قبائل همدان توقّع وثيقة شرف لوقف بيع الأراضي الزراعية وتيسير الزواج ومنع إطلاق النار
قبائل همدان توقّع وثيقة شرف لوقف بيع الأراضي الزراعية وتيسير الزواج ومنع إطلاق النار
يمني برس / تقارير / هاني أحمد علي:
جدّدت قبائلُ همدان بمحافظة صنعاء، ولاءَها لقائد الثورة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي، وللقيادة السياسية ممثلةً بالرئيس مهدي المشّاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، ولحكومة الإنقاذ الوطني، والتأكيد على الاستمرار في مواجهة العدوان والحصار السعودي الأمريكي، وتفعيل الجبهة الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي بما يشكل انتصاراً موازياً للانتصار العسكري ضد العدوّ.
جاء ذلك في ورشة العمل التي نظمتها مديرية همدان بصنعاء بالتعاون مع اللجنة الزراعية العليا في مؤسّسة بنيان التنموية، على مدى يومَي الأربعاء والخميس المنصرمَين، تحت شعار “الجبهة الزراعية.. لنبدأ من أنفسنا”، وذلك بمشاركة مدراء عموم المكاتب التنفيذية ومشايخ وأعيان وحكماء العزل والقرى بالمديرية.
وفي الورشة، أشاد العميد منير هاشم الكبسي -مدير عام مديرية همدان رئيس المجلس المحلي-، بالدور البطولي لأبناء همدان في مواجهة العدوان ورفد الجبهات بالرجال والمال والعتاد، مبينًا أن المواقف الرجولية والإنسانية لقبائل المديرية ليست وليدة اللحظة وإنما هو امتدادٌ لمواقفهم التاريخية ونصرتهم للحق والرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله، ومن بعده الإمام علي عليه السلام، وكافة آل بيت رسول الله، وُصُـولاً إلى زماننا الحاضر، مبينًا أن همدانَ لها تاريخٌ مشرفٌ وعظيم ومكانة رفيعة بين قبائل العرب منذ القدم، وهو ما يجعلها محط استهداف من قبل العدوان ومرتزِقته وذلك من خلال الاستيلاء على الأراضي الزراعية الشاسعة وتحويلها إلى مناطق سكنية ضمن خطة ممنهجة ومنظمة تهدف إلى ضرب الزراعة في البلد وجعل الشعب اليمني مستهلك ويمد يده للمساعدات والمعونات التي تأتيه من الخارج عبر المنظمات.
وطالب العميد الكبسي في ختام ورشة العمل، بتكاتف جميع سكان المديرية من مشايخ وأعيان ومواطنين؛ مِن أجلِ الحفاظ على الأراضي الزراعية والعودة إلى مهنة الآباء والأجداد لتحقيق الاكتفاء الذاتي والنهوض باقتصاد البلد، وعدم الركون على دول الغرب في طعامنا ومشربنا وتسليم رقابنا لهم، مبينًا أنه آنَ الأوان للخروج من تبعية الخارج التي تحاول تركيع الشعب اليمني في حصاره وطعامه بعد أن فشلت في تحقيقه عسكريًّا.
ودعا مدير مديرية همدان المغرر بهم من أبناء المديرية، إلى العودة لصف الوطن ومنازلهم وأسرهم، ومغادرة صفوف العدوان، مؤكّـداً التزامه بتحقيق الأمن والأمان لهم وتأمين وصولهم إلى قراهم، وْفَـقاً لقرار العفو الحكومي، مُضيفاً “نحن لا زلنا نعتبر المغرر بهم من أبناء همدان إخوة أعزاء لنا، ولذا نطالبهم بالعودة معززين مكرمين بيننا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، فمكانهم الطبيعي مع الوطن وليس العدوّ الظالم”.
إلى ذلك، تطرق الدكتور علي الجرحزي -ممثل اللجنة الزراعية العليا في مؤسّسة بنيان التنموية بمحافظة صنعاء-، إلى العديد من المخاطر التي تحاك ضد الشعب اليمني، ومنها استهداف الزراعة، ومنع المزارعين من الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحويلهم إلى مستهلكين من خلال شراء أراضيهم الزراعية وتجميدها أَو البناء عليها واستثمارها سكنياً وعمرانياً، مبينًا أن استهداف الزراعة في اليمن يجري منذ عقود من الزمن بعد ضغوط البنك الدولي على النظام السابق بمنع الزراعة والاعتماد على الاستيراد من الخارج فقط.
ولفت الدكتور الجرحزي إلى أنه من المعيب والمخجل أن تنتظر قبائل اليمن الفتات من مساعدات المنظمات، بينما تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وبإمْكَانها أن تصبح مصدرة كما كان قبل 50 عاماً، موضحًا أن الأسمدةَ والمبيدات السامة والخطيرة وكذا البذور الضارة المستوردة من إسرائيل وأمريكا وغيرهما تشكلُ استهدافاً ممنهجاً للزراعة في البلد؛ كونها تضر بالأرض وتجعلها غيرَ صالحة للزراعة مع مرور الأيّام.
وفي ختام ورشة العمل التي حضرها عبدالله الشويع -مسؤول أنصار الله بمديرية همدان-، والشيخ راجح سعيد -المشرف التربوي- ومدير مكتب التربية والتعليم، ومدراء الأشغال والأوقاف والزراعة والإعلام والشئون الاجتماعية والعمل والهيئة العامة للزكاة في المديرية، اتفق المشاركون على مسودة وثيقة الشرف المزمع إعلانها خلال الأيّام القادمة تزامناً مع ذكرى أسبوع الشهيد، حَيثُ تتضمن وثيقة الشرف الموقَّعة من قبل مشايخ وأعيان وحكماء همدان، وقف الزحف العمراني ومنع البيع والشراء للأراضي الزراعية في جميع أنحاء المديرية، وتشكيل لجنة زراعية من كُـلّ مربع لتفعيل الجبهة الزراعية، وكذا الاتّفاق على تخفيض المهور وتسيير أمور الزواج للراغبين في الزواج من شباب همدان، بالإضافة إلى الاتفاق على منع إطلاق النار في المديرية سواءٌ أكانت مناسبات أَو مشاكل أَو غيره، وتغريم المخالفين بالسجن ودفع مبالغ مالية.