شماعة أمريكا
شماعة أمريكا
يمني برس- بقلم/ أحمد داوود
ليس غريباً سعيُ أمريكا “الشيطان الأكبر” لتصنيفِ أنصار الله ضمنَ قائمة الإرهاب، فما حدث لنا منذ بزوغ فجرِ المسيرة القرآنية من مؤامرات ودسائسَ أمريكية كان مروِّعاً بكل ما تحملُه الكلمة من معنى.
كان القائدُ الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- قد حدّد عدوَّ الأُمَّــة الإسلامية مبكراً، وفي عام ٢٠٠٢، ردّد الشهيدُ القائدُ مع ثلةٍ قليلةٍ من أنصاره صرخةَ “الموت لأمريكا”، وهي عبارةٌ ليست اعتباطيةً على الإطلاق، فالشهيدُ القائدُ كان يلمحُ ببصيرته العميقة الشرَّ الكبيرَ القادمَ، فكان الوحيدَ الذي سارع بالتحَرُّك في أوساط المجتمع، محذِّراً، ومنبهاً، وموعياً، وناصحاً من الخطر الأمريكي الداهم على الأُمَّــة.
لكن ماذا كانت النتيجة؟
حرّك الشيطانُ الأكبرُ عملاءَه، ومرتزِقتَه في الداخل، وشنوا حرباً ظالمةً على مرَّان، لعب فيها السفيرُ الأمريكي دورَ المخطِّط واللاعب والموجه، وأطلق نظامُ الخائن عفاش آنذاك على المجاهدين صفةَ “المتمردين”، ووُجِّهت لهم أبشعُ التهم الباطلة، لكن اللهَ نصرهم وثبّتهم وأخزى العملاء والأمريكيين.
وحين هبت نسائمُ ثورة ٢١ سبتمبر، سارع هؤلاءِ بتسميتنا بـ “الانقلابيين”، وحوربت الثورة بكافة الوسائل الأمريكية، ثم شن الأمريكيون عدواناً غاشماً على اليمن، شاركهم فيه السعوديُّ والإماراتي والسوداني والصهيوني وغيرهم، وقتلوا أطفالَنا ونساءَنا، ودمّـروا طرقاتِنا وجسورَنا، ومدارسَنا وجامعاتِنا ومطاراتنا، وكل مقومات الحياة، وفرضوا علينا حصاراً لا مثيلَ له في التاريخ.
فمن الإرهابي إذن يا ترامب؟
ليس الإرهابي على الإطلاق ذلك المجاهدُ البطلُ الذي حمل رشاشَه وبندقيتَه، وانطلق إلى الجبهات، مدافعاً عن وطنه وبلده ضد العدوان الأمريكي السعودي، وبذل مالَه وروحَه ضد الغزاة والمحتلّين، بل الإرهابي الذي يقودُ طائرات إف ١٥ وإف ١٦ ليقتلَ الأبرياء المدنيين النائمين في منازلهم، وَالإرهابي هو الذي يأتي من كُـلِّ بقاع العالم ليحتلَّ اليمنَ، ويشرِّدَ شعبَه، ويدمِّـرَ كُـلَّ مقوماته.
كُلُّ الحقائقِ جليةٌ وواضحةٌ لكل ذي لب، فالأمريكي الذي يصنِّفُنا بالإرهاب، هو في الأَسَاسِ يحاولُ التغطيةَ على جرائمه المتوحِّشة علينا، ويحاولُ ذَرَّ الرمادَ في العيون، وصُنْعَ أيِّ انتصارٍ في ظل هزائمه المخزية التي يتجرعُها في المحورِ المقاوِم.
ونحن على يقين أن شمسَ العدالة قادمةٌ، وأن الإرهابيَّ الحقيقيَّ هو الذي ستلعنُه الأجيال، ويحشرُه اللهُ في أسوأ حال، ويصليه مستقرَّه الحقيقي في نار جهنم.