية بالزراعة ومنها تأكيدات الرئيس المشاط بضرورة العمل على تنمية القطاع الزراعي، وَمما ركزت عليه القيادةُ الثورية والسياسية ضرورةُ المشاركة المجتمعية في التنمية الزراعية، وذلك من خلال تحشيد المجتمع نحو التوجّـه نحو الزراعة وخَاصَّة زراعة الحبوب والقمح، وأن على المجتمع أن لا يظل معتمداً على المساعدات والمعونات والسَّلات الغذائية التي تقدمها المنظماتُ الدولية، بينما أرضه الزراعية متروكة ومهملة، وهي التي كانت تجود بشتى أنواع الحبوب والفواكه، وكان آباؤنا وأجدادنا يأكلون من خيراتها.
معركتنا اليوم هي معركة الاكتفاء الذاتي، ودعم الجبهة الزراعية التي لا تقل أهميّة عن الجبهة العسكرية.
وإلى جانب اهتمام القيادة بالزراعة رغم شحة الموارد، وغياب الدعم المالي الذي يستوجب وجوده لحدوث نهضة زراعية حقيقية، فَـإنَّ علينا أن لا نجعلَ من انعدام الموارد المالية عائقاً أمام حدوث ثورة زراعية، بل يجب أن ننطلقَ جميعاً للنهوض بالزراعة وأن يكونَ المجتمعُ هو الرافدَ الأَسَاسي للجبهة الزراعية، كما كان هو الرافدَ والداعم للجبهة العسكرية والتي حقّقنا فيها انتصارات عظيمة.
إن واجبَ الحكومة ومؤسّساتها القيامُ بالدعم الفني، والمعنوي والإرشادي والاستشاري للمزارع، الذي يعتبر أَسَاسَ التنمية الزراعية، وإن أهم ما يجب القيام به اليوم خلقُ وعي مجتمعي بأهميّة الزراعة وبأهميّة المشاركة المجتمعية، وأن يكون المجتمع مشاركاً في رسم السياسات الزراعية ومساهم في التنمية، وأن لا يظل كما كان متكلاً ومنتظراً وصولَ البواخر والسفن المحملة بالقمح والحبوب والمواد الغذائية الآتية من الخارج، وضرورة إعادة الثقة لدى المزارع اليمني بأرضه وثروته الحيوانية والتي عملت المنظمات على إبعاده عنها، وجعلته يفقد الأملَ في الأرض اليمنية، وعدم جدوى منتجاتها النباتية.
إذا أردنا ثورةً زراعيةً حقيقية لا بُـدَّ أن تكونَ وفق هدى الله، بعيدًا عن الدراسات والبحوث التي أعدها أعداؤنا سابقًا، والتي أفقدتنا الثقة بأرضنا وثروتنا الزراعية والحيوانية، وجعلت منا بلداً فقيراً، رغم ما تمتلكه بلادنا من مقومات اقتصادية كثيرة لو تم استغلالها.