ماذا تضمنت الأسرار التي كشفها السيد نصرالله؟
ماذا تضمنت الأسرار التي كشفها السيد نصرالله؟
يمني برس:
أطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء الأحد، عبر شاشة قناة “الميادين” ضمن لقاء حمل عنوان “حوار العام”، وتناول السيد نصرالله العديد من المواضيع الشائكة في المنطقة، بما فيها مسألة اغتيال الشهيد الحاج قائد فيلق القدس “قاسم سليماني” ودوره البارز في دعم شعوب المنطقة لنيل الحرية والخلاص من الشر الأمريكي-الاسرائيلي، وكيف أصبحت المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى، كما كشف السيد نصرالله عن محاولة اغتياله بتحريض سعودي وقبول أمريكي.
جنون ترامب واحتمالية اعلان الحرب
جميع الصحف والتحليلات تتحدث عن احتمالية، شن أمريكا حرباً شاملة أو جزئية على محور المقاومة، على اعتبار ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اقترب من الخروج المذل من السلطة، بعد أن قدم نفسه خلال فترة ولايته بأن المنقذ الأول للشعب الامريكي وشعوب العالم، وانه رجل السلام، ولكن كل هذا التهويل الاعلامي لم يخدمه فقد سقط في الانتخابات وصديقه الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في طريقه للسقوط، ومن هذا المنطلق جاءت التحليلات لتقول إن ترامب يريد اشعال حرب في المنطقة، لكن السيد حسن نصر الله قال في هذا الاطار، انه لا توجد معطيات دقيقة أو معلومات حول احتمال قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو إسرائيل بعمل ما، في الأيام الفاصلة عن نهاية ولاية عهد ترامب، مشيراً إلى أن “هناك تحليلات، لأن هذا المجنون بحالة غضب شديد، لكن لا أحد لديه معطيات حسية، وبالتالي، قد يحصل وقد لا يحصل”. مشدداً على أن “محور المقاومة يجب أن يتعاطى مع هذه الأسابيع بحذر ودقة وانتباه، حتى لا يتم استدراجنا إلى مواجهة غير محسوبة أو مواجهة في توقيت الأعداء”.
ورداً على سؤال حول التهديدات الإسرائيلية، قال نصرالله: “عندما تسمع الإسرائيليين يطلقون الضجيج الإعلامي، فاعلم أن ليس وراء ذلك أفعال حقيقية”، لافتاً إلى أن “المعلومات التي تحدثت عن حصول إنزال إسرائيلي في منطقة الجية، وفق المعطيات التي لدينا، لم يحصل أي شيء من هذا النوع”، مشيراً إلى أنه “حتى الآن، ما نراه بالنسبة إلى الحدود مع لبنان، الإسرائيلي بحالة قلق شديد ولا يزال يقف على إجر ونصف”.
السيد نصر الله قال بأنه يجب توخي الحذر في حال نشوب حرب، لكن في الوقت نفسه أعلن أن “قوات المقاومة قادرة على إصابة أي هدف في أراضي سيطرة إسرائيل حال اندلاع مواجهة عسكرية”.
وقال السيد نصر الله، في مقابلته مع قناة “الميادين” اللبنانية، الأحد: “الاستنفار الكبير الذي قامت به المقاومة كان على كل المستويات وعلى مرأى من الإسرائيلي… وحركة المسيرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية تشهد إرباكا كبيرا خشية من رد المقاومة… الإسرائيلي يعلم أننا أطلقنا السلاح المناسب تجاه مسيراته من دون أن يخرج ذلك إلى العلن“.
وشدد نصر الله على أن “عدد الصواريخ الدقيقة لدى المقاومة بات ضعفَي ما كان عليه قبل سنة”، معلنا: “أي هدف على امتداد مساحة فلسطين المحتلة نريد أن نصيبه بدقة نحن قادرون على إصابته بدقة“.
وأضاف: إن “الإسرائيلي هو القلق وليست المقاومة خصوصا مع ذهاب (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب وإمكانية عودة واشنطن للاتفاق النووي”، مردفا: “المقاومة اليوم بألف خير وفي أفضل قدراتها ومعنوياتها ونثق بالمستقبل واقترابنا من النصر”.
محاولة الاغتيال والدور السعودي
كشف السيد حسن نصرالله أن استهداف قادة الحزب هو هدف أمريكي إسرائيلي سعودي، مشيراً إلى أن “الرياض تحرّض على اغتياله منذ وقت طويل، بالحد الأدنى منذ بدء الحرب العدوانية على اليمن”، لافتاً إلى أن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طرح هذا الأمر في الزيارة الأولى التي قام بها إلى أمريكا، بعد انتخاب ترامب، طرح هذا الملف”.
ولفت السيد نصرالله إلى أنه بعد تلك الزيارة، أكثر من جهة، شرقية وغربية، أرسلت له تحذيرات بهذا الشأن، مشيراً إلى أن الأمريكيين قالوا إنهم سيعهدون بهذا الأمر إلى تل أبيب، بينما أكد السعوديون أنهم حاضرون لدفع كامل تكلفة الحرب في حال أدى الاغتيال لذلك، معتبراً أن السعودية في السنوات الأخيرة لا تتصرف بعقل بل بحقد، قائلاً إن اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني كان عملاً ثلاثياً أيضاً.
التطبيع والخذلان العربي
أكد نصرالله أنه لم يتفاجأ من الخذلان العربي للقضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن تلك الأنظمة العربية كانت تبيع الفلسطينيين الكلام في السنوات الماضية، لكن في الواقع أغلبها كان لديه علاقات مع إسرائيل، معتبراً أن هذا الأمر إيجابي، لأن سوق النفاق انتهى والصفوف تتمايز، قائلاً: “ما يحصل هو إعلان عن الحقيقة الواقعية المخفية خلال العشرات من السنين”، مشيراً إلى أنه “عندما تتمايز الصفوف فإن ذلك يعني أن الانتصار الكبير يقترب”.
وأشار السيد نصرالله إلى أن إيران هي مجرد حجة لهذه الأنظمة، لافتاً إلى أن أغلب هذه الأنظمة باعت فلسطين منذ عشرات السنين، موضحاً أنهم دائماً يبحثون عن عدو لأن فلسطين تمثل عبئاً بالنسبة إليهم، قائلاً: “ما يحصل هو سقوط أقنعة”.
دور الشهيد قاسم سليماني
خلال اللقاء التلفزيوني كشف الأمين العام لـ “حزب الله”، أن الشهيد القائد قاسم سليماني الذي اغتالته واشنطن قبل نحو عام هو ما أوصل صواريخ “كورنيت” إلى قطاع غزة.
وكورنيت هو صاروخ موجه مضاد للدبابات مصمم للاستخدام ضد دبابات القتال الرئيسية، تم تقديمه لأول مرة للخدمة مع الجيش الروسي في عام 1998.
وقال السيد نصر الله: “الحاج قاسم سليماني وفريقه لم يقصروا في كل ما يمكن تقديمه لفلسطين على كل المستويات”، وأضاف إن “إيصال صواريخ كورنيت إلى المقاومة الفلسطينية في غزة يقف خلفه الشهيد سليماني”.
وطالت يد الغدر الامريكية الشهيد سليماني ورفاقه في محيط مطار العاصمة العراقية بغداد بقصف أمريكي لسيارته في الـ 3 من كانون الأول الماضي.
وتابع إن الرئيس السوري بشار الأسد، وافق على إيصال صواريخ “كورنيت” إلى “حماس والجهاد في غزة”.
وشدد الأمين العام لـ “حزب الله” على أن “جهد الحاج قاسم سليماني وقوة القدس في دعم فصائل المقاومة الفلسطينية كان بعيداً عن الأضواء وخلف الستار”.
وفي كانون الأول من عام 2010 أطلق الفلسطينيون لأول مرة الصاروخ كورنيت على دبابة اسرائيلية من نوع “مركافا 3” كانت تشارك في دورية في محيط غزة.