أحمد عايض :دولتنا اليمانية يصنعها أنصار الله بدون ال سعود .. قراءة تحليليه للفاجعه السعوديه في اليمن .
يمني برس _ أقلام حرة :
دول الخليج تحقّق أمنها الذاتي عبر تخريب أمن اليمنيين، بإثارة الصراع المتعدّد الأشكال: السياسي والطائفي والقبلي. وهناك من السياسيين اليمنيين من لديه قابلية الاستتباع للسعودية بوجه خاص عبر بوابة المال والوجاهه.
ليست الحكمة وحدها اليوم يمانية بل والسياسة يمانيه أيضاً، فلأول مرة منذ عقود طويلة تصبح السياسة صناعة وطنية يمنية خالصة وانتاج وطني بعقولا وطنيه ماهره، بعد أن كانت تصنع في عاصمة الرياض عاصمة الخزي والخيانة بوجه خاص، أو دولية، بعاصمة الارهاب الدولي واشنطن حصرياً..
إن أكبر إنجاز حقّقه اليمانيون في 21 سبتمبر2014م كان «تفكيك» المحاور في الداخل اليمني، فلم يعد هناك محور سعودي، وآخر قطري، وثالث أميركي أو حتى تركي.. وأصبح اليمن محوراً لليمنيين، وهذا ما أغضب القوى الإقليمية والدولية التي اعتادت ان تجعل من اليمن ساحة مستباحة، لتصفية حسابها أو لتأمين مصالحها.
كانت السعودية تستغل فقر اليمن، فتغدق المال على من لا يستحق لكي يفعل ما لا يريده اليمنيون.
في اليمن اليوم ثورة حقيقية قد حظيت باجماع شعبي فإنها واحدة من ثمار الثورة اليمنية وليس «المبادرة الخليجية» التي سقطت للأبد.
في الحادي والعشرين من سبتمبر أرسى اليمنيون معالم مرحلة جديدة لناحية بناء دولة بأيد يمنية دون الاستعانة باأحد .تغيّرت قوانين اللعبة في اليمن، وتبدّلت تبعاً لها قواعد الاشتباك، فما كان خطّاً أحمراً بات أخضراً في ظل ثورة شعبية من كل الأطياف، تأسيساً على تفاهم صلب بين القوى الثورية التي توافقت على مبادىء السلم والشراكة.
فكل مدن اليمن مفتوحة أمام الثورة، في سياق انتاج مشروع دولة وطنية، يصوغها سماحة قائد الثورة .
سماحة السيد عبد الملك الحوثي ايده الله، وكأن الثورة لا تنتج مجرد دولة، بل تعيد أيضاً إنتاج المجتمع اليمني الأصلي والأصيل ما قبل عصر المحاور، حين كان يعرّف اليمني بوطنه وتاريخه العريق وتسامحه، وانفتاحه، وليس بطائفته.
هذه الهندسة الانتاجيه للمجتمع تحتاج الى مهندس يحظى برعاية الهية و بمهارة وخبرة معرفية للواقع والخصم كل هذه الرعاية والخبره والمهاره المعرفيه وجدت بالسيد القائد الذي احياة عزة وكرامة اليمانيون من جديد وخلق فاجعة لاعداء اليمن واليمانيون انها فاجعة الرياض الكبيرة، فإما أن تقود السعوديه الى مزيد من الجنون، أو تشكّل فرصة لمراجعة سياستها تجاه اليمن واستعادة مكانتها.
ان فواجع الرياض والدوحة وواشنطن وغيرها عودتها على تقييم انصار الله بوصفهم تنظيماً ارهابيا مسلّحاً، شأنهم شان بقية التنظيمات الارهابية المسلّحة في اليمن أو حتى خارجها، ولكن ما فاجأ هذه العواصم الارهابيه أن انصار الله أصبحوا يديرون اللعبة السياسية بحنكة بعيداً عن انفعالات اللحظة، كما نأوا بأنفسهم عن ردود الفعل على أعمال استفزازية هنا وهناك.
وعلى الضد من الحملة الاعلامية المكثفة التي تديرها قنوات فضائية خليجية كبرى، حافظ انصار الله واللجان الشعبية والثورية عموماً على رباطة جأشهم بهدف «تقطيع» هذه المرحلة، لأن الاستحقاقات المأمولة أكبر من الوقوف عند حملة «التشويش» العابرة، فما يتغيّر على الأرض أكبر مما يتخيله المدبّرون للحملة. وحدهم الخاسرون الاقليميون والدوليون يكابدون ألم الخسارة، فهم يدركون حجم ما أنفقوا في اليمن كي لا يصل اليمنيون الى هذه اللحظة وقد وصلوا.
لذلك أنصار الله فاجأوا العالم بأدائهم ونضجهم السياسي لقد غيروا المشهد السياسي اليمني تغيير جذري وشامل،يؤسس لمرحلة عنوانها «اليمن لليمنيين»، وليس هناك من قوة قادرة على إعاقة حركة التغيير. والسبب ببساطة متناهية هو الإجماع الشعبي، والوعي السياسي المتقدّم للقوى الفاعلة على الساحة من كل الأطياف، وفوق ذلك كله الإرادة الشعبية الصلبة على مواصلة التغيير واستمرار الثورة حتى تحقيق المنجز السياسي الأكبر في التاريخ اليمني، أي الوصول الى دولة وطنيةيمنيه قوية بمواصفات يمنية خالصة.د