ما بعد تصريحات رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية
يمني برس / مقالات رأي / منصور البكالي
التحَرُّكاتُ المعلَنة للكيان الصهيوني في المنطقة وفي مياه البحر الأحمر والبحر العربي ومضيق باب المندب، تعجِّلُ من الرد اليمني وتنفيذُ ما توعَّدَ به قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حين قال في خطاب المولد النبوي للعام 1441هـ: “إذَا تورَّط العدوّ الإسرائيلي في أيةِ حماقةٍ ضد شعبنا؛ فَـإنَّ شعبنا لن يتردّد في إعلان الجهاد في سبيل الله ضد هذا العدوّ، كما لن نتردّد في توجيهِ أقسى الضربات الممكنة لاستهداف الأهداف الحسَّاسة جِـدًّا على كيان العدوّ الإسرائيلي”.
تهديدُ قائد الثورة أثار الرعبَ والخوفَ في أوساط الكيان المزروع على أرض فلسطين المحتلة وإعلامه، وحينها اعتبر الكيان تلك “التهديدات جادّةً وتعرض إسرائيل للخطر”، وشدّدت ردودُ الفعل الرسمية على “ضرورة التعامل مع التهديدات بجدية وعدم الاستخفاف أَو الاستهانة بها”.
من هنا بدأ الكيان الصهيوني يجُرُّ نفسَه أكثر وأكثر نحوَ مصير مجهول سبق لدول تحالف العدوان تجربته وتجرع مرارة الولوج فيه منذ 6 أعوام من العدوان على شعبنا اليمني، وإن كان له دورُ المشارك في ذلك إلا أن الغباء والرعب المخيم على صانعي القرار فيه زاد من تخبطهم وفشلهم أمام صمود وثبات الشعب اليمني وأمام تطور القدرات العسكرية الرادعة التي أثبت الميدان العسكري فاعليتها.
ومع تسارع الأحداثِ والانتصارات العسكرية للجيش اليمني واللجان الشعبيّة في الميدان المتزامنة، وَحملة التطبيع من عدد من الأنظمة العربية المرتهنة للإدارة الأمريكية، وزيادة الخوف والتخبط للدول المشاركة في العدوان، والتسويق الزائف للإدارة الأمريكية بأن التطبيعَ مع الكيان الصهيوني سيحمي عروشها من الزوال، شرع الكيان الصهيوني بالتحَرّك عسكريًّا في المنطقة ونشر بعضِ معداته وقواعده بالقُربِ من اليمن والمحور المقاوم، وفي المواقع والممرات الاستراتيجية.
إحاطةُ القيادة العسكرية اليمنية بتلك التحَرّكات، ومراقبتها ورصدُها لمسرح العمليات العسكرية مع العدوّ عكستها تصريحاتُ رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية والاستطلاع في القوات اليمنية، اللواء عبد الله يحيى الحاكم، الذي توعد فيها دولَ العدوان بما فيه الكيان الصهيوني بمفاجآت لم تكن في الحُسبان خلال العام القادم.
مصدرُ هذه التصريحات وشخصُ اللواء أبو الحاكم تعني في العلوم العسكرية استكمالَ الجيش اليمني واللجان الشعبيّة مرحلةَ الاستعداد والجهوزية للرد على التحَرّكات الصهيونية وولوجها في مرحلة الجهوزية التامة للبدء بالعمليات العسكرية الرادعة ذات الأبعاد الاستراتيجية، ووصول الأوامر من القيادة الثورية والسياسية إلى القيادة العسكرية اليمنية، وانتقال الحرب النفسية والإعلامية مع العدوّ الصهيوني إلى مرحلةِ الحرب العسكرية والضربات المباشرة.
من هذا المنطلق يتساءل المتابعون للقدرات اليمنية والمختصون والخبراءُ العسكريون، عن نوعية الأهداف التي سبق وتوعَّد باستهدافها قائدُ الثورة داخل عمق الكيان الصهيوني، وعن الزمان والمكان، وعن الفرص المتاحة أمام هذا الكيان لتفادي الضربات المتوقعة؟ وعن مصير القواعد العسكرية الصهيونية والأمريكية والبريطانية في المنطقة حال استمرار التخبط الصهيوني والأمريكي، واستمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني!.
كما هو التساؤل عن مدى اعتماد الأنظمة المطبِّعة مع الكيان الصهيوني على الحماية الأمريكي والبريطانية ودفاعاتها الجوية التي لم تُجدِ نفعاً لأكبر وأهم المنشآت الحيوية والاقتصادية، منذ بدأ الرد اليمني وعملياته العسكرية التي شملت عمقَ العدو الجغرافي، ما ضرباتُ أرامكو عنا ببعيد.
وماذا عن استمرار ارتماءِ قيادات مرتزِقة العدوان في الحُضنِ الأضعفِ عسكريًّا وسياسيًّا في الميدان؟، وأمام تكشّف الأطماع الصهيونية والأمريكي والبريطانية وأدواتهم الإماراتية والسعودية في اليمن ومقدرات شعبه؟ وهل يقتفون خُطَى أسيادهم بإعلان التطبيع مع الصهاينة؟.